هل حان الوقت لانطلاق جبهة الإنقاذ والإستقلال اليمنية؟

د. عبدالحي علي قاسم
الأحد ، ١١ اكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٨:١٢ مساءً

   لم يعد للوقت متسع في بقاء الوطنيين رهن مربع اللافعل، والوطن يسلب قراره، وتصادر طموحاته، وتدمر بنية ترابه، ويتقاسم المخربون مكتسبات جغرافيته السياسية والاقتصادية. حان وقت الرجولة، والاصطفاف الوطني الجامع، لإنقاذ وطن بحجم اليمن، وانتشاله من بين أيدي المتهبشين، والمضاربين بترابه وقراره السياسي، حان الوقت لشد حزام السياسة بجبهة إنقاذ وطني حقيقية، لا تهدف من وراء ظهورها مساومات سابقاتها من صوريات وشكليات المنافع الخاصة.     جبهة لا تقف عجلتها دون عودة القرار السيادي يمني بامتياز، وخروج أي طامع بترابها، ومغادرة ساحتها، ولو كان خميني إيران، وصبيان أبو ظبي. ومراهقات صبيان السياسة .      جبهة لا تنطفي جذوتها ولا تخفت شعلتها وأوار نشاطها، حتى يسكن الأمن والتنمية كل ربوعها، وتعود السعيدة لسابق عهدها حرة ابية عصية على الإستلاب والوصاية.   جبهة إنقاذ الوطن واستعادة استقلالية القرار والسيادة: هي جبهة كل وطني يؤمن باليمن خالي من عصابات الارتزاق، ومتحرر من أي التزام لا يعير السيادة كأولوية، لأنه ببساطة داء اليمن ومدخل شروره وعدم استقراره يعود بالأساس لعبث القوى الخارجية، والقوى المتساوقة والمتماهية مع أهدافها العابثة.    الجبهة الوطنية للإنقاذ هي أكثر من سطور تنحتها يد الكاتب، وحلم يلامس الأمل المفقود والمحبط، بل حراك وطني متحمس لم تظهر رؤوسه، ولكن ديناميكية تشتغل آلته وفق معطيات مدروسة، وقراءة عميقة للواقع، وإدراك كافي لمعطيات الواقع المرهون، وتفاصيل مهزلة الارتهان، والتنازلات الأليمة التي لا تعير المصلحة الوطنية أي اهتمام حقيقي.    جبهة الإنقاذ الوطني على مشارف الظهور، وترتيبات اللمسات الأخيرة لانطلاقة جادة، وواسعة تضم في جنبات عملها السياسي تيار وطني لن يقف في طريقه أحد محب ليمن آمن ومستقر، حرا في قراره، يذود عن سيادته واستقلاله بكل غال ونفيس،تبذل في سبيله المهج والدماء والأرواح ومهما كلف من ثمن.    جبهة الإنقاذ الوطني، أصبحت ضرورة ماسة وملحة، في ضوء واقع سياسي وأمني واقتصادي مزري تنعكس آثاره المأساوية على الوطن والموطنين، وأكثر أنه حلا لا بديل له كاستحقاق لمرحلة حافلة بالعبث والارتهان والاستلاب، الذي يندى له جبين التاريخ اليمني، ولا بد من تصحيح هذه المنزلقات الخطيرة، وإعادة مسارها إلى الوضع الصحيح.   جبهة استقلال وطنية، لكن لا يعني ذلك التحلل من المسار السابق، والتوافقات الوطنية وتحديدا مخرجات الحوار الوطني، ولكن بدون أي انتقاص لسيادتنا، واستقلال قرارنا السياسي، أو ارتهان لأي قوة عابثة. جبهة إنقاذ وطني لإعادة مسار الشرعية إلى خط البناء السليم، وتصحيح جملة الاختلالات والفساد الذي أصاب بنيتها السياسية، واجتهادات وخروقات بعض شخوصها المنتفعين، وذلك لن يتأتى بدون رئيس وزراء فاعل ووزراء وسفراء أكفاء، يعينوا بقرار يمني خالص، ليس لرغبة دولة آخرى او هذا السفير أو ذاك أي يد في صناعته، وإقراره. جبهة إنقاذ وطنية لا تساوم في عمل مؤسسي يضمن أجواء من الحرية لكل القوى السياسية المؤمنة بالدستور والقانون، وتنتهج العمل السياسي كآلية للتداول، وحل الخلافات، ولا مكان للسلاح في تطويع السياسة. باختصار جبهة الإنقاذ الوطني هي فكرة، وفريق عمل، اختارت هذا الطريق، كخيار لا حياد عنه في انتشال اليمن من براثن المهزلة السياسية القائمة، والارتهان المخزي الذي يدفع اليمن فاتورته كل يوم دماء ومعاناة، ولا بد من اجتراح طريق الاستقلال بكل أقدار.    أهداف جبهة الإنقاذ ورؤيتها سوف يتم طرحها كما هو مرسوما لها في الوقت المناسب.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي