رسالتي اليوم للقناة التلفزيونية الاولى والثانية الرسمية لالمانيا !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الجمعة ، ٠٩ اكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:٠٢ صباحاً

هذه الصور ليست من عام 1945 في ألمانيا، و لكن من أكتوبر 2020، من مدينة تعز في اليمن، حيث كان الناس تعيش بسلام . نحن في اليمن نعيش في حرب معقدة منذ 6 سنوات لم نختارها لأنفسنا. إذا نظرنا إليها عسكريًا، فقد قتلت أكثر من ربع مليون يمني بشكل مباشر وغير مباشر -وليس كما تحدثتم- 112000 شخص، مات معظمهم في أكثر من 30 جبهة. و وصلت الحرب إلى القرى والأماكن التي يسكنها الفلاحون والذين لا علاقة لهم بالحرب. وأصيب ما بين 25000 و 35000 شخص، العديد منهم من الأطفال والمدنيين، على سبيل المثال فقدوا أقدامهم بسبب الألغام المتناثرة. وقد أصابت الحرب الأطفال بشدة فصاروا بدون حاضر ولا مستقبل بمناهج بدائية. نحن لا نعيش حربا عسكرية فقط، بل حربا اقتصادية.

 

على سبيل المثال، خلال السنوات الست الماضية، صار حوالي 85٪ من السكان (من أصل 30 مليون شخص) بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية، وللأسف لم يتوقف الأمر عند هذا الحد لكن نعيش في حرب دمرت مدخرات الناس وجعلتهم في حكم الفقراء وصارت البنية التحتية للمدارس والمستشفيات مهدمة، إلخ. لم تكن آثار الحرب عسكرية واقتصادية فحسب، بل خلقت مناطق واحزمة أمنية عسكرية وجماعات مسلحة احسن وتصادر ممتلكات الناس وتقتل وكل ذلك خارج نطاق القانون، وفرضت جبايات وتعقيدات على تدفق المساعدات لتوزيعها داخل البلاد. وأظهرت الحرب وجوهاً مختلفة تدمر الهوية اليمنية الشاملة والتعايش السلمي والأمل بإصلاح التعليم وبناء مجتمع ندخل به الى المستقبل.

ربما تصل ابعاد الكارثة بشكل افضل إلى آذانكم في ألمانيا والاتحاد الأوروبي، وقد تراه اعينكم افضل، وقد تستحوذ على ضميركم واهتمامكم، عندما تعرفون ان اكثر من 3 ملايين نازح مع أطفالهم لا يمكنهم حتى العثور على أي شيء يعيشون به دون امتهان كرامتهم. 3 مليون شخص فقدوا منازلهم وسبل عيشهم، وصاروا في شتات داخل وطنهم تم منعهم من دخول مدن في وطنهم مستقرة مثل عدن بينما اوروبا تستقبل كل نازح من الحرب.

 

ربما يسمع احدكم في ألمانيا وفي الاتحاد الأوروبي, أن مرافق الرعاية الصحية لا تعمل حتى بثلث موظفيها بعد أن دمرت الحرب 450 مستشفى ومنشآت صحية. كما تعد الكهرباء ونقص خطوط الإمداد بالمياه أو تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي من المشاكل اليومية الصعبة التي لم يتم حلها بالنسبة لـ 30 مليون شخص في اليمن. كما أن العاملين في القطاعات الحكومية كالمدارس والجامعات وغيرها لم يتلقوا رواتبهم الشهرية منذ 4 سنوات في اليمن. ايضا في اليمن متوسط ​​عمر الناس 55 سنة, والسبب أنهم يعيشون مع سوء الرعاية الصحية والفقر والضغط النفسي والظروف المعيشية القاسية، وكملت الحرب وافتقاد الراتب الباقي.

 

كثيرًا ما نتحدث إلى أشخاص محبطين في اليمن او تصلني اخبار الكثير من كل مناطق اليمن ونشعر ان الشعب اليمني يثق ويأمل في أن تعمل ألمانيا والاتحاد الأوروبي من أجل السلام في اليمن، من أجل وقف أو التقليل من معاناة الناس هناك. اقلها إذا لم نتمكن من المساهمة في السلام، فعلينا على الأقل أن نكون ضد صادرات الأسلحة لمناطق الصراع وفي نفس الوقت يجب ان ندرك ان هذه الصور كانت في عام 2020 وليس في عام 1945 بعد الحرب العالمية ،ندرك ان هناك أطفال ومدنيون يعانون في اليمن ويعيشون أيضًا في خوف وقلق ولايريدون الا جزء بسيط من الحياة الطبيعية والسلام في حياتهم، وهنا يجب تسليط ضوء الاعلام.

____

*هذه ترجمة لما ارسلته عبر الخاص لهم

وعبر الصفحة عندهم

*الصورة 1 ملك ARD und ZDF

 

رسالتي اليوم للقناة التلفزيونية الاولى والثانية الرسمية لالمانيا *!!!!! هذه الصور ليست من عام 1945 في ألمانيا، و لكن...

تم النشر بواسطة ‏‎Ayoub Al-Hamadi‎‏ في الخميس، ٨ أكتوبر ٢٠٢٠
الحجر الصحفي في زمن الحوثي