أقــزام في حضرة عمالقة...

كتب
الاربعاء ، ١٢ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٢٩ صباحاً

بقلم: - منال الأديمي

كان أسبوعاً حافلاً ومتعباً بدأ بـ .. اللون الأسود ، إذ كانت جدارية المرحوم هاشم علي ،على موعد مع العبث والتشويه والوأد الروحي والجمالي لذلك الإبداع الذي قام به مجموعة من الشباب المبدعين كهبة جمالية منحوها مدينتهم الغالية فكانت تلك الهبة مزاراً لكل من يأتي الحالمة واستراحة لأبنائها يرون فيها ألواناً للفرح والأمل والتفاؤل بعيداً عما يفتقدونه في زحمة حياتنا البائسة والمليئة بالمكدرات والمنغصات وغلبة اللون الأسود عليها،الكل يجمع بأنها أجمل ما سطرته أيدي شباب الثورة والتغيير كمشروع جمالي خلاق ولكن للحقد وعشاق الموت والخراب وسواد القلوب والأفكار رأي آخر فكانوا يناصبون تلك الألوان العداء خفيةً ويتحينون الفرصة المناسبة والغادرة للانقضاض على ذاك الجمال والإبداع بالقبح والتخريب وبعبارة تدل على دناءة مرتكب ذاك الجرم ،ترك المجرم توقيعه في مكان الجريمة بـ (موتوا قهراً) وببيت شعري مفاده :
إن كان ترك الدين يعني تقدماً ... فيا نفسُ موتي قبل أن تتقدمي
وهل كان الدين في شيء من فعلتك الشنعاء تلك..؟ تبت يداك أيها الغادر ، قد تكون نلت من تلك الوجوه ليلاً لكنك لن تستطيع النيل من عزيمة وإصرار شباب تعز ألوان الحياة المصرين على المضي قدماً في مشروعهم الجمالي ، فهؤلاء تسكنهم روح تعز العصية دوماً على التطرف والإرهاب وأيادي العبث...في الوقفة التضامنية كم بدا الغادر قزماً في حضرة عمالقة الفن والجمال ...على ذكر الجمال تراثنا مليء بالجمال المهمل ،فحالياً يطلق مهتمون بالآثار صرخة نجدة لإنقاذ( قصر العز) للملكة أروى وقلعة رداع والجامع الكبير في زبيد وقبة الحسينية في تعز ، يبدو أن هناك إجماعاً متواصلاً في هذه البلاد على طمس اليمني كتاريخ كما هو الحال في طمسه من المخلوقات الحية وآخرها كان بطائرة بدون طيار .
في الأسبوع أيضاً كان خطاب الرئيس هادي يسبق مهرجان التصفيق والتطبيل، كانت كلمات الرئيس واضحة وقوية ودقيقة في التصويب على كل من تسول له نفسه التفكير في العودة إلى ما قبل الثورة أو يحاول العيش في أكذوبة الحزب الحاكم و الغالبية البرلمانية ،فقد دارت عجلة الزمن ولن تتوقف أو تعود للوراء،فمن شاء منكم الدخول في اليمن الجديد أو ليبق في ضلاله القديم لكنه سيكون محاصراً بالقانون والتسوية السياسية واقعنا جميعاً !!
(ابحث عن فضولي )هكذا بدا البركاني صاحب نبوءة (قلع العداد بالمرة )في احتفالية الذكرى الثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام فكولومبو فوق المنصة ،وكولومبو جنب المنصة ،وكولومبو في كل مكان تارة يعطي سيده الورود وتارة يأخذها منه، واقفاً جالساً يلوح بيده بحركات هستيرية ، بصراااااااااااحة خطفت هستيريته الأضواء من الزعيم في ذلك اليوم ، حتى أن الزعيم لم يُعنّ نفسه هذه المرة إنزاله ولو بطريقة مهينة كما حدث في السبعين وبحضور الزياني ، فلربما أدرك الزعيم أن لا فائدة من ذلك فمن شبّ على شيء شاب عليه وما لجرحٍ بميت إيلام .
ظهر صالح يومها محاطاً بأكاليل الورود يلوح بيديه لجموع أنهكها هتافاً وتصفيقاً زعيم وقف به الزمان إلى ما قبل الحادي عشر من فبراير فتارة يريدها بلباس عسكري وتارة مدنية .
ألقى خطابة الهستيري وصفق له الحشود .. أثناء مشاهدتي لمشاهد من تلك الاحتفالية والقهقهة علمت بأن مراسم الاحتفال تجري على أرض الصالة الرياضية ، هنا توقفت عن القهقهة والضحك وبدأت ملامح وجهي تتغير فأنا الآن أصبحت في حضرة روح الشهيد البطل( حاميم) ومن منا يجرؤ على نسيانك حاميم ولحظات مصارعتك الموت على متن دراجة نارية ومحاولات رفاقك المستميتة إيقاف الدماء التي تتدفق وبغزارة من عنقك الشامخ بعد أن نالت منه رصاص الشرعية الغادرة والجبانة في ذلك اليوم الدامي، كم يبدو البركاني وأمثاله أقزاماً في حضرة ذكراك أيها الشهيد!!..رحلت حاميم ولا زال إخوة لك يرحلون كل يوم بأيدٍ وأسباب عدة ، فمن الموت بدون طيار بإخراج أمريكي إلى الموت بدعوى كره إسرائيل وأمريكا والنتيجة إراقة للدم اليمني تعددت الأسباب والفقيد وطن .
ستظل حاميم خالداً في ضمير الثورة و الوطن وأبنائه الشرفاء كما سيظل قاتُلك ملعوناً الصبح والمساء... وإن تدثر ببطانة المال والإعلام والفرار من العدالة بصك غفران ستنتهي صلاحيته يوماً فلابد من القصاص ، تلك سنة الله في الكون ولو بعد حين .
تساؤل : لماذا يصر البعض في المؤتمر الشعبي العام أن يربطوا مصير حزبهم السياسي بمصير صالح?

الحجر الصحفي في زمن الحوثي