القدس العربي : مجازر منسية في اليمن ايضا

كتب
الاربعاء ، ١٢ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٠٥ صباحاً


القدس العربي

يشهد اليمن، ومنذ اكثر من عام، مجازر شبه يومية ترتكبها اطراف عديدة، لكن اخطرها دون ادنى شك الطائرات الامريكية التي تحلق في اجوائه ليلا نهارا، وتطلق صواريخها لتقتل ما شاء لها القتل من المدنيين العزل تحت ذريعة مطاردة عناصر تنظيم 'القاعدة'.

بالامس فقط اعلن مسؤول امني ان ستة اشخاص يشتبه انهم من المتشددين قتلوا في غارة قامت بها طائرة امريكية بدون طيار في محافظة حضرموت جنوب اليمن. وقال شهود عيان ان الطائرة اطلقت ثمانية صواريخ على منزل كان يعتقد ان المقاتلين يختبئون فيه، تمكن ثمانية منهم من الهرب بينما مات ستة اشخاص.

التقارير الواردة من حضرموت وابين وعدن وباقي المناطق تؤكد ان معظم ضحايا هذه الغارات هم من المدنيين والاطفال والنساء على وجه الخصوص.

فهذه الطائرات غالبا ما تضرب اهدافا عن طريق الخطأ، او نتيجة معلومات غير دقيقة، فتأتي النتائج كارثية، مثلما كان وما زال يحدث في منطقة القبائل في افغانستان.

الاحصاءات الرسمية الافغانية تفيد بان اكثر من ثلاثة آلاف مدني سقطوا قتلى بصواريخ هذه الطائرات على مدى السنوات العشر الماضية، ومعظم الضحايا كانوا من الاطفال والنساء، وحدث مرة ان قصفت طائرة بدون طيار عرسا في فناء منزل قالت القيادة الامريكية ان الضحايا من مقاتلي القاعدة ثم تراجعت.

كنا سنطالب السلطات اليمنية بالتدخل لوقف هذه المجازر التي تستهدف مواطنين يمنيين تتحمل مسؤولية حمايتهم، ولكننا تراجعنا لان الطائرات اليمنية تشن غارات مماثلة وتقتل مدنيين ايضا، حيث اعترف مسؤولون يمنيون امس ان عشرة مدنيين لقوا مصرعهم، بينهم طفلة في العاشرة من عمرها، قتلوا في غارة جوية شنتها القوات اليمنية الحكومية يوم الاحد واخطأت هدفها، وهو سيارة قريبة تقل متشددين اسلاميين.

احد المواطنين اليمنيين، ارسل الينا رسالة يقول فيها ان سيارة ركاب اجرة تعرضت لقصف صاروخي من طائرة امريكية قبل اسابيع ادى الى قتل جميع من فيها من الركاب، وتساءل هذا المواطن عما اذا كان كل سائق سيارة اجرة مطالبا بان يحصل على شهادة من وزارة الدفاع الامريكية الكونغرس، تشهد له بانه لا ينتمي الى تنظيم 'القاعدة'، وان ركابه هم من المدنيين؟

سؤال هذا المواطن البسيط يستحق التأمل ليس فقط من قبل المسؤولين اليمنيين في صنعاء فقط، وانما من المسؤولين في الادارة الامريكية الذين اطلقوا العنان لهذه الطائرات لكي تقتل ما تشاء من المدنيين اليمنيين دون حسيب او رقيب او محاسبة.

نطالب بحماية ارواح الشعب اليمني من عمليات القتل اليومية التي تستهدفه، وكأن هذا الشعب الذي يعاني من الفقر والحرمان والبطالة وغياب الامن محكوم عليه ان يعيش في حالة من الرعب والهلع بسبب عدم الاطمئنان على اطفاله واهله من غارات هذه الطائرات.

هذا الشعب اليمني الكريم الشهم المضياف يستحق الحياة الكريمة ايضا.

رأي "القدس"

الحجر الصحفي في زمن الحوثي