الرئيس الفرنسي و الاسلام !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ١١ اكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٥٢ صباحاً

اولا ما ارتكبه الغرب وبعد عصر النهضة وعصر العقل, كارثة لا يكفيها اعتذار  وانما دفع تعويض, اذا اردنا نسوق الاخلاق وانتقاد اديان ومعتقدات وأفكار  الاخرين, كون ناتج العبودية والهيمنة والتسلط الذي حصل ثروة تكدست الى اليوم  في الانظمة الغربية المتعاقبة ولم تنزل لهم من السماء, وطبيعي تلك الحقبة افرزت حقبة استعمارية, وحروب كونية, وراسمالية متوحشة الان امامنا, بمعني الاسلام لم يكن شريك هنا لننتقده, او نتهمه كفكرة ومعتقد انه في ازمة او سبب كارثة من باب العدل في الطرح. والجميل اننا لن نجد مسلم يقول المسيحية تعيش أزمة وهي السبب في ذلك وسوف تجد المسلم يحترم معتقدات الاخر ويربط الكوارث بممارسة البشر وليس بالمعتقد. ولكي نفهم حجم ماحصل فقد امتدت تجارة الرقيق الى اوروبا وعبر المحيط الأطلسي تقريبا 400 عام على الرغم الحظر  في عام 1815. لكن عندما تنعدم القيم تستمر التجارة واستمرت الى عام 1870 اي ما يقارب 100 سنة بعد الثورة الفرنسية.  40 مليون تم اختطافهم واستعبادهم, ولكم تصور ذلك انه نجا واحد فقط من بين كل اربعة من أسرهم في افريقيا بحسب مراجعهم هم, هذا ما قام به الغرب وتحت اعين الكنيسة والمفكرين ورجال اللاهوت ورجال الثقافة والسلطة, هولاء كانوا مشغولون بالعلمانية والفكر الفلسفي و صالونات النقاشات والكارثة في مكان اخر, بمعني الاسلام لم يكن شريك في هذه الجريمة البشرية هنا للننتقده او نتهمه انه في ازمة او سبب كارثة للمجتمعات من باب العدل في الطرح.

لم تكن كارثة العبيد هي الوحيدة وانما كانت هناك قبلها كارثة اكتشاف العالم, كما يعرفها كل غربي كون ذلك في كتبهم, اي لم يدلس احد عليهم او طرف ثاني كتب عنهم اي مصادرهم. ففي عام 1492 وجد كولومبوس العالم الجديد كما يعرف الكل لكن لا نعرف انه كان هناك ما يقدر بنحو 60 مليون من السكان الأصليين يعيشون في أمريكا الشمالية والجنوبية في ذلك الوقت. و بحلول عام 1600  كان أكثر من 90 في المئة منهم قد لقوا حتفهم من المستعمر الجديد والاوبئة من اوروبا, التي هلكت الهنود الحمر اي تسبب الاوروبي بموت 54 مليون بشكل مباشر او غير مباشر. ففي المكسيك وحدها انخفض عدد السكان في الأصل من 20 مليون الى ما يقارب 2 مليون عام 1618 بسبب الاوروبيين والأوبئة, التي جلوبها مثل الجدري. وتوجد احصاءات مماثلة لأستراليا والمحيط الهادئ لدرجة انه كان يمكن القول وقتها  اينما ظهر الاوروبيون  فقد احضروا معهم الموت, بمعني الاسلام لم يكن شريك في هذه الجريمة البشرية لنتهمه انه اشكالية  للمجتمعات من باب العدل في الطرح.

تأتي الحقبة الاستعمارية ودفع ملايين البشر الثمن ايضا للاضطهاد والقتل ومصادرت الاراضي وطبعا تحت اعين المفكرين ورجال اللاهوت والثقافة, هولاء كانوا مشغولين بالهدف كيف تطوير الشعوب؟. و تكديس ثراوت ومقدرات الشعوب المطحون في بريطانيا و فرنسا وهولندا وغيرها.  بمعني الاسلام لم يكن شريك في هذه الجريمة البشرية لنتهمه انه امتص خيرات الشعوب من باب العدل في الطرح. ولم نتوقف قليل الا وطحن الغرب نفسه بحروب كونية لم تبقي حجر على حجر, قتل ما يقارب 10 مليون شخص في الحرب الاولى و 50 مليون شخص في الثانية وكان هناك معسكرات الاعتقال بها ملايين البشر  وعندما انتصر الحلفاء كانت هناك جرائم الاغتصاب لما يقارب مليون امرأة المانية بعد الهزيمة. وحتى البابا فرانسيس قدم  في عام 2016 اعتذارًا للمسيحيين البروتستانت عن الجرائم, التي ارتكبتها بحقهم الغالبية الكاثوليكية قبل خمسة قرون, اي ملايين قتلوا و مدن دمرت ومعتقلات تعذيب واغتصابات, بمعني الاسلام- لا كفكرة ولا كاشخاص - لم يكن شريك في هذه الجريمة البشرية ولا الاغتصابات ولا المعتقلات ليكون اداة قتل وتدمير من باب العدل في الطرح.

