جوهرة اليمن بيد فحام القرية

علي هيثم الميسري
الاثنين ، ٢٤ أغسطس ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٠١ صباحاً

عدن قُطِّعَت أوردتها وسالت دمائها وبقيت روحها وكأنها بلغت الحلقوم ولكنها لم تموت ولن تموت بإذن الله تعالى ، من شاهد عدن في زمنها الجميل لن يصدق أن هذه هي عدن في ذاك الزمن والتي تغنى بها عمالقة الفن اليمني وأنشد عنها فطاحلة الشعراء ، ومن يرى أحوال عدن وما وصلت إليه من حال مزري سيُخال إليه أن هذه المدينة ماهي إلا قرية من الأزمان البائدة ، ولكن الذي يتمعن ويستحضر الأحداث منذُ توافدَ إليها قوم يأجوج ومأجوج أو كما يحلو لي تسميتهم "تتار القرية" فبلا شك سيتيقن بأنه عمل ممنهج ومخطط حقير يُراد منه تحويل عدن إلى مدينة أشباح وخَرِبة يصعب العيش فيها .

      هنالك أيادي عابثة لمرتزقة ينفذون أجندات لقوى إقليمية تسعى من خلال العبث والفوضى أن لا تكون عدن عاصمة اليمن ، أضف إلى ذلك أن يكون مينائها جامداً متوقفاً لتشتغل تلك الموانئ في ذلك الإتجاه الخارجة عن حدود اليمن ، فلو نظرنا للأفق وتأملنا للأمر جيداً فيما إذا عادت حركة ميناء عدن منذُ إلغاء الإتفاقية الظالمة مع موانئ دبي حتى اللحظة التي أكتب فيها مقالي هذا ستظهر لنا أرقام مهولة تصل لمليارات الريالات ، وبالمقابل سنرى تلك الموانئ التي تُدِر تلك المليارات شبه متوقفة أو لنقُل ستكون حركتها التجارية بطيئة للغاية كبطئ السلحفاه ، وسنرى مئات المليارات وقد تراجعت وباتت بضع مليارات لا تفي لذلك الطموح لتلك الدويلة الطامعة وليدة العهد .

     خلال خمس سنوات تغيرت كل ملامح عدن جوهرة اليمن .. تقطعت أوصالها وتقاسمها قوم يأجوج ومأجوج ، فمنذُ أن إستلمت تلك القوى ملف عدن جندت أدوات قروية رخيصة الثمن من خارج عدن وألقت إليهم بالأوامر لتنفيذ مخططها ، وقبل ذلك عمدت على إشعال الفتنة وتمزيق النسيج الإجتماعي بين أبناء إقليم عدن وإستحضرت الصراع القديم بين الطغمة والزمرة كما كان يسمى سابقاً ، وترافق مع ذلك محاولة إخراج الحكومة اليمنية إلى خارج حدود اليمن لتنفيذ مخططها دون منغصات ، وعندما إستمات وزير الداخلية أحمد الميسري وبقي في عدن كشوكة في حنجرتها أشعلت شرارة الفتنة فإندلعت المواجهات وكان نصر تلك المواجهات لصالح ذئب عله أحمد الميسري والرجال الأشاوس ، فتدخلت بترسانة عسكرية ضخمة بعد أن هربت أدواتها كالجرذان عائدة إلى قراها فرجَّحت الكفة لصالح أدواتها وخرج وزير الداخلية أحمد الميسري بعد أن قال كلمته المشهورة سنعود بحدنا وحديدنا.

     إستطاعت تلك القوى أن تنتقي أدواتها وتختارهم بعناية فائقة وبالفعل وجدت ضالتها بقوم يأجوج ومأجوج ، ولو بحثنا جيداً عن من يمارس البسط على الأراضي والسرقة والنهب سنجد أن كل من في القائمة أسماؤهم قروية تخلو تلك القائمة من أبناء عدن .. فهل رأيتم يوماً ما أن هناك مواطن عدني بسط على أرض مواطن أو أرض حكومية أو حتى بنى على جبل أو متنزه أو مدرسة أو حديقة أو ملعب أو معلم تاريخي ؟ بالطبع ستكون الإجابة لا ، وكان تنفيذ المخطط هو الآتي : قوم يأجوج يبسطون على الأراضي والجبال والجزر وكل ما تطوله أياديهم القذرة ثم يأتي قوم مأجوج ويشترونها ، وبعد كل ذلك نستطيع القول أن عدن جوهرة اليمن أصبحت بيد فحام القرية .. فتباً لك من دويلة حقيرة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي