من أبين لاحت أول قطرة غيث

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ٢٨ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٣٥ صباحاً

 

     كهدير الرعد الصارخ قالت أبين كلمتها .. وكأمواج البحر العاتي إرتسمت في لودر لوحتها .. وكالطوفان الغاضب أعلنت أبين ثورتها .. في أبين إنتفض الأحرار فتحركت شوكتها .. وفي الجانب الآخر من وطني نعقت في سمائه أقذر غربان .. تلك الغربان في وطني يملكها بعض العربان .. فما طارت تلك الغربان ولا نعقت إلا بأوامر من تلك العربان .. بركان أبين الثائر أرعب عملاء ولصوص الأوطان .. كانت أبين بركان خامد فثار البركان وغضب معه الطوفان