من الصور السريعة في رأسي!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الثلاثاء ، ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠١:٥٤ مساءً

 

دول أفريقيا و جنوب شرق اسيآ و دول السوفيت السابقة و الأتراك و أوروبا الشرقية كان حالهم ليس أفضل من حال و امكانيات العرب من حيث المال و الفرصة لاسيما لو نظرنا إلى مصر والعراق وقتها و السودان و لبنان و سوريا و الخليج . أيضا مصادر النفط كانت يجب أن يكون طفرة لتغيير العرب و اكتساب المعرفة.

العراقي كان يذهب إلى تركيا في حقبة السبعينات و الى بداية التسيعنيات و كأنه أمير في فنادق تركيا و اليوم تجده غلبان هو من ينظف في الفنادق أو يمارس أعمال بسيطة او سائق تاكسي. في المانيا كانت ميونيخ تعج بكبار التجار العرب و الذين امتلكوا خطوط طيران و شركات وقتها و كان العربي العادي طالب أو عامل أو مقيم حاله المادي أفضل من الهندي و الفتنامي و الأوروبي من أوربا الشرقية و الروسي و الصيني بعشرات المرات في الغرب إلى منتصف ١٩٩١ . اوروبا كانت تعج بعشرات الالف الطلاب من العرب والباحثين. لم يكن هناك لجوء من المنطقة فمن لم يجد هدفه في اليمن هرب الشمال او مصر او العراق او سوريا او الجزائر بمعنى ليس هناك ضرورة للجوء في اوروبا من اي نظام عربي .

الأتراك كونوا أيضا حالهم بسيط مجرد عمال في كل العالم و لم يذهب أحد ليعمل عندهم مقارنة بالعراق و ماله و الخليج . اليوم العراق و العرب حالهم محزن فصور من هنا وهناك تطلع امامي, السودان غارق في الامطار بسبب سوء البنية التحتية, والعراق غارق في أمراض الطائفية والفساد, واليمن في صراع عبثي و ليبيا, و نقفز من معترك إلى حفرة أعمق دون رؤية مثل التطبيع مع إسرائيل, التخندق مع أمريكا ضد الصين ومحاربة الاسلام والتمرد على كل شيء امامنا و غير ذلك دون ثمن.

تركيا امة شفافة اليوم, و السبب وجود قيادة واضحة تمتلك رؤية. بلد بهم امتلكت بنية تحتية و مؤسسات دولة تشبه أوروبا الغربية و تتحرك إلى الأمام خطوة خطوة. معهم قائد ذكي و مؤسسات دولة تعمل كعقارب الساعة و رؤية حديثة بغلاف حضاري جميل و مهم أن يظل كذلك فلا هم نزعوا أنفسهم من تاريخهم بشكل مضحك ولا تنكروا لدينهم برغم أنهم قوميات مختلفة.

الإعلام ساعد في بناء فكرة امة تركية برغم الصراع مع الاكراد بداية التسيعنيات. اعيش مع أتراك و أكراد منها و ادخل بيوتهم هنا و الكل متصالح و مكيف على حال تركيا المستقرة, ما عدا بعض العرب. على ثقة أن تركيا امة تجيد الحركة و فهم المشهد و سوف يكون له مكان مناسب ومهم بين الأمم. وحتى احلامهم واعلامهم متجانس ومتوافق مع انفتاحهم. جامعات تتوسع تستفيد من أزمات المنطقة وتخلق فرص ومسار دولي لها؛ تستقطب البشر وتجنس وتنفتح وتتفاعل مع محيطها وحتى مسلسلاتهم تحاول رفع الهمم وتصحيح روح الأمة و ترابط أبنائها و تخلق فيهم قيم وفضيلة ونحن كل شيء عكس و نعيش كعرب دون رؤية ولا هدف مرة نشرق ومرة نغرب ومرة نعيش فكر محصور ونريد العالم الإسلامي ينظروا لنا.

حتى جامعة الدول العربية وأمانة الخليج العربي لم تستطيع أن تستمر ولو في محاور بسيطة مجتمعية. المملكة العربية كانت تستطيع أن تسحب كل العرب لمشروع جامع تنموي بانفتاحها فقد تركت ملايين الكفاءات و الحرف والصناعة من سوريا وبالذات حلب ترحل إلى تركيا والغرب وكان يمكنها بناء مدن لهم في المملكة وعمل نهضة. لا ادري اين المشكلة أن يكون سكان المملكة حتى ١٠٠ مليون نسمة من العرب الكفاءات وعندها ارض وقدرة ودولة ومال ونظام مستقر. أقلها كانت تبني المشروع العربي بارضها لوحدها فهي قارة وتنطلق كالثقب الأسود بسحب الكل لدوران حولها. كانت عليها تكامل اليمن معها خطوات بشري قريب لها من حيث التركيبة والتاريخ والنسيج . تركيا اليوم تجنس وتنفتح والغرب يرسلون إليها من معه مال وصورة وحتى من الخليج والغرب أيضا يريدون جيل عمل شباب واطفال . الثروة اليوم هم البشر فقط واقول فقط.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي