الاحتياج إلى لغة الحب والتسامح والتعايش

كتب
الجمعة ، ١٤ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٥٢ صباحاً

بقلم: عبدالحكيم الفقيه

كنا نتوقع أن تفرز الثورة الشعبية الشبابية السلمية ملامح مجتمع يمني جديد تتسع فيه قيم المحبة والجمال والعدل والتسامح لكن للأسف ما تزال لغة العنف والإقصاء هي الديدن السائد عند غالبية الأطراف التي غادرت لحظة الغشاوة العاطفية الثورية لتكتشف أنها صحت من حلمها على معطى الواقع الذي لم يتغير حتى في الحد الأدنى المطلوب. ما يزال التمترس والتخندق هو سيد الوقت وما تزال الأيدي على الزناد ووضع جميع بيض اليمن في سلة الحوار الوطني الشامل مغامرة خطيرة إن لم تقدم جميع الأطراف تنازلات في سبيل الانطلاق صوب مستقبل مغاير تتجلى فيه الدولة المدنية وتتجسد فيه العدالة الاجتماعية ويشعر المواطن اليمني بإنسانيته كمخلوق في أحسن تقويم وجدير بحياة كريمة.
المؤشرات لا تشجع وحكومة الوفاق الوطني بدون وفاق وبدون وطن بعد أن أدخلت المبادرة الخليجية اليمن تحت مظلة الوصاية الدولية وصار القرار اليمني مرتهنا في أياد لا يجري في أوردتها دم يمني
إن المهاترات الإعلامية الراهنة بين فرقاء العملية السياسية لا تساعد على الوئام والالتئام ولا تبشر بنجاح الحوار الوطني المرتقب فالمطلوب هو التهدئة والقبول بالآخر وتأكدوا أن اليمن لن يبنى إلا بأبنائه ولا تركنوا على الوصاية الدولية والتسول تحت يافطة المانحين وعقدة الخارج التي تمثل أم الأثافي في التاريخ السياسي اليمني عبر الأحقاب.
نحن لا نريد بلدنا أن يكون مسرحا لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية ولا نريد كل طرف أن يتعكز بعصي إقليمية أو دولية فلابد من التصافح ومد القلوب قبل الأيدي والإصغاء لخطاب الآخر اليمني والقبول بالاختلاف والتعايش طالما وهم الخروج من المأزق هو هم الجميع.
إن موقع بلدنا في أدنى درجات السلم الحضاري ونحن من أكثر البلدان تخلفنا لا يشجعنا أبدا ولن ندفن رأسنا في الرمال فلابد من الاعتراف بالحقيقة والأمر الواقع وعلينا البدء برسم خطة جماعية لإنقاذ بلدنا من الضياع والتشرذم وعلينا اللحاق بالركب الحضاري عبر العمل الدءوب وتشجيع التعليم والبحث العلمي وتنظيم حيازة السلاح وتوفير بيئة آمنة للإبداع والاستثمار وإخراج الطاقات الكامنة وتقليم أظافر القبلية والأنانية والإقصاء والطبقية والاستقواء بالخارج واستغلال السلطة، فاليمن بلد الجميع ومن حق الجميع أن يعيشوا في كنف دولة أغلى ما تملكه هو الإنسان وتخلق له ظروف معيشية جديرة بإنسانيته.
اليمنيون بحاجة إلى الحب والتعايش والعدل والمساواة وخلق فرص التكافؤ وإبراز الطاقات والإبداعات والتحرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي وكسر القيود والانطلاق صوب المستقبل بدلا عن ضياع الحاضر والانزواء في زوايا سجن الماضي الرهيب والخانق والمعيق.

عن الجمهورية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي