رحلتي ألبحث عن وطن ( 1 - 1 )

رفيق علي هادي
الاربعاء ، ١٢ أغسطس ٢٠٢٠ الساعة ٠٩:٣٣ صباحاً

 

اعتادت العرب على الهجره  منذ القدم 

عندما يُهدد  وجودها  شيئاً، أو تنغمس منطقة  معينه  في صراع دامي  يِشعل فتيلهُ  من لا ذمة له ولا ضمير، وقد كانت تهاجر  قبيله بأكملها  وكذلك فُرادى  وجماعات، وعلى خطى  اجدادي  الاوئل 

ولنفس  ألحاله ألتي كانت تجبرهم  على الرحيل ارتحلت في اواخر  العام 2015 من مدينة  سام وحبيبة  أليمنيين  وأُمهم ألتي تحتضنهم  بمختلف  ألوانهم واحزابهم (صنعاء ) حسناء  العرب ذات الجو  المنعش   والطقس  البارد  شتاء والمعتدل صيفاً،

قائلاً كما قال "سيد البشر  عليه الصلاه والسلام " (إنكي لأحب المدن إلى قلبي) ولولا  إن ألحوثي أجتاحكِ وشوه  ملامحكِ وقضى  على جمالكِ   وهدد  حياة  أبنائكِ لما خرجت، غادرت  صنعاء  خائفاً أترقب  كما خرج "موسى عليه السلام  "من مصر  خائفاً من بطش فرعون  وجنوده،

إلا إنني  لم أقتل  أحداً لا عمداً ولا خطأ كما كانت تهمة  سيدنا موسى، وكإن التاريخ والأقدار  تسلسل الأحداث  تباعاً وتفتح مساراً واحداً ليعبر منه الضحايا المدافعين عن آرائهم  ومواقفهم ألتي يؤمنؤا بها. وتحدد  مساراً مشابهاً في اليسار   يسلكه  المجرمين  والطغاه  مستخدمين  نفس الأساليب مختلقين نفس ألتُهم، في مأرب  كان هناك وحوش  بوجيه بشريه  يؤمنؤا  بالمال ويتخذونه  إله يحبون  لأجله ويكرهون  في سبيله، استقبلونا  بوجيه مبتسمه وقلوب مظلمه،

يتزعمهم  الجنرال  العجوز كما يتزعم  الشيطان  عفاريته، هناك تُنصب  مصايد  الموت  لمن نجى  من كلابيب "الحوثي" لم يبقى لي مفر  سواء  التسليم   لمصاصي  الدماء  والخضوع  عليّ احضاء  بفرصة نجاه أخرى كما حظيت بها سابقاً عند خروجي من صنعاء، قال أحدهم ستكونوا  مجرد  حراس  منشأت  على الحدود السعوديه، قلت :يا سيدي نحن لم نستخدم  السلاح من قبل ولم نخض  حرباً. إنها ليست حرب مجرد حراسه  وكإنكم  تحرسون  مزارع  فواكه،

هكذا كان رده، لم يعد للنقاش مجال مع من يبيعك  بمبلغ  من المال  فهو لا يرى إلا ما سيجنيه  من ربح، توقفت عن الكلام مسلماً أمري  إلى الله صاحب القرار  النهائي  في هذا الكون، صعدنا  الحافله، سألني  أحدهم هل لديك مبلغ من المال؟

أجبت لا! هناك يعطونك 500 ريال سعودي ألم تستلمها؟ انا: لا لم يعطونِ  شيئاً. تحركت الحافله   وصلنا  إلى إحدى  المعسكرات  في الداخل  السعودي  ليلاً، وبعد يومين تم نقلنا  إلى الحدود  السعوديه اليمنيه،

تم اعطائنا  سلاح غير قابل للإستخدام  وكإنهم  يقربوننا  قرابين  للحوثيين، في الصحراء  كان مقرنا نفترش  الارض ونلتحف  السماء، بعد أيام هاجمنا  الحوثي  بقوه ليلاً  أصيب الكثير  ومات الكثير  وكنت احد المصابين، تم إسعافي  إلى مشفى  صامطة 

وفي اليوم الثالث  قال الطبيب أنت بخير  يجب أن تغادر  المشفى، يا سيدي أشعر بألم شديد في يدي اليسرى  لا أستطيع  تحريكها، ارجو  ان تتأكد  هل هناك كسر،

الطبيب: لا ليس هناك أي شيئ  يجب أن تفسح المجال  للجرحى  القادمين  نحن بحاجه  إلى السرير، كانت ملابسي  قد مزقها  الاطباء  حين تم إجراء  عمليه لي، ولم اكن ارتدي  شيئاً،

زارنا  أحد القاده  السعوديين  واليمنيين ورآئني عارياً ولم  يكلف  نفسه بشراء  شورت  وقميص  بمبلغ  زهيد  ربما  لن يتجاوز  20 ريالاً سعودياً،

عندما رائني  احد الزائرين  أشفق  عليّ وقام بشراء  ملابس  لي، غادرت المشفى  وذهبت  إلى مشفى آخر لعمل أشعه ليدي ألتي  تؤلِمَني، كانت هنا المفاجأة، كسر  جزئي  في العظم. عدت  إلى سكن الجرحى، لأيام ثم غادرت  إلى جده وهناك تعرفت  على أحد السعوديين   قام بمساعدتي  وعلاجي، عدت إلى اليمن واستكملت  مرحلة  علاجي في أحد مشافي مأرب، توافدت على هاتفي رسائل  تنذرني  بأني  قد تعافيت ويجب  عليّ العوده  إلى المعسكر عندها قررت مغادرة   الوطن العربي  وإلى الأبد،  وطن الظلم والحروب، بلاد الفقر والمجاعه  هناك حيث يهيمن  الطغاه  على كل شيئ، هناك حيث يعيش الناس  كالقطيع 

قد يُساق احدهم  للذبح  في اي لحظه  وبلا سابق  أنذار، هناك حيث لا قانون وضعي يضع حدوداً للجميع  ولا يردع المجرمين  لا ديناً ولا عروبه ولا ضمير،

الحجر الصحفي في زمن الحوثي