قراءة في كلمة فخامة الرئيس هادي في الذكرى الثالثة والخمسين لعيد الاستقلال

د. عبده مغلس
الاثنين ، ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٣:٣٦ مساءً

بدأ فخامة الرئيس هادي كلمته بعد حمد الله والصلاة على رسوله العظيم، بإرسال التحية والعرفان والتهاني لأبناء شعبنا اليمني العظيم في كل ربوع الوطن بهذه المناسبة المجيدة، ولقد حددت كلمة فخامته بهذه المناسبة العظيمة، تشخيص الوضع الذي يمر به اليمن في مختلف الجوانب، ومآلات تداعيات انقلاب مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، على الشرعية الدستورية، والجمهورية والثورة، واليمن الاتحادي، وما عاناه الشعب اليمني جراء ذلك، وكعادة فخامته في كل كلماته يحدد معالجات ومحددات وموجهات السير والمسار، نضعها في النقاط التالية:

1- استذكار العبر والتضحيات والبطولات في كمناطق اليمن.

بقول فخامته " نستذكر من خلال هذه المناسبة عبق التضحيات والبطولات والنضال الطويل الممتد على كل التراب الوطني".

2- كيفية الاحتفاء والتذكر الصادق والتمجيد الحق بذكرى المناسبات الوطنية.

حدد فخامته ذلك بقوله إن استذكارنا المتكرر لصفحات المناضلين وتمجيدنا الحقيقي لهذه المحطات الخالدة في ذاكرتنا الوطنية لا يكون بالخطابة والاحتفالات وحدها، بل يأتي بامتثال ما يلي:

1-    امتثال المسار الوطني.

2-    الثبات على الغايات النبيلة والطريق القويم الذي اختطته الثورة اليمنية من بداياتها في سبتمبر ضد الإمامة وفي اكتوبر ضد المستعمر وحتى الاستقلال.

3-    الثبات على مسار حرية الشعب.

4-    الثبات على هدف بناء الدولة التي تحتضن الشعب اليمني وتحميه.

5-    الثبات على طريق الاستقلال الذي لا يتوقف النضال فيه أبدا.

6-    صناعة لحظتنا على قواعد نضالهم والخطوط التي رسموها والنهج الذي اختطوه لنا.

وهذا هو التمجيد الحق الذي ينبغي أن يكون لعيد الاستقلال، والوفاء المخلص لتلك الدماء الزكيّات والأرواح الطاهرات.

3- روح الشعب وتوقه الكبير لوطنه الكبير سند للنضال.

أوضح فخامته بأن سند النضال والتضحيات كان الشعب اليمني بروحه التواقة لما يلي: 

1-    يمن كبير ومستقل.

2-     تحكمه دولة قوية وعادلة.

3-    يسكنه شعب حر يعيش بكرامة واستقلال.

4- مكاسب الاستقلال.

أوضح فخامته تلك المكاسب بأنها:

1-    أنهت الانقسام والتشتت.

2-    وحدت أكثر من عشرين سلطنة وولاية ومشيخة في جنوب الوطن، تحت علم واحد، وجواز سفر واحد وهوية واحدة.

3-    مهد المسار نحو قيام الوحدة اليمنية بعد ذلك.

5- معركة الاستقلال مستمرة ضد إرث الدخلاء بأطوار متجددة من النضال.

أوضح فخامته ذلك بقوله "إن معركة الاستقلال لا تنتهي بخروج الدخلاء، بل إنها تبدأ طورا جديدا من النضال ضد إرثهم" وحدد فخامته هذه المعركة بأنها:

1-    معركة بناء الدولة ومؤسساتها وفقاً لخيارات الشعب وتطلعاته وآماله، فالدولة بمؤسساتها اليقظة والفاعلة والحية هي الضامن الوحيد للاستقرار والأمن والحقوق والعدالة.

2-    معركة بناء الدولة في سلامٍ وأمنٍ واستقرار وفق أسس النظام والقانون والعدالة والمساواة.

3-    معركة ضد إرث الدخلاء وثقافتهم وأدواتهم ومخططاتهم.

4-    نضالاً جديداً ضد التسلط والاستبداد مع الانفتاح والحرية.

5-    معركة ضد الفوضى والملشنة والحروب.

وأوضح فخامته "بأنه دون استمرار هذه المعركة فإن الاستقلال يتحول إلى مجرد ذكرى تحظى من الشعوب بالتمجيد بينما يعيش الوطن واقعا في ظلال المستعمر وأهدافه وثقافته"

6- دعوة الاستقلال وتغذية روحه الوطنية في كل مؤسسات الدولة ومفاصلها.

بين فخامته هذه الدعوة "بأن مشروع الاستقلال ومعركته في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الوطن، يدعونا إلى أن نكون أكثر عزماً وجديّةً وإخلاصاً لبناء الدولة ومؤسساتها المستقلة، وتغذية الروح الوطنية للإستقلال في كل مفاصل الدولة وبين كل أبناء الوطن أينما كانوا، ليعود الشعب اليمني الأصيل إلى تاريخه وحضارته ويبني حاضره ومستقبله بحرية وكرامة واستقلال".

7- لحظات النضال من أجل الحرية والاستقلال متعاقبة ومستمرة بين الأجيال.

أوضح فخامته هذا الإمتداد بالمقارنة بين لحظات الآباء والأبناء بقوله " إننا في الحقيقة بين لحظتين، لحظة نضالية مضت خاضها الأجداد والآباء الابطال ضد الكهنوت والاستعمار والاستبداد ومخلفاتهما وثقافتهما وأدواتهما من أجل الحرية والاستقلال، وبين لحظة نعيشها اليوم نحن الأحفاد والأبناء، ويجب أن نمضي فيها بثباتٍ على ذات القواعد ونستقي من ذلك الإرث وتلك الدروس العظيمة لتلك اللحظة التاريخية، أي على أساسٍ من الحرية والاستقلال والدولة الضامنة لهذه المعاني النضالية الكبيرة، وبقدر ما كان أجدادنا العظماء معنيون بلحظتهم بقدر ما نحن معنيون بصناعة لحظتنا على قواعد نضالهم والخطوط التي رسموها والنهج الذي اختطوه لنا، وذاك هو التمجيد الحق الذي ينبغي أن يكون لعيد الاستقلال، والوفاء المخلص لتلك الدماء الزكيّات والأرواح الطاهرات.

8- إصرار كامل وعزم مستمر على هدف إنهاء المشروع الانقلابي الكهنوتي وكافة مشاريع التقسيم والتجزئة واستعادة الدولة ومواجهة كل التحديات وعدم الانحراف عنه.

أوضح فخامته ذلك بقول "ومن هنا يأتي إصرارنا الكامل على هدفنا الذي لن نتراجع ولن نحيد عنه، وحدده فخامته بأنه: 

1-    إنهاء المشروع الانقلابي الكهنوتي وكافة مشاريع التقسيم والتجزئة.

2-    الإستمرار بكل صلابة وقوة في موقفنا الوطني وفي هزيمة المشروع السلالي الحوثي المدعوم إيرانيا.

3-    العزم بجدية كاملة على استعادة الدولة المستقلة والقادرة.

4-     بناء مؤسسات الدولة المستقلة والتصدي للتحديات السياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية.

9- خطر مشروع الإمامة والكهنوت ومشاريع التقسيم والتجزيئة.

أوضح فخامته بأن هذه المشاريع عملت على:

1-    مصادرة فكرة الدولة ودمرت مؤسساتها.

2-    عرّضت وطننا الكبير للانكشاف المر والخطير في هذه اللحظة الغادرة من تاريخنا.

3-    المشروع الحوثي الإيراني دمر البلاد ومؤسساتها وأنهك مقدراتها وعبث بنسيجها الاجتماعي ووأد العمل السياسي.

10- المشروع الحوثي الإيراني في مواجهة المشروع الوطني.

أوضح فخامته ذلك بقوله " هناك مشروعين مشروع وطني اصيل اجمعت عليه كافة القوى والمكونات السياسية، وهناك مشروع اخر في مواجهة هذا المشروع انه المشروع الحوثي ونقل التجربة الإيرانية الى اليمن.. هذا المشروع الذي دمر البلاد ومؤسساتها وأنهك مقدراتها وعبث بنسيجها الاجتماعي ووأد العمل السياسي".      11- يقين الاستقلال ومفهومه وهدفه.

أشار فخامته لذلك بقوله "إننا على يقين أن استقلالنا في ٦٧ يدعونا بشكل جاد وخاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الوطن اليوم إلى أن نكون أكثر عزماً وجديّةً وإخلاصاً لبناء الدولة ومؤسساتها المستقلة وتغذية هذه الروح الوطنية في كل مفاصل الدولة وبين كل أبناء الوطن أينما كانوا، ليعود الشعب اليمني الأصيل إلى تاريخه وحضارته ويبني حاضره ومستقبله بحرية وكرامة واستقلال".

12- مفهوم بناء الدولة وهدفها.

أوضح فخامته ذلك بما يلي:

1-    بناء الدولة ومؤسساتها وفقاً لخيارات الشعب وتطلعاته وآماله.