و المضحك كل ما ورد  لا نريد نعرفه ولا نسمع عنه او نطرحه لنتعلم.  لم يتغير شيء في سياسة استغلال الاضعف, او في تجنب محاربة شعوب بلقمة عيشها البسيطة, او تجنب دعم متسلط مسلم, او محاربة معتقدات الشعوب الضعيفة وهي في حالها, او تسويق الذات اننا البشر الارقى والباقين نصنفهم كما نشاء. ولو نظرنا إلى  الراسمالية كتجسيد للقيم الغربية وكوريث مجازا فلم يتغير شيء  فلازلنا نصنف ونوزع صكوك ونفرض ونهدد ونستغل  و لازالت الراسمالية تتاجر بالرق واستغلال حاجة وضعف الاخر بشكل ارقى ناعم ودون ان ندرك, مع فارق ان الراسمالية اليوم تتاجر فقط بالجملة بدل بالقطعة كسابق عهدها.

ومختصر الموضوع الاسلام لا يتحمل وزر قـيادات أو جماعات إرهابية صنعها راسمالية الأزمات برعاية من الغرب. الاسلام لا يتحمل وزر الأنظمة الدكتاتورية التي تحت حماياتكم ولا يمر بأزمة او ضمور وكساد أو انكماش, والدليل ان في مدينتي الصغيرة كان لايوجد الا طالب واحد مسلم من يمارس دينه ويبحث عن القبلة وطالبة محجبة واحدة فقط, واليوم هنا أكثر من 4 الف مسلم وأطفالهم في كل المدارس, وهناك أطباء لا استطيع حرصهم في المستشفيات والمرافق الصحية من المسلمين, وهنا 4 دكاترة هندسة من اليمن ومن العرب ليس أقل من 15 دكتور هندسة, ولم أحصر بقية المسلمين ونحن مدينة صغيرة, وهناك في  اغلب مرافق الخدمات تجد مسلم أو مسلمة, ويوجد مسجد ل800  مصلي, ومقبرة, ومحلات لعرب ومسلمين لا تعد, والكل ملتزم و يمارس دينه وعبادته بسلام,  ومظاهر الاسلام واضحة انه في أفضل حال وليس في كساد وضمور او أزمة ولم يكن هناك ارهابي او مجرم بين هولاء من عقود, بمعنى هم مواطنين المان صالحين ملتزمين بالقانون مثل غيرهم, فلا افهم اين هي الازمة, حتى لو نظرنا بشكل تكاملي لكل المسلمين في مدن اوروبا؟.

  ولكي ترتاح أكثر-للرئيس الفرنسي-  في عام 2050 سوف يكون في اوروبا ليس اقل من 75 مليون مسلم اذا استمرت الهجرة او 50 مليون مسلم ان توقفت يكونوا جزء من اوروبا يتعايشون مع غيرهم بسلام, ولا أدري من قال لك أن الإسلام كفكرة ومعتقد يمر بأزمة أو كساد وعني اجده في أفضل حال وجزء من أوروبا كواقع' برغم كوارث الجماعات العقائدية الإرهابية من ابنائه في مجتمعاتنا العربية والاسلامية, والتي نرفضها نحن قبل غيرنا ولا تمثل مجتمعاتنا ولا تجسد فكر ومعتقد مليارين مسلم ومسلمة.

ومختصر الامر من وجهة نظري ان المسلم الملتزم بدينه اكثر حرص والتزام بالقوانيين والانظمة, كونه بذلك يمارس على نفسه ليس  من باب الايمان وانما الاحسان رقابة ذاتية, و لم اجد مسلم متعلم متلزم غير متزن, فلا ادري اين هي المشكلة مع الاسلام؟ ولو قلت ان المسلمين في أزمة في مجتمعاتهم بسبب عصابات حكم دينية متشددة سياسية أو سلالية او ديكتاتورية عسكرية او اسرية افرزت ارهاب وفقر وقتل وفساد ونفور اجتماعي ولايجب علينا دعم هكذا انظمة وجماعات وتوجهات ولا يجب أن نسمح لها نشر افكارها أو غسل اموالها في أوروبا , لكان ذلك اكثر منطقية وانصاف في الطرح ولن نعترض, لاسيما ونحن نبحث من عقود على مخرج و حل.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي