النكف النسوي .. مأساة جديدة يصنعها الانقلابيون

موسى المقطري
الأحد ، ٠٤ اكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٣٣ صباحاً

لم تتوقف الانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثي في حق البلد أرضاً وانسان وقيماً طوال سنوات ، والتي شملت كافة الشرائح والمناطق ، وليس أولها ولا يبدو أنها ستكون الأخيرة اعلان النكف النسوي الذي بموجبه تتحمل المرأة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون تبعات حربية لا تتناسب مع القيم ولا الأعراف التي درج عليها اليمنيون منذ الأزل ، ولم تكتفِ الجماعة بما سببته من الآم ومعاناة لقطاع المرأة بدءً من الصعوبات الاقتصادية ومرورا بحرمان قطاع واسع من الأمهات الائي يتواجدن في محافظات سيطرتهم من اولادهن عبر تجنيدهم والزج بهم ألى محارق الموت ليعودوا جثثاً هامدة وصوراً لاتسمن ولاتغني من جوع ، ووصولا الى ممارسة الاختطاف والاخفاء القسري بحق المعارضين والذي تكتوي بناره عوائلهم وفي المقدمة النساء أمهات أو بنات أو زوجات .

سلوك تجنيد النساء لدى الحوثيين هو تقليد لممارسات "الخميني" الذي أصدر في عام 1985 مرسومًا مهمًا يقول فيه إنه ينبغي على النساء تلقي التدريبات العسكرية والقتالية من أجل المشاركة مع الرجال في الدفاع عن الأمة ومقاومة الثورات المضادة، وتم تشكيل ما يسمى «أخوات الباسيج»  والائي شاركن في الحرب العراقية الإيرانية (1980 ـ 1988)، ولاحقاً شاركن في قمع المعارضة الإيرانية في الداخل الإيراني ، وتصفية الخصوم والمعارضين، وقمع الاحتجاجات في العام 2009 عقب الانتخابات الرئاسية، وكذلك  في ديسمبر 2017 ، وعلى هذا سار الحوثيون عبر تشكيل كتائب «الزينبيات» لينقلوا نفس التجربة الايرانية التي يحاولون تنفيذها في اليمن رغم الفارق بين المجتمعين ، ورفض اليمنيون استنساخها .

يعد التجنيد هو اسوأ استغلال للمرأة وخاصة في اليمن ، والمرأة اليمنية ظلت بعيدة عن هذا الاستغلال طوال تاريخ الصراع اليمني قديما وحديثا ، لكن هذه الجماعة المليشاوية تأبى إلا إن تذق اليمن واليمنيين مالم يذوقوه من قبل ، ولو أن تجنيد النساء كان هو اسوأ ما لدى الحوثيين لكفى حتى يقف الجميع بوجه هذه الجماعة ، وعدم السماح لها بالاستمرار اكثر بالتحكم بجزء كبير من الوطن .

يسعى الحوثيون عبر تجنيد النساء لاهداف كثيرة ومتداخلة يختلط فيها العسكري بالاخلاقي والاجتماعي ، لكن من اهم هذه الأهداف هو استثارة حمية الرجال وخاصة الشباب للالتحاق بمحارق الموت التي تديرها هذه الجماعة ، كما يتم الاستفادة من تعامل المجتمع باحترام مع النساء وصعوبة تمييزهن ليتم عبرهن تهريب العبوات  الناسفة الى المناطق المحررة وزراعتها لاقلاق الامن كما حدث في مارب والجوف حيث تم القبض على اكثر من شبكة اكثر افرادها من النساء الائي تلقين تدريبهن في صنعاء على يد الحوثيين .

في المجمل فليس من حل لايقاف هذه الانتهاكات بحق المجتمع والوطن إلا عبر التسريع بالحسم واسقاط هذه الجماعة ليستعيد الوطن أمنه وسلامه ، وتعود المرأة معززة مكرمة اما تصبغ الحياة بالوان السعادة وتربي الاجيال على مبادئ السلم والتعايش ، وكل يوم يمر وجماعة الحوثي تسيطر على جزء من الوطن فليس لذلك من معنى الا مزيد من المأسي والآلام بحق كل فئات المجتمع ، وفي مقدمتها  المرأة اليمنية .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي