باسل جباري || سبتمبر الشعب: افتتاحية الملف

كتب
الجمعة ، ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٠ الساعة ١١:٥٣ مساءً

 

قد تغيب الجمهورية كنظام حكم، لكنها تظهر في حياتنا كفرحة، وفي أيامنا عيدا، وفي مشاعرنا كرامة، وفي مالنا حق، وفي عقولنا علم. فلا يراهن غلمان السلالة على أن نتخلى عنها. فلا حياة بلا كرامة ولا أيام بلا عيد ولا مستقبل بلا علم ولا عشنا إن خبا سبتمبر.

ما ارتضى شعبنا الذل بعد الكرامة ولا بدل الجمهورية بالإمامة، وإن الملاحم التي تشاهدونها على امتداد البلاد هي ترجمان واضح لهذا الرفض. فلا يراهن الإماميون الجدد على تحمل وصبر شعبنا وإن صبر شعبنا طويل كعمره الممتد إلى ما قبل الأرقام والأعوام وأسامي الأشهر و الأيام. فلا يأس مع سبتمبر وإن طالت المعركة، فإن شعبنا قادر وشبابنا صابر ومستمرون إلى أن نرث الأرض أو يرثها الله.

إن في شعبنا عزما وثباتا على الحق تكفينا لحربكم ما حيينا في الدنيا وما بُعثنا بين يدي الله وما آلت إليه آخرتنا ومستقرنا، وإن أعداء سبتمبر أعداء لنا في الدنيا إلى الموت وما بعد الموت، فلو وجدناهم في الجنة (ومحال أن يدخلوها) طلبنا الله غيرها. وإن كان في الجحيم (أجارنا الله منها) أخذنا جمرنا ورحلنا، هو عِداء لا تحدهُ حياة و لا ينهيه موت وتضاد لا يتوقف ولا ينتهي. ليس عِداء من باب العداء إنما موقفنا منهم موقف الحق من الباطل ورفضنا لهم رفض الحياة للموت والنور للظلام.

من يذكر اليوم رموز الإمامة أو أصنامها ويلقبهم حديثاً بالسيد فهو عبد ولو قالها للتعريف أو التوصيف أو التهكم، ومن يصف المقبورين منهم بالأمير أو الإمام ويذكرهم بحجة ذكر التاريخ دون أن يبين سوء تاريخهم وسواد أعمالهم وجحيم أيامهم فهو إنسان رافض للكرامة الذي كان ثمنها دماء أتقياء وهبوها إليه كتذاكر مجانية للحرية فرفضها وكفر بنعمة الله.

أخيرا..

نؤمن أن سبتمبر قائم باق مادام اسم الله الحق. نورا ومساواة وعدلا متبعا مادام اسم الله العدل. فهو الحياة والفطرة والبديهة والأساس، وما وقر حب سبتمبر في قلب يمني إلا غيره للأفضل وعدل سلوكه وثقافته وحتى أناقته ولباقته. فأسوأ جمهوري أفضل وأنظف وأشرف وأثقف من إمامهم نفسه، فيا أيها الجمهوريون يا لؤلؤ وعقيق وياقوت وورد وبن وعنب وعطر اليمن: كل عام وأنتم بألف خير وكل عام و أنتم أحرار بسبتمبر لا بغيره.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي