رغم الحملات والتشكيك بـ"الرئيس" .. يا "أولئك من غيره صاحب القرار..؟!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠١:٣٣ صباحاً

الرئيس عبدربه منصور هادئ  رئيس مسؤول عن اليمن واليمنين؛ رئيس لا يمكن أن يقبل أن  يخون عهده، هكذا عهدناه ونحسبه كذلك.. 

ودائما ما يحاول الاستجابة لمن يخالفه لعلّ وعسى، لكن إذا ما شعر بخطرهم على اليمن الأرض والانسان وعلى وحدة اليمن واستقراره وخطه السياسي الذي اختاره و ارتضاه شعبه؛ فإنه يتحول من اللين إلى الشدة، إلى الشدة التي تضمن بقاء العناوين الكبيرة للجمهورية اليمنية، وما حربه ضد الانقلابين إلا خير شاهد على ذلك، وترى من لا يعرفون الحقائق والمتغيرات الداخلية والخارجية يتطاولون على الرئيس، والرئيس بحلمه يتحمل ردود أفعالهم المتشنجة؛ فالرئيس هو رئيس الكل، وهو لا يضمر الشر لأي من مواطني الجمهورية اليمنية؛ ويحرص أن يلحظ المشهد العام وتغيراته وعند الانحراف عن خطوط ثورتي سبتمبر واكتوبر ومايو، وكذلك مخرجات الحوار الوطني فإنه يتدخل ويوقف ذلكم الانحراف..!؛ 

 الرئيس دائما يمد يده للسلام وللتعايش هكذا كان مع كل المبادرات الأممية من اتفاق السلم والشراكة إلى اتفاق الكويت الذي كان تطبيقه وشيكا  فتدخل من تدخل لتعطيله،  إلى ستوكهولم، وهو دوما مع استيعاب المخالفين قبل المؤيدين ليس جبنا أو خوفا أو استسلاما، وإنما لحقن الدماء، وما اتفاق الرياض إلا شاهد حي على ذلك.. أقول للمنقلبين والمتمردين على حد سواء .. حذار.. حذار من نفاذ صبر الحليم اذا غضب..!؛ 

في الأونة الأخيرة كثرت الحملات ضد الرئيس فقط لأنه يحاول بهدوء اقناع الأطراف بضرورة تنفيذ اتفاق الرياض "كحزمة " واحدة، وذلك فيه مصلحة لليمن اولاً واخراً.. وفيه كذلك مصلحة للأطراف ثانياً؛ ومن ثمّ فيه مصلحة لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب ثالثاً ورابعاً وخامساً..!؛ وأقول لمن ينتقد الرئيس ويشكك في نواياه وقدرته..؛ فالرئيس خارج البلاد والكل يعرف سبب ذلك، ولذلك استطاع مع التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية  والانتقالي انجاز اتفاق الرياض، واتفاق الرياض لو نفذ باستطاعته تجنيب الانزلاق نحو الاقتتال في المحافظات التي تم استعادتها من فم الحوثين ، وطالما أن الاتفاق يسمح بعودة الرئيس وكل مؤسسات الشرعية، فأجزم أن هذا شرط كافي لعدم حدوث أية تمردات في المستقبل، فالاتفاق ضمِن عودة القيادة الشرعية  للعاصمة المؤقتة عدن بــــ "سلام" ومن دون اراقة دماء؛ وهذا هو المطلوب..؛ وهذا هو  ديدن الرئيس.. وأعتقد  أن الرئيس لو عاد بحسب الاتفاق و بدعم سعودي، فإنه سيُمارس مهامه الدستورية من دون انتقاص، بل وسيبتكر طرقا جديدة لحل المشكلات، وسيعمل على "فلترة" الجيش الوطني "هيكلته"، ويزيل من سجله الوهمين، وسيزيل كذلك ما علق به من تشوهات، وسيزيل المخاوف لدى الجيران  لما قد يُنسب لبعض عناصره من اتهامات؛  وسيستطيع أن يحاسب ويحاكم المقصرين والمتاجرين بأروح الناس وأقواتهم.! 

.. والحقيقة التي لم يعد يدركها كثيرون أو يتعامون عن رؤيتها هو أن  الرئيس واجه ويواجه انقلابا دمويا قلّ مثيله في تاريخ الانقلابات في العالم ، ولا يزال يواجه تمرداً فريداً، حيث يُظهر المتمرد أنه بنفس خندق التحالف ضد الانقلاب؛ ويبطن الانفصال ويعمل ليل نهار على تأكل الشرعية وقيادتها وينسق مع المنقلب سراً وأحيانا جهراً ..؛ وقَدَر الرئيس كذلك أنه يواجه شيطنة قوة موالية له في الميدان في مختلف الجبهات؛ وقد يعود سبب الشيطنة أن تلك القوة تمارس أشياء لا تروق للبعض، أو لأنها تمارس ما يجعل الأخرين يشعرون بالقلق من الاستحواذ أو الإقصاء أو التأثير على العملية الديمقراطية، ويواجه كذلك سلاح ومسلحين  منفلتين في كل ربوع اليمن، ويواجه مواقف وضغوط  اقليمية ودولية  تتأرجح صعوداً وهبوطاً بحسب المناخات الانتخابية والعسكرية، والمصالح  السياسية والاقتصادية والجغرافيا... وحتى الصحية .. الرئيس يحيط بكل ذلك ويتصرف بما يمليه عليه الواجب الوطني لا بما يُرضي هذا أو ذاك من الأطراف أو الدول..؛ فالرئيس المفروض انه  ليس تابعاً ولا يخضع للضغوط..!؛ وما تأخير إعلان حكومة "كيفما حصل! " إلا إثباتاً لهذا الادعاء.. فهو يقاوم الضغوط حتى اللحظة..!؛

في اليمن لمن يريد ان يفهم توجد به عديد المعادلات المتداخلة والمتشابكة المعقدة؛ واذا ما أخضعت للتحليل القياسي  وحللت المعادلات الآنية، لوجدنا أن الرئيس هو من يحقق  شرط معادلة "التطابق" كونه اختير منذ بدء الأزمة لتولي المرحلة الانتقالية لإخراج اليمن من المأزق الذي وجد به اليمن واليمنيون، وتم اختياره كجزء من الحل، إذاً فهو الميزان الدقيق الذي يستطيع ايجاد توليفة ما  تؤدي إلى المساواة بين جانبي المعادلة المتأرجحة؛ وهو في ظني "الباراميتر" الموضوعي الذي بموجبه يتحدد اتجاه مستقبل اليمن نحو الاتجاه الايجابي الأمن والمستقر، وهو عنصر الحسم للانتصار للدولة  في المعادلات الآنية المعقدة بمعلماتها المتشابهة في الرموز والمخالفة في الإشارات والمعاني والقيم، وهو وحده  العامل الرئيسي الذي يسعى لإيجاد معادلة  الشكل المختزل لتعريف وتحديد تلك المعلمات المتشابهة والمختلفة في الايدلوجيا والقيم والمصالح والاتجاهات والتي ستؤدي إلى عودة اليمن فاعلاً ومؤثراً في النظام العربي الرسمي.. فهو إذاً صمام أمان لأن تكون تلك المعادلات الآنية متسقة، وفروضها مستوفية، والتباين في حده الأدنى ؛ فهو الضابط الذاتي والموضوعي لهذه المعادلات المعقدة..!؛ 

إن من يشن الحملات على الرئيس ويشكك به ويقلل من شأنه.. نقول لمثل أولئك.. قولوا لنا.. من غيره  يمتلك الشرعية وهو  صاحب القرار الفصل ..؟!؛ أليس الكل ينتظر ويراقب ما سيُقرر؟ ومن سيختار للحكومة؟ ولكل مواقع الدولة المختلفة ..؟!؛ إذاً فعلام النخيط يا هؤلاء ..! ؛ 

بقي أن أقول أن كل الحملات الممنهجة تؤكد على صوابية ورجاحة توجه الأخ الرئيس..!؛ أما بخصوص الحكومة.. فإنه ومهما تأخر إعلان تشكيلها، فأعتقد أنها ستعلن كما رُسم لها أو اتفق عليها رغم المناوشات العسكرية الساعية لإجهاض اتفاق الرياض، ورغم كل هذا التأخير في إعلانها  والذي مرده على ما يبدوا "المحاصصة"، إلا أنه بالأخير ستتشكل الحكومة، وسيعود الأخ  الرئيس لعدن بإذن الله ، وسيدير البلاد كمرحلة انتقالية حتى ينتهي الانقلاب، ويتم الاستفتاء على مسودة  الدستور، وتُجرى انتخابات شفافة حرة ونزيهة  تحت إشراف الأخ الرئيس وخاضعة للرقابة الدولية..!؛.. وغداً لناظره لقريب..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي