إلى الأستاذ شوقي هائل

كتب
الاربعاء ، ٠١ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٢١ صباحاً
بقلم: د.عمر عبد العزيز بعد واجب التحية أحببت أن أتوجه اليوم إليكم بهذه الرسالة، وكلي ثقة بواسع نظركم وحسن تقديركم المعهود.. أتوجه إليكم بهذه الرسالة عطفاً على تصريح نُسب إليكم وتداولته بسخاء النافخين على الكير، جُملة من الصحف الورقية والإلكترونية، استناداً إلى حديث لكم في أمسية رمضانية بتعز، كما يقولون. ولقد قرأت كغيري تلك التصريحات المزعومة التي أتمنى أن تكون قد نُقلت بطريقة غير دقيقة، ذلك أن المشاكل والأعباء التي يواجهها الوطن ليست ناجمة بالجُملة عن وجود مليون نازح من الأشقاء الصوماليين، بل عن خلل جوهري وهيكلي في البنية الاقتصادية الشاملة للوطن مما هو معروف لدينا جميعاً؛ وبهذه المناسبة أود التذكير بأن الصومال كانت يوماً ما واحة إخضرار وحياة نبيلة لليمانيين، عندما واجهوا عنت الحاكميات الظلامية التاريخية التي أورثتهم الخوف والفقر والمرض؛ وفي الصومال بالذات تجاوز عدد اليمنيين الذين استوطنوا وأقاموا في تلك الديار مليون إنسان، وكانت قوانين الأحوال الشخصية السائدة في الجمهورية الصومالية تعتبر اليمانيين والعُمانيين مواطنين بالأصالة، وكانت لهم حقوق المواطنة، مُضافاً اليها الحق في الإبقاء على جنسياتهم الأصلية إن أرادوا ذلك، وقد تبوأ اليمنيون مراكز سياسية وحكومية واستثمارية متقدمة في تلك الديار، ولم يستشعر أحد منهم أنه طارئ أو دخيل على تلك البلاد بالرغم من كونه بلداً متواضع الإمكانيات، وفي مركز مـتأخر من تصنيفات البلدان النامية في ذلك الحين. ولا يقتصر أمر الحضور المهجري اليماني على الصومال، بل في عموم الشرق الإفريقي، وفي مجاهيل آسيا الواسعة، وفي أوروبا والولايات المتحدة وكندا؛ فالشعب اليمني مهاجر بطبيعته، وحاضر في أساس المفاعيل الثقافية والحضارية الإنسانية. وإذا كنا اليوم نستقبل منكوبين أشقاء من الصومال فإن مهاجرينا المنتشرين في أربع أرجاء المعمورة يستقبلون وهم موفورو الكرامة والاحترام، باستثناء بعض الأقربين لنا، ممن كانوا ومازالوا يرهنون الحضور اليمني المهجري بحسابات سياسية عابرة، لاعلاقة لها بمنطق التاريخ والجغرافيا والمصلحة. لست هنا بصدد الدفاع عن أحد ولا اتهام أحد، لكن ماقاله الأستاذ شوقي هائل يستحق وقفة تأمل ونظر، أعلم أنه قادر عليها، خاصة وأنه من بيت كريم، وأُسرة يمنية نعتز جميعاً بنجاحاتها واجتراحاتها الثقافية والمالية والتجارية والإستثمارية؛ ويكفينا اعتزازاً بهذه الأُسرة أنها تقدم للجيبوتيين والصوماليين جُل ما يحتاجونه من مواد غذائية تُزرع وتُنتج في اليمن، في دلالة كاشفة على عمق العلاقات العضوية مع المتشاطئين معنا على البحر، ممن سيأووننا إذا حاقت بنا نائبة لا سمح لها، تماماً كما حدث ويحدث بين سوريا والعراق والأُردن ولبنان. وفي الختام أعتذر سلفاً من أي قول “جارح” لم أقصده، مُعتبراً رسالتي هذه بمثابة رسالة ضمنية لأشقائنا في الصومال وعموم شرق افريقيا، ممن نُرحب بهم في الأفراح والأتراح، فهم السابقون لهذا الفعل، وما نفعله في اليمن ليس منّة منا، ولا يحتمل أي تخطٍ لحقائق المكان والزمان المُعلَّقين بأعناقنا إلى يوم الدين. [email protected] الجمهورية
الحجر الصحفي في زمن الحوثي