مقرات أحزاب.. أم بيوت أشباح؟!

كتب
الاربعاء ، ٠١ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٣:١٧ صباحاً

بقلم: عارف أبو حاتم
لن يكون هذا الشعب واعياً، مدركاً لحقوقه ما لم يضع عينه على برامج وسياسات الأحزاب، قبل برنامج الحكومة وخططها وحبالها الطويلة.
ولا أظنني قاسي الفكرة إذا ما قلت: إنني سأحمل بغضي وازدرائي للأحزاب السياسية في اليمن، من المحيا إلى الممات، لأنها ليست أكثر من كانتونات سياسية جوفاء، لا روح فيها، ولا ضمير.
أقول هذا وأنا أتجول أمام مقرات الأحزاب في ليالي رمضان ولا تبدو أكثر من بيوت أشباح مظلمة المبنى والمعنى، ولا أحد غير الحارس يصيح بصوت شبه ميت: من أنت، من تدور؟، ارجع الظهر.
لرمضان في اليمن خصوصيته ونكهته، ويفترض في الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني أن تحول مقراتها إلى منتديات، وقاعاتها إلى مشاعل حية وحافلة بالبرامج السياسية والثقافية والأدبية والتنويرية، يفترض فيها أن تثبت حقيقة توجهها التنويري والتحديثي، بدلاً من ممارسة العمل السياسي من المقايل، وعبر تصريحات الهواتف المحمولة.
رحم الله الدكتور أحمد علي البشاري رجل التنوير والتحديث المتوهج، خسرته اليمن، وعجزت عن تعويضه، يوم أن كان وزيراً للمغتربين، كان عدد الكتب التي أصدرتها وزارته يفوق إصدارات وزارة الثقافة، ويفوق جميع إصدارات المنظمات المدنية (إن كان لها إصدارات أصلاً).
وقبل الرحيل المفاجئ والحزين أصدر الدكتور البشاري كتابا عظيماً عن الأحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن، وليته وصفها بـ”الكرتونية”، وأسس وأصدر مجلة “الثوابت” عن حزب المؤتمر وكانت في عهده مجلة رصينة الفكر والتوجه.
فكيف لو وضعت تلك القامة في هرم وزارة الثقافة، بدلاً عن هؤلاء الكائنات الحاضرين في المطارات والعواصم أكثر من مكاتبهم.
صدق ابن منبه:
والموت نقادٌ على كفه جواهرٌ يختار منها الجياد
[email protected]

الجمهورية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي