إدخلوها بسندٍ آمنين !! مرحباً بك في مدينة تعز

كتب
الاثنين ، ٣٠ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٢٩ صباحاً

 

بقلم: - منال الأديمي

هذه أول جملة في مطلع أوبرا المعاناة والتهميش والشقاء في الحالمة ،فما أن تقرأ تلك العبارة حتى يستوقفك العسكر المرابطون بنقطة التحصيل تحت تلك العبارة ... ويبدأ حينها مشوار( هات....... ) يُقطع لك سند وتدفع ما كتب على السند وتفاجأ بـ مبلغ إضافي، يطلب منك فوق الرسوم المحددة على ذاك السند ،تدفع الزيادة فإذا بالسند ينتقل إلى يد أخرى، ما إن تمد يدك لأخذه شاكراً مبتسماً على الرغم من قهرك وحزنك أنك دفعت تلك الزيادة ظلماً وبهتاناً حتى تفاجأ أن تلك اليد ترتفع بالسند عالياً وبنظرة خبيثة تعرف أن حصولك على السند لازال أمراً غير وارد ، إذ لابد عليك أن تدفع أيضاً زيادة لكل يد يصل إليها السند .. وهكذا حتى يصلك السند وتدخل المدينة ..
بعد هذا الابتزاز والاستغلال تمر و بضاعتك بسلام بعد أن تدفع بالطبع ما هو مقرر في ذاك السند وعليه كم ألف زيادة ،لا مانع في أن ندفع بل هذا واجب علينا لكن أن ندفعها أضعاف مضاعفة دون أن نحظى بخدمات تتناسب مع ما ندفع ، فهذا هو المحزن في الأمر.
مع دخول رمضان تفتح الدولة علينا باب طلبات ورسوم لا تنتهي دون أن نلمس تغييراً خدمياً ملحوظاً مقابل تلك الأموال التي ندفعها حالنا حال كل شعوب العالم.
ندفع رسوم تحسين ونظافة ونفتقد النظافة ندفع الضرائب ونسدد فواتير الكهرباء والماء دون أن نلمس نوراً أو ننعم بماء .
ومع شهر رمضان يتفنن متحصلو الجبايات بابتكار موجبات دفع ،فتارة ندفع للنظافة والتحسين وتارة للوحة الإعلانية و.. و...و.... وحتى أننا بتنا نخشى أن يبتكروا رسوم أكسجين !!
الغريب هو أن دولة النظام والقانون لدينا لا يبدو لها ذكر أو وجود في حياتنا إلا فيما يتعلق بجباية الضرائب وتحصيل الرسوم والفواتير وما إلى ذلك ، أما فيما يتعين عليها توفيره للمواطن فلا وجود للدولة في توفير الخدمات كوجودها وجديتها في الجباية والتحصيل .
تتغير الإدارات والأشخاص ويبقى الحال كما هو عليه ، الأمن حالياً في تعز صار شبه منعدم لا يمضي يوم حتى نسمع باشتباكات ونسمع إطلاق نار ونسمع عن إصابة أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم كانوا في المكان والزمان الخطأ ، حين أصبحت الرصاصة الكلمة الأولى والأخيرة في حياتنا .. المفرقعات النارية (الطُماش ) بتنا لا نقوى على النوم منها لا ليلاً ولا نهاراً وفى هذا الأمر الخطأ ليس من الدولة وحسب ،فللأمانة المسؤولية تقع أيضاً علينا، كيف نترك فلذات أكبادنا يعبثون بتلك المفرقعات ليل نهار؟ كيف نجعل منهم مصدر إزعاج للآخرين وأذىً نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام حين قال: (لازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) ثم كيف نجعلهم عرضة لمغبة الإصابة بعاهات جراء تلك المفرقعات وكأنهُ لم تعد تكفينا أصوات الرصاص المتقطعة في برنامجنا اليومي لنزيدها توتراً فواصل فرقعات وأظن بأن حياتنا فيها الكثير من المنغصات والمكدرات فدعونا لا نزدها على بعضنا البعض أخيراً لي رجـاء وأمل كبير أن نرى حضور الدولة خدمياً كما نراه في التحصيل وجباية الرسوم ..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي