من أين جاء “مالك” بالقنبلة؟!

كتب
الجمعة ، ١٠ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٣٧ صباحاً

 

 

بقلم: عارف أبو حاتم
بالتأكيد أن التحقيقات الأولية والمعمقة في حادثة إلقاء القنبلة في السوق المركزي بتعز قد حاولت لملمة أشلاء الحادثة، وشملت كل سؤال، لكن السؤال الرئيسي يجب ألا يقتصر عن دوافع الجاني، بل من أين جاء بالقنبلة ، ومن باعها له، فقد أصبح السلاح في عاصمة الثقافة يباع كالمعلبات، وبأريحية كاملة.
حادثة الجمعة الماضية كانت مؤلمة وجارحة للقلب والضمير، سبعة أشخاص فقدوا حياتهم، وأكثر من 15 آخرين يحملون جراحاتهم، والجاني كان أول الضحايا... وكل ذلك كي يصفي حساباته مع شخص اختلف معه، لم يكن أمامه حل آخر، حتى الحلول القديمة: “عصابة وصمول وخناجر وسكاكين، وموترات للهروب بعد الحادثة”.. كلها أصبحت موضة قديمة، حتى المسدس ليس له مكان، لأنه قد يجرح ولا يقتل، ولا فعل غير قنبلة، تعمل كحصالة أرواح.
قلت لأحد الشباب الواقفين في مكان الحادثة بعد يومين من وقوعها: خلاص ما فيش الحل إلا الثأر بقنبلة، رد ببرود: يا رجّال هي قنبلة بسبعة ألف.. هكذا تقاس المسألة بالسعر، وليس بما ستفعله آلة الموت، وكم ستحصد من أرواح وممتلكات، وسمعة بالوطن.. أمن تعز اليوم يعيش متأرجحاً بين الانضباط والفلتان، مرة نتجول في كل المدينة حتى ساعات متأخرة ونشعر بكل الأمن والأمان، ومرة ترعبنا المظاهر المسلحة في عز النهار.
لا ندري من أين “تتقافز” كل تلك الوجوه الكريهة بسلاحها وعنفها، ومن “فاعل الخير” الذي يقف وراء كل جريمة وانتهاك وفوضى، ومن يسوق السلاح في عاصمة الثقافة، وأين الأمن من كل ذلك، خاصة والعيد على عتبات البيوت، ومعه ستتكاثر الأسلحة والألعاب النارية.
[email protected]

الجمهورية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي