خطبة الجمعة - صور الإفراج عن المعتقلين!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الجمعة ، ١٦ اكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٨:٥٨ مساءً

 

صور الإفراج عن المعتقلين امس جيدة واشارة طيبة، وكنت اتمنى الإفراج عن الكل دفعة واحدة، والتوقف عن ممارسة الظلم، وليس هنا مجال للتفكير كون الوضع قائم على ظلم، ويجسد خلفه صور بشعة لسلوكنا الظالم العبثي مما يجعلنا في ميزان الخاسرين دنيا واخرة. سوف نذهب اليوم للجمعة، ونسمع الخطيب يقول “ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار”. هنا سوف لن نفكر اننا من يقصد الله بقوله "الظالمون" ولن ندرك ان الله ليس غافلاً عن سلوكنا انما هي ايام يعدها الله لنا، فمن تجاوز ال ٤٠ سنة لن يبقى معها مثلها. 

لم نفكر خلال هذه السنوات بالاية، ولا بقيم، ولا اخلاق، ولا دين، حيث ان بعض المعتقلين قد قضى ٥ سنوات في المعتقلات، ولا اجد اسوء من هذا الظلم.  لم نفكر ان اليوم نمتلك القرار بظلم الناس، لكن العقاب الأكبر علينا  بالمفهوم الديني قادم ولاينفع حتى لو تعلق الشخص بستار الكعبة يطلب المغفرة وقد دمر حياة اسر ومزق مجتمع دون ان يدرك حجم كارثة عمله وتموجات ظلمه، وان الله يحجب اولا تميز الحق من الباطل بقوله “كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون”، ثم نستمر باختيارنا في ظلمنا كون لن نستبصر الهداية بقوله “ويضل الله الظالمين”، ثم تكون المحكمة والبحث عن دفاع لما اقترافناه من ظلم بقوله تعالى " والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير"، وفي نهاية المطاف تكون المكافاة من الله للظالمين بقوله" ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا" بمعنى ان كنت تؤمن بالدين فالنهاية لك كظالم محسومة بمعنى "عذابا  كبيرا".

 لم نتوب الى الله من ظلمنا, الذي مارسناه، ولم نرتقي بانفسنا عن هذا السلوك الظالم، وسوف نستمر نمارس ذلك بصور مختلفة ومختارين ومتناسين ان كل شخص فينا ساهم او يساهم بالظلم انما يكسر قاعدة دينية اجدها هنا من اساسيات الدين بقوله تعالى " إني جاعل في الأرض خليفة " و الخليفة هنا يقصد به نخلف الله في ميزان العدل والرحمة، والتي تتطلب منا ان نرتقي من سلوكنا الحيواني لنكون خلفاء لله تعالى، لكن ممارستنا تتجسد امامنا كل يوم عكس ذلك برغم ان الظلم من اقبح الكبائر كما قال رسولنا" إن دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا".

هذه المرة الامم المتحدة هي من افرجت عنهم, بعد ان جعلنا حياة اليمني إشكالية معقدة ومارسنا ضده كل ظلم بحجج مختلفة. و اليوم علينا أن نفكر أن اعمار الناس تضيع في المعتقلات ويصيبهم الاكتئاب والظلم واسرهم تعاني, فمن سوف يعوضهم أعمارهم التي فقدوها، ومن سوف يعوض اسرهم لمعاناتهم وحزنهم وتعبهم.

والان بعد ان ادركنا مظلومية المعتقلين هناك مظلوميات اكثر بايدينا حلها، مثل تدمير حياة الناس، وعدم دفع المرتبات، والفساد، والسرقة في الدولة، واخذ حقوق الناس بالباطل، والبسط على اراضي الناس والدولة، وغير ذلك، فهل نحتاج الامم المتحدة لتعلمنا القيم والاخلاق والدين والفضيلة هنا ايضا ونسافر السويد لنناقش ذلك مثلا؟ واقم الصلاة

الحجر الصحفي في زمن الحوثي