أكتوبر "الانتصار" و" التضحيات"..! (1)

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٠٦ اكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٨:٤٩ مساءً

 

  في أكتوبر العظيم تحقق  الانتصار، وقدم فيه الرجال الابطال كل التضحيات؛ فلا  ينبغي نسيان انتصارات أكتوبر، ولا نسيان من ناضلوا وقدموا التضحيات، فينبغي علينا التذكير بهم   وتضحياتهم، والترحم عليهم؛ ينبغي تعريف الأبناء والاحفاد بمناقبهم، ينبغي أخبارهم أنه كان هناك رجال ليسوا منبطحين أو مستسلمين أو مدهونين.. وعليهم هم أخبار أبنائهم واحفادهم من بعدهم...! .. أكتوبر الانتصار..

 لقد تحقق في أكتوبر العظيم انتصارين هامين...!؛ سنوردهما بحسب تاريخ الحدوث.. ففي 14 أكتوبر 1963 قامت ثورة عظيمة، انطلقت من جبال ردفان الأشم، بقيادة راجح بن غالب لبوزة، الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الرابع عشر من أكتوبر المجيد رحمة الله تغشاه هو وجميع شهداء أكتوبر. انطلقت الثورة ضد الاستعمار البريطاني، قامت من اجل تحقيق الأهداف التالية:" تصفية القواعد وجلاء القوات البريطانية من أرض الجنوب دون قيد أو شرط." فهل يا ترى أبناء الجنوب سيسمحون اليوم لأي طامع أو محتل اخر بإنشاء قواعد عسكرية فيها ...؟! استحالة أن يسمحوا في ذلك ...!! ". إسقاط الحكم السلاطيني الرجعي" فهل ايضا أبناء الجنوب الوحدويون سيسمحون بعودة (22) سلطنة...؟! استحالة أن يسمحوا في ذلك...!! لا يمكن لأبناء الجنوب الوحدويون الاحرار أن يسمحوا بعودة السلطنات أو تسليم السلطة لمليشيات قروية في تكوينها، متطرفة في تفكيرها، تابعة في قراراتها؟!؛ استحالة حدوث ذلك...! ". 

إعادة توحيد الكيانات العربية الجنوبية سيراً نحو الوحدة العربية والإسلامية على أسس شعبية وسلمية. استكمال التحرر الوطني بالتخلص من السيطرة الاستعمارية الاقتصادية والسياسية." هذا هو موقف أبناء الجنوب لمن لا يعرف هو "التحرر والتخلص من أي استعمار" ...! ". إقامة نظام وطني على أسس ثورية سليمة يغير الواقع المتخلف إلى واقع اجتماعي عادل ومتطور.. "لا زال هذا الهدف مطلب جماهيري لليمن كله، وقد اتفق اليمنيون في مؤتمر حوارهم الوطني على ترجمة مضمونه. نحتاج فقط لقيادة "ثورية _شعبية" مؤمنة بالهدف لتنفيذ ما جاء فيه...! ". بناء اقتصاد وطني قائم على العدالة الاجتماعية يحقق للشعب السيطرة على مصادر الثروات.. "وهذا الهدف عولج نظرياً في مؤتمر الحوار الوطني، فالحل هو قيام دولة اتحادية من اقاليم، فبقيامها سيُضمن التوزيع العادل للثروة والسلطة، وهذا الهدف منتهك حاليا فسلطة الدولة (الشرعية) وثروة البلاد ليستا  بيد الشعب، ونحتاج فعلا لاستردادهما...!". توفير فرص التعليم والعمل لكل المواطنين دون استثناء.. كذلك فُصلّ ذلك باستفاضة في مؤتمر الحوار الوطني، وينبغي فعلا إذا أردنا النهوض أن نسعى لتحقيق (تكافؤ الفرص لكل اليمنيين) ...!". إعادة الحقوق الطبيعية للمرأة ومساواتها بالرجل في قيمتها ومسؤولياتها الاجتماعية "هذا الهدف يحتاج لعقود حتى يتحقق واقعا على الأرض؛ وإن كان مؤتمر الحوار الوطني قد منحهن 30% ككوتا أو حصة بما يطلق عليه بـــ" الجندر ". بناء جيش وطني شعبي قوي بمتطلباته الحديثة تمكنه من الحماية الكاملة لمكاسب الثورة وأهدافها.. "هذا الهدف حرص ثوار سبتمبر عليه، ونتمنى أن يتحقق هذا الهدف فإذا ما تحقق سينتهي إلى الابد الانقلابات، واستعراض الفتوات والمتنفذين، وانتشار الجماعات المسلحة، والمغامرين، وكل المليشيات...! ".

 انتهاج سياسية الحياد الإيجابي وعدم الانحياز بعيدا عن السياسات والصراعات الدولية.)) تلكم الأهداف العظيمة نوردها في الذكرى السابعة والخمسين لثورة أكتوبر المجيدة التي هي على الأبواب ..؛ أما على مستوى الأمة فقد تحقق في هذا اليوم السادس من أكتوبر عام 1973 الانتصار الكبير على العدو الصهيوني في الجبهة المصرية  والسورية بمشاركة قوات من دول عربية أخرى.. كانت هذه الحرب تتويجا لحرب الاستنزاف التي رسمها وقادها القائد المعلم جمال عبد الناصر عقب نكبة عام 1967، فلقد انطلقت المواجهات في السادس من أكتوبر 1973.. 

انتهت الحرب رسمياً مع نهاية يوم 24 أكتوبر من خلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين العربي والكيان الصهيوني، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ على الجبهة المصرية فعليّاً إلا في 28 أكتوبر؛ بعد أن حقق الجيش المصري هدفه من الحرب بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واتخاذ أوضاع دفاعية تمكنه من الحفاظ على المكاسب التي تحققت.. نقول في الذكرى السابعة والأربعين لذلكم الانتصار العظيم الذي باعه السادات وكسب مقابله  لقب "الخائن الكبير" أبو وأم  المطبعين؛ نقول الف الف رحمة على شهداء الجيش المصري العظيم والجيش السوري والعراقي ،وكل الجيوش التي شاركت في الحرب ،والف الف رحمة على كل شهداء الأمة في تلك الحرب المقدسة التي دكت الكيان الصهيوني في السادس من أكتوبر 1973،ونقول للمهرولين والمطبعين الجدد أن الامة لن تسامح من يخونها ويخون قضيتها المركزية فلسطين العربية وعاصمتها القدس الشريف.. !؛يتبع عن أكتوبر التضحيات..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي