الحكومة والمكونات اليمنية و أزمة اليمن

د. عبدالله العوبثاني
الخميس ، ٢٢ اكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٨:٤٤ مساءً

كلمات معدودة مع اقتراب إتمام العام السادس منذ بدء الأزمة اليمنية، وددت أن أسرد فيها تساؤلات تدور في أذهان البعض، وتغيب عن أذهان الكثيرين، ولن أطيل في مآلاتها وماترتب عليها، وسأدخل في صلب الموضوع مباشرة.. 

الأطراف وهم :

1-    الدول الأربعة  "الراعية".

2-    الحكومة اليمنية.

3-    الفصائل الخارجة عن القانون متمثلةً في (الحوثي من جهة و الانتقالي من جهة )

4-    محور الدول الممانعة للدول الراعية.

كيف تم استخدام أطماع الحوثي سواء كان يعلم أم لم يعلم ليكون مفتاحًا للمشروع .أقصد هنا مشروع إشغال اليمن وإنهياره ، وجعله عرضة للإنقسام، فغالباً ما تستغل الدول والحكومات ذات الأجندات التوسعية أو المسيطرة أطماع الأحزاب، والمكونات السياسية، وغباء بعض القيادات حتى تحقق مالم تستطع تحقيقه من دونها، وسأشبهها بالفايروس الذي يهاجم الجسد باحثًا عن بيئة حاضنة حتى ينتشر داخل ذلك الجسد.

ومن زاوية أخرى كان إفراغ اليمن من قياداته السياسية الحكومية والغير الحكومية أقرب شبهًا بخلق نقصٍ في خلايا الدم البيضاء في الجسد ، والذي سهل عملية الاستقطاب الغير شرعية لفصائل خارجة عن القانون ، ومكنها من النمو كالخلايا السرطانية التي تنمو بشكل غير طبيعي في الجسد .. ثم تم حقن هذا الجسد بالمحفزات والمواد التي تسرع عملية نمو هذه الفصائل الخارجة عن القانون "من دعم مادي لا محدود كالرواتب و الأسلحة والمدرعات والعتاد". وقد كان من أهم أسباب  تسهيل عملية هذا الإنتشار هو تفريغ اليمن من قياداته السياسية.

عندما وصلت تلك الخلايا أو الفصائل الخارجة عن القانون والمدعومة من أحد الأطراف الراعية إلى مرحلة ظنت أنها سيطرت على الجسد وبدأت تتمدد، وهي خطوة طبيعية وكان من المتوقع أن تحصل في أي لحظة، وحصلت في أغسطس حيث سقطت عدن، ثم بدأ التمدد نحو باقي المناطق فيما كان يسمى سابقًا اليمن الديمقراطية الشعبية، والتي يحاولون أن يؤدلجوا الشارع بمسمى هوية مختلقة وهي ( الجنوب) ، كل هذا كان يسير حسب البرنامج العملي، لكن  العامل الزمني هو الذي لم يكن في صالحهم، لذا توجب الإسراع خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية والمتغيرات السياسية التي يمر بها العالم ودول الاقليم على وجه التحديد.

لكن الشيء الذي يغفل عنه المخططون أن اليمن ليست كغيرها من الدول، لا من ناحية الظروف ولا العوامل ولا العناصر المشتركة في الأزمة المختلقة، فالكثير يخطيء في حساب ردة الفعل " المقاومة" ، وخصوصاً البعد الحضاري والتاريخي للإنسان اليمني بجميع فئاته،  فيجعله ذلك رقماً صعباً في المعادلة حتى في أسوأ حالاته وظروفه التي يمر بها اليوم .. وعودة لجسم الإنسان فهو يفرز مادة تسمى الكورتوزن الداعمة للجهاز المناعي ويستمر في انتاج خلايا دم بيضاء ، قد تكون ضعيفة في بدايتها لكنها تغير من حسابات الفيروسات والأمراض المنتشرة وقد تقضي عليها. 

ردة الفعل الأولى للمشروع كانت هبة الحكومة والشعب ضد الفصيل الخارجي الأول الحوثي. ثم ردة الفعل الثانية كانت ضد الفصيل الخارجي الثاني الإنتقالي على أبواب شبوه. تلاها بروز شخصيات ومكونات جديدة مدعومة  داخل الجنوب خصوصاً ، والوطن عموماً ، وتحسب من ضمن الخلايا البيضاء مهما كان دورها ضعيفًا . ثم تأتي عملية تسمى "سويبينغ" والتي تعني بالعربية لَم و كنس الأشياء التي تظهر وهو ماحصل لبعض المكونات الحضرمية والإئتلاف الجنوبي التي برزت في الساحة، ومحاولة ضمهم لطاولة الخلايا البيضاء في الخارج، والتي تم إفراغ الوطن منها في مشروع اتفاق أو تشكيل لحكومة جديدة.

الطرف الثاني المتسبب في التدخل الإقليمي والعالمي في الساحة اليمنية هو الفصيل الموالي للمحور الممانعة والمقابل للدول الراعية لإتفاق الرياض. حيث أوجدوا سبباً لتدخل التيار المعادي لهم لأنشاء قوات بذريعة محاربة الإرهاب ودعم هذه القوات بالمال والسلاح والعتاد.  وكل هذا بسبب عدم تواجد القيادة اليمنية وافلاتها لزمام الأمور  وبقاءها خارج البلاد لفترة طويلة وبحجج باهته. 

كي لا أطيل وحتى لقاء مقبل .. هل سينجح الجسد اليمني في رأب الصدع ومكافحة ما أصابه من علل ، لتعود الخلايا البيضاء القديمة و تتحد مع الخلايا البيضاء الجديدة، وتقضي على الفيروسات والأورام الخبيثة، أو على الأقل تحولها إلى حميدة !؟ 

سننتظر ونرى مايخفي لنا الزمان .. وأخيراً الخاسر الأكبر في هذه المعمعة هي اليمن والمواطن اليمني البسيط ( أبناءنا وبناتنا وآباءنا وأمهاتنا)  لذا لا تضحكوا على أنفسكم وتقولوا شمالي أو جنوبي أو حضرمي الكل داخل البرمة.

بقلم / د.عبدالله العوبثاني رئيس مكون حضرموت للتحرر والتطوير

الحجر الصحفي في زمن الحوثي