2-    بناء الدولة بمؤسساتها المستقلة، وتغذية الروح الوطنية للإستقلال في كل مفاصل الدولة وبين كل أبناء الوطن أينما كانوا. 

3-    بناء الدولة لتحقيق السلامٍ والأمنٍ والإستقرار وفق أسس النظام والقانون والعدالة والمساواة.

4-    بناء الدولة الفاعلة والحية والضامنة لمعاني الحرية والاستقلال، هي الضامن الوحيد للاستقرار والأمن والحقوق والعدالة.

وأوضح فخامته الهدف من ذلك وهو" عودة الشعب اليمني الأصيل إلى تاريخه وحضارته ليبني حاضره ومستقبله بحرية وكرامة واستقلال".

13- الموقف من السلام ومبادراته.

أوضح فخامته الموقف من ذلك بقوله " لن نكرر عليكم ما تسمعونه دائما من موقفنا من السلام والحرب في بلادنا، ذلك أمر صار اليوم أكثر وضوحا من كل الفترات السابقة، وجوهر هذا الموقف هو أننا مع السلام" وأضاف فخامته بأن توجهه لمبادرات السلام قام من منطلق المسؤولية، وتوقه الى السلام، وقام على الرؤية الواضحة للمخاطر والمعاناة، ومخاطر الانقلاب وتبعاته ومسؤولية بناء يمن حر مستقل، متعايش بدولته الاتحادية وقال فخامته "وفقا لهذه الرؤية الواضحة انطلقنا بكل حرصٍ نحو مبادرات السلام وظلت أيدينا ممدوة بصدقٍ إليه على الدوام، وفي كل محطات ومبادرات السلام، وفي كل مناسبة نمد إليهم أيادينا بالسلام من أجل الحفاظ على أرواح أبنائنا الذين يقذفون بهم الى محارق الموت دون رحمة" ولكنهم لم يستجيبوا لأي مبادرة للسلام.

14- السلام العادل والشامل الذي نريد.

أوضح فخامته ذلك بقوله نتوق للسلام الذي يكون: 

1-    سلام عادل وشامل يبنى على أسس متينة وصلبة.

2-    سلام لا يحمل معه بذور الصراع في المستقبل.

3-    سلام يحفظ الحقوق ويصون كرامة الانسان ويبني دولته.

4-    سلام يحفظ للشعب حقوقه ويحترم ارادته ولا يتجاهل متطلباته.

15- ترميم التصدّع الذي احدثته الميليشيات الحوثية ورفضهم السلام.

وحاولنا بكل ما أوتينا ترميم التصدّع الذي احدثته الميليشيات الحوثية في جسد الوطن وبذلنا كل جهد من أجل احتواء هذه الجماعة المتمردة والمسكونة بأوهام التملك ودعاوى الحق الإلهي في النسيج الوطني منذ لحظة الحوار الوطني وفي كل محطات ومبادرات السلام، وفي كل مناسبة نمد إليهم أيادينا بالسلام من أجل الحفاظ على أرواح أبنائنا الذين يقذفون بهم الى محارق الموت دون رحمة إلاّ أن خناجر غدرهم تأبى إلاّ أن ترتدّ لتطعن الوطن الجريح وتزيد من معاناته وآلامه.

16- اتفاق الرياض برعاية المملكة الشقيقة لتوحيد الصف حول المشروع الوطني ولاستعادة وبناء الدولة.

أوضح فخامته بقوله "ومن هذه الرؤية أيضا ذهبنا في مسار رأب الصدع اليمني ومحاولات توحيد الصف الوطني من أجل استعادة وبناء الدولة ومؤسساتها الوطنية وتوحيد الجهود حول هذا الهدف النبيل، فذهبنا إلى اتفاق الرياض، الذي رعته مشكورة قيادة المملكة العربية السعودية في موقفٍ أخويٍّ آخر يضاف إلى رصيدها المشرّف الذي لن ينساه أبناء اليمن، " 17- مواصلة مسار رأب الصدع الآمن لتنفيذ اتفاق الرياض.

أوضح فخامته ذلك بقوله "وسنواصل بإذن الله هذا المسار الآمن لتنفيذ اتفاق الرياض الهادف الى وحدة الصف حول المشروع الوطني ونزع فتيل التوتر والخلاف والصراع ويضع الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من الحرية والبناء والنماء والإستقرار".

18- أهداف اتفاق الرياض.

أوضح فخامته بأن اتفاق الرياض يهدف إلى:

1-    رأب الصدع اليمني

2-    توحيد الصف الوطني وتوحيد الجهود من أجل استعادة وبناء الدولة ومؤسساتها الوطنية.

3-    نزع فتيل التوتر والخلاف والصراع.

4-    وضع الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من الحرية والبناء والنماء والإستقرار.

19- الشكر والتقدير والعرفان لقيادة المملكة على جهودها المخلصة والصادقة مع اليمن وقيادته وشعبه.

حيث قال فخامته " وهنا مجددًا دعوني أتقدم بخالص الشكر والتقدير والعرفان لقيادة المملكة العربية السعودية الراشدة، الى اخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان على جهودهم المخلصة والصادقة مع اليمن وشعبها في كل الظروف والمراحل"

20- التقدير والعرفان لكل من وقف مع شعبنا ومع قضيتنا.

قال فخامته "وكل التقدير والعرفان لكل من وقف مع شعبنا ومع قضيتنا العادلة وعمل من أجل دحر المعتدين وهزيمة الباغين".

21- مواجهة الحرب المفروضة علينا.

أوضح فخامته ذلك بقوله " إننا نخوض حربا فرضت علينا ونواجه تحديات آثارها على كل صعيد ونبذل جهودنا للتخفيف من آثارها ما استطعنا الى ذلك سبيلا".

22- دعوة المغرر بهم الذين يقاتلون إخوانهم من أجل مشاريع وهمية وأطماع خارجية.

حيث قال فخامته " وإني أدعو بصدق كل أبناء شعبنا من المغرر بهم من الشباب والأطفال المخدوعين الذين يسوقهم الحوثيون سوقا إلى قتال إخوانهم من أبناء الجيش الوطني من أجل رغبات فردية أنانية ومشاريع وهمية وأطماع خارجية، وأقول لهم إننا نحزن لكل قطرة دمٍ يمني تسيل، ونرغب فعلا في أن يتوقف هؤلاء عن إشعال الحرب وتدمير المدن واحراق الشعب في محارق حربٍ لن يجنون منها سوى الخسارة والخيبات، فلا إرادة تقهر ارادة الشعب التي هي من إرادة الله".

23- التصدي للتحديات والعوائق.

أشار فخامته لذلك بقوله " ولن نقول لكم أنّه لا توجد تحديّات كبيرة وعوائق جمّة، أو أن البلاد في أحسن حالاتها، بل إن التحديات كبيرة، والمكائد واسعة، والوطن أمانة في أعناقنا جميعا، وعلينا أن نكون عند هذا المستوى من المسئولية والتحدي، ونؤكد لكم أننا مستمرون بكل صلابة وقوة في موقفنا الوطني في هزيمة المشروع السلالي الحوثي المدعوم ايرانيا وعازمون بجدية كاملة على استعادة الدولة المستقلة والقادرة وبناء مؤسساتها والتصدي للتحديات السياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية وسنعمل على تحقيق هذه الأهداف بقدر ما تحتمل قدراتنا ووسعنا واستطاعتنا".

24- حتمية النصر.

حيث أوضح فخامته بأن النصر حتمي فقد مهد له الشهداء الأماجد الذين سطروا بدمائهم الزكيّة صفحات المستقبل، وبعثوا بأرواحهم الطاهرة تضحيات الماضي لتعانق تضحيات الحاضر في ذات الطريق، طريق الحرية والكرامة والاستقلال في دحر المعتدين وهزيمة الباغين، ولا إرادة تقهر ارادة الشعب التي هي من إرادة الله.

25- تحية الرجال البواسل في الجيش الوطني في مأرب وغيرها الذين يحمون الجمهورية ويقاومون الإمامة ومشروع إيران المدمر في اليمن.

حيث قال فخامته " وفي هذا الصدد أحيي من أعماق قلبي رجالنا البواسل في الجيش الوطني الذين يقومون بواجبهم في حراسة الجمهورية ويقدمون أنفسهم رخيصة لحماية شعبنا ومكتسباته في كل جبهات القتال وميادين العزّة والكرامة، وأخص بالشكر والتقدير أبطالنا من أبناء الجيش الوطني في مأرب الذين هم اليوم بصمودهم وبسالتهم إنما يدافعون عن الوطن كله في وجه الهمجية والجهالة والطيش والتهور، فتحيتي وشكري أهديه لكل جندي ورجل حر يقاتل من أجل مقاومة هذا المشروع المدمر الذي جاء بدعم ايراني لزعزعة بلادنا ومنطقتنا".

وختم فخامته كلمته بتحية الشعب الصابر والأبطال والترحم على الشهداء والدعاء بالشفاء للجرحى.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي