نريد وحدة قلوب

كتب
الأحد ، ١٢ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٦:١٣ صباحاً
  بقلم : خلود محمد عدن مدينة السحر و الجمال، تلك المدينة العريقة التي حلمت بزيارتها وعندما حان الوقت لذلك لم أكن مصدقة اني على موعد مع تلك الفاتنة الجميلة التي لطالما سمعت وقرأت عنها، لم أنم الليلة التي سبقت موعد السفر ... وفي اليوم التالي ها أنا على موعد معها مع نسمات بحرها مع قيضها ورطوبتها مع معالمها القديمة ، ها أنا على بعد أميال منها من قبلة أرسمها على جبينها . ما أن وطأت قدماي المطار حتى شعرت بنسمات الهواء الحارة وسمعت أصوات الطيور.. كنت اتحرق شوقا لرؤية الشوارع ، الناس ، البحر ، لرؤية كل شيء .. ونحن في طريقنا كنت مشدوهة الى منظر البحر بزرقته الجميله وهدوءه للحظة خلته حزن أكثر مما هو هدوء، توغلنا في الشوارع الطرق شبه خالية – الوقت مازال باكراً - إلا من بعض الناس والحيوانات الجائعة على حواف الطرقات والغربان في السماء .. اثار انتباهي رسومات العلم الخاص – بالحراك الجنوبي – في كل الشوارع مرسوم على كل الجدران، الكل هنا يلهج بمصطلح غريب «فك الارتباط » لا أدري ما مرجعية هذه التسمية .. فاجئني تفكير ابناءها الكل يلوم الوحدة ويرجع الوضع الذي هم فيه الى الوحدة .. والوحدة من ذلك براء .. لا ننكر أن عدن أقصيت وأنها لم تعد تلك الحاضرة التجارية أو ثغر اليمن الباسم أو ذلك الذي لم يعد باسماً .. السياسيون وحدوا الأرض وعملوا على تفريق القلوب و تعزيز التفرقة و ترسيخ المناطقية واستغلوا مقدرات وثروات الوطن لمصالحهم الخاصة ، لذلك لا ألوم إخواننا لكن نريد أن نعطي فرصة أخرى للوحدة .. الوحدة ليست هي السبب فيما أنتم فيه أو فيما نحن فيه !! هم من أرادوا لنا أن نصل الى ما نحن فيه ، اليوم نحن أحوج لوحدة القلوب وحدة الدم وليس وحدة الحدود .. ونحن نتجول في سوق مدينة كريتر، وروائح البخور العدني تتصاعد وسمرة الوجوه العدنية وحبات العرق تتلألأ على جبينهم ، سرحت أفكر هل يعقل أن تكون رحلتي الثانية لهذه المدينة وقد أصبحنا شطرين حينها سأقطع جواز سفر بعد أن كان باستطاعتي زيارتها بالبطاقة الشخصية !! أفقت على أصوات أطفال صغار يتشاجرون وجعلت أتعوذ من الشيطان من هذه الخاطرة التي خطرت ببالي وجعلت أتلو الدعوات أن لا يحدث هذا أبدا ، ما جعلني افكر بهذا هو نقاشاتي مع البعض من ابناء عدن والمعضلة هنا أن الفئة المثقفة هي من تتبنى وتشجع فكرة الانفصال فقط هم البسطاء من يريدون الوحدة ، تذكرت إحداهن تقول -وهي رئيسة جمعية نسويه - لم يعد لنا خيار إلا الانفصال أو فك الارتباط على حد تعبيرها . جعلت اقنعها أن هناك حلول أخرى لكن لا فائدة أخذتني الى ممر في الجمعية عُلقت عليه صور لمعالم أثرية في مدينة عدن وصور لأعلام من صحفيين وشعراء وفنانيين عدنيين وصور لبعض البريطانيين كذلك التاجر المسمى بس هو وزوجته والذي قالت أن له بصمات كثيرة في عدن كبناء المستشفيات وفي الجهة الأخرى صور لرؤساء اليمن باستثناء ......!! لقد توقفت لبرهة أمام صورة الرئيس علي سالم البيض – رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية سابقاً – وقالت انه الحل الوحيد المتبقي أمامنا نظرت إليّ وأدركت انزعاجي ثم قالت بلهجة ممازحة لماذا تغضبون عندما نطالب بفك الارتباط ما الذي تستفيدونه من الوحدة ساعتها لم استطيع الرد عليها الا برد واحد أن في الوحدة عزة وفي الشتات ذلة وأنا اصطنع ابتسامة .. هكذا كانت رحلتي خذلتني خيالاتي فما وجدت عدن إلا كفتاه فاتنة جميلة بعينيها الزرقاوان وثياب رثة مهلهله !! المصدر أونلاين  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي