ذكرى عيد الاستقلال بين مزيج من الفرح والالم

محمد مقبل الحميري
الاثنين ، ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٩:٢٤ مساءً

عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ**

بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ.

نعيش الذكرى 53 لاستقلال الشطر الجنوبي من الوطن اليمني الجريح.

نعيش هذه الذكرى رغم غلاوتها على ابناء الوطن جميعا وفي النفوس غصة وفِي القلوب آلام للحال الذي يعيشه وطننا من التمزق والحروب العبثية التي تتوجه بنادقنا الى صدور بعضنا بعضا والمشروع السلالي يسعد بذلك ويسعى للتمدد.

نعيش هذه الذكرى ومناطق اليمن تعيش في ظلام دامس وفقر مدقع وخوف شديد وقتل من اجل القتل.

تخيلوا شهداءنا لو عادوا الى الدنيا لحزنوا على تضحياتهم عندما يروا حال عدن بدون خدمات بدون امن ، بدون استقرار وكل شيء فيها مدمر بعد ٥٣ عاما من تحررها وهي التي كانت درة الجزيرة وجوهرتها ، وكان اشقاؤنا في الخليج يتمنون ان يكون في بلدانهم شارعا مثل الشارع الرئيس في المعلا.

سيكون للعيد فرحة ومذاق لو عقلنا جميعا واتفق رفاق النضال على المضي قدما في تنفيذ اتفاق الرياض بصدق وفقا لما تم التوقيع عليه ، وعادت الحياة للمناطق المحررة بعودة الحكومة الجديدة الى عدن وتعانق الجميع معلين مصلحة الوطن فوق كل المصالح او التبعيات لاي شخصيات او دول او احزاب لا تريد لوطننا الخير والصلاح .

ستفرح النساء بالعيد عندماء لا تنقطع الكهرباء ويتوفر الغاز ولا ينقطع الماء وتتوفر المواد التموينية بأسعار بالمقدور شراءها ، مطمئنات ان ابناءهن يذهبون الى مدارسهم ويعودن وهم في امن وسرور.

سيحتفلالاطفال بالعيد عندما يذهبون الى مدارسهم والطريق آمنة والكتب المدرسية مكتملة وطابور الصباح في حيوية ونشاط والمدرسين يؤدون واجبهم ويدرسونهم على اكمل وجه وهم مستقرون في معيشتهم وامنهم.

سيكون للعيد بهجة لدى الموظف والعامل عندما يذهبون الى عملهم وهم آمنون لا يخشون الا الله ويستلمون مرتبهم بانتظام بعد ان تعافى الريال واصبح له قيمة مما يجعل الراتب يكفي الواحد منهم ان يُعَيش اسرته بكرامة.

سيسعد المريض عندما يذهب الى المستشفى فيجد العلاج مجانا والطبيب يستقبله بابتسامة عريضة ويلقى العناية من كل العاملين الذين هم ايضا بسعادة لمستوى المعيشة التي هم فيها.

سيسعد الاحرار عندما يرون ثمرة تضحيات الشهداء ويجدون القيادات موحدة تحت راية الوطن ، والقرار واحد ، والجيش جيشاً واحدا وسلاحه موجه نحو اعداء الوطن والامن واحد ، والمدن خالية من العصابات والمليشيات المسلحة ، وتبعية الجميع لوطن اسمه اليمن الذي مجده ضاربا في اعماق التاريخ ، وطن لا يتطاول عليه الاقزام ولا يطمع به الاعداء والمتربصون.

الى ان تتحقق هذه الآمال سنؤجل الفرحة ونعمل جميعا على تحقق ذلك لتكون الفرحة من القلوب والسعادة في النفوس.

ثقتنا ان كل هذا سيتحقق مهما خيم الظلام وتآمر المتآمرون ، لاننا شعب عصي على الانكسار وسيلتقي المتخاصمون وتتعانق قلوبهم قبل ايديهم مستشعرين قول الشاعر/

اذا احتربت يوما وسالت دماؤها* تذكرت القربى فسالت دموعها.

(ويقولون متى هو قل عسى ان يكون قريبا).

وكل عام وانتم بخير ووطنا بأمن وسلام.

 

*وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى

الحجر الصحفي في زمن الحوثي