إلى كل المتذاكين على اتفاق تسريع اتفاق الرياض أو المشككين والمبشرين بانهياره.. أقول لهم ..؟!

د. علي العسلي
السبت ، ٠١ أغسطس ٢٠٢٠ الساعة ٠٧:٤٣ مساءً

 

لقد أثبت الأخ  الرئيس عبدربه منصور هادي  والأحزاب والانتقالي و المملكة أنهم قادرون على تأسيس مصالحات وطنية في الداخل اليمني خارج لعلعة السلاح ، إذ في عشية عيد الأضحى  السعيد لهذا العام  اعاده الله على اليمنين وعلى الامة العربية والإسلامية وقد تجاوزت كل منها مشاكلها وتحدياتها المتشعبة تم الإعلان عن البدء بتسريع تنفيذ اتفاق الرياض، فأفرح وتفاءل بذلك كثير من  اليمنين، إذ أن تنفيذ الاتفاق سيوجد حكومة فاعلة تقوم بواجباتها وتدفع رواتب موظفيها بانتظام وستسأل عند الآفاق أو الفشل..؛ وسيلملم ما يمكن لملمته من قوى الشرعية و تلك التي موالية لبعض دول التحالف، بحيث توجه كل الطاقات والجهود نحو الهدف الأساس والمتمثل بإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية للعاصمة اليمنية صنعاء  من خلال توحيد الصف باتجاه الضغط  القوى والفاعل  على الانقلابين بغرض تقريب يوم م افقتهم على الحلول السياسية و التي ارسى دعائمها اتفاق الرياض الأول بين مكونات الشرعية وتلك القوى المدعومة من بعض دول  التحالف العربي ، والتي تشكلت ابتداءً  لصد الانقلاب والمنقلبين من التقدم في المناطق التي تم تحريره فتحولت إلى معيق للشرعية  ، ولقد تم الإعلان  عن الآليات المسرعة لتنفيذ اتفاق الرياض بين الشرعية والانتقالي، ويُعد الباب مفتوحا ومشرعاً ايضاً للانقلابين أن يعودوا الى رشدهم ويقبلوا بالمشاركة السياسية في جسم الشرعية اليمنية مثلهم مثل الانتقالي، وعلى أساس المناصفة في الحكومة وفي المناصب بين مكونات الشمال ومكونات الجنوب وفقا لاستيعاب اكبر طيف واسع من شرائح المجتمع ومناطق واحزابه وكفاءته وفقا للتمثيل في مؤتمر الحوار الوطني واستيعاب المستجد، ووفقا للمبدأ التوافق والشراكة ، والذي جُسد عمليا  باتفاق الرياض واتفاق تسريع تنفيذه الذي اعلن من الرياض قبيل عيد الأضحى، حيث بعد الاعلان أعلن  الرئيس عن عزمه اتخاذ  حزمة من الاجراءات والقرارات  عقب عيد الأضحى المبارك،  وباشر بالفعل بإصدار بعض القرارات، والمتمثلة بتكليف الدكتور معين عبد الملك بتشكيل الحكومة خلال شهر من تاريخه_ الذي نأمل له الموفقية في قادم الأيام والشهور_، وكذلك قرار تعين محافظ لعدن، ومدير أمن لها، لتهيأ كعاصمة مؤقتة لجميع اليمنين.. ولقد لاقى الاتفاق الأخير ترحيبا دوليا غير مسبوق مشفوعا بدعوة الحوثي الى انتهاج نفس السياسة والحكمة التي اهتدى اليها الانتقالي والشرعية والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، و لقد تم الاتفاق على آليات تسريع تنفيذ اتفاق الرياض خلال شهر مدة  تشكيل الحكومة بعد أن صاحب الاتفاق الموقع سابقا  التلكؤ في التنفيذ..!؛

رسالتي بهذا العيد السعيد إلى المتذاكين والمتحذلقين فأقول لهم لقد أقدمت السعودية على فعل شيء كبير لليمنين  يُحسب لها " انجاز قصة نجاح عملية" في السياسة السعودية لجارتها اليمن الأرض والانسان، ومن يحاول التذاكي عليه وفق "مبدأ خذ وطالب، أو خذ وارفض لتحصل على أكثر" ، فذلك سينعكس عليهم وبالاً وسينهي دورهم السياسي مستقبلاً.. ولذلك ننصحهم بعدم المحاولة، والتنفيذ الأمين والصادق لما وقعوا عليه..! 

أما المشككين والمبشرين بانهيار اتفاق الرياض.. فإني أقول لهم لا تشككوا  وانتظر ا لتروا؟ إذ لا يعقل أن تأتي السعودية بالمعنين المتفاوضين من طرفي الشرعية والانتقالي  بطائراتها الخاصة من كل حدب وصوب وتجعلهم يقيمون في أفضل فنادقها ولمدة ليست بالقصيرة وتصبر عليهم وتذلل لهم  كافة العقبات حتى يتوافقوا ويتوصلوا لاتفاق التسريع؛ ثم أي منهم يرتد ويتنصل؟!بالتأكيد لا يعقل هذا ولن تسمح به ولن تبقى بعده متفرجة وغير مكترثة بما سيحدث بعدن أو بأبين أو بأي مكان من اراضي اليمن المستعادة من الانقلابين!!، لا بعقل أن تتركهم يخربون ويدمرون  الإنجاز الذي تحقق بجهودها، أي الذي توصل إليه  أنصار الشرعية وخصومهم تحت رعايتها وبضمانتها والذي أيده كل العالم.. في اعتقادي لن تسمح المملكة ابداً بالارتداد عما تم التوصل إليه، وأنصح كل من يحاول بدلاً عن ذلك أن يسطِّر له مواقف إيجابية ووطنية  تعزز من حضوره السياسي  مستقبلاً في الساحة الوطنية...!

أختم فأقول للجميع.. لقد انتصر الرئيس هادي لليمن ووحدته ودولته الاتحادية القادمة بصبره وتحمله وحكمته بعد أن كان "مشروع الانفصال قاب قوسين أو أدنى من التحقق"  فاحتوى البعض وها هو يشركهم في الحكومة الشرعية اشراكهم بعد إثنائهم بالتفاهم _ وبمساعدة الاشقاء بالتخلي عن الانفصال وفك الارتباط وما إلى ذلك ، وانصح هنا في هذا المقام بضرورة  اشراك كل الفعاليات والأحزاب السياسية وخاصة الحراك الجنوبي بالإضافة الى الانتقالي بالمناصب المخصصة للجنوب حتى لا تتولد حركات متمردة باستمرار ونبقى في الدائرة المفرغة التي تنتج العنف ومزيد من الدماء ومثل ذلك في  حصة الشمال، وبحيث يؤدي ذلك إلى تشكيل حكومة  فاعلة وقوية تستطيع أن تتجسد في أنموذج يقتدى به في ظل المعادلة الجديدة التوازنية التي لا تسمح بالاستفراد والاقصاء إلا على من يعادي الجمهورية والشرعية والدولة الاتحادية ،مع الحفاظ على شعرة معاوية للحوار الدائم معهم حتى يهديهم الله وينهجوا ما نهجه الانتقالي ..

نعم! استطاع الرئيس وحكومته والانتقالي والسعودية إيجاد  أسس واضحة وخارطة طريق للوصول الى الحل السياسي الشامل لليمن ، هذه الخارطة هي النقاط الواردة في اتفاق الرياض والذي قبل بها الانتقالي والحكومة الشرعية  وتنفذ الآن على الأرض، بينما البعض  الأخر _أقصد الحوثة لا يزالون على غيهم و يحلمون بحكم اليمن وعودة الامامة، لكن في نهاية المطاف لن يجدوا الا الشراكة وبحصة مماثلة لحصة الانتقالي في الشرعية.. ولذلك عليهم أن يوفروا الوقت والدم ويلتحقوا بركب المسار السياسي، فادعوهم لتوفير الدماء واللحاق بالانتقالي كي تنتهي الحرب وتستعاد الدولة وتبنى الجمهورية الاتحادية التي توافق عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني ..ايضا اضيف نقطة ضرورية أخرى في الختام، وأقول ينبغي الهمة والاهتمام  في اختيار الحكومة الجديدة من الكوادر التوافقية الوسطية الإيجابية غير الحادِّية في المواقف ، وتسريع اتفاق التسريع هو وحده الكفيل للخروج من عنق الزجاجة، و الدال على جدية وإرادة الجميع  على المضي في تنفيذ ما اتفق ،وبالتالي عدم السماح او إعطاء الفرص للمتطلعين او المغامرين من تكرار ما حصل في الماضي .. وكل عام والجميع بخير واليمن إلى خير.. ونأمل أن نرى الرئيس والحكومة ومجلس النواب قريبا بعدن ..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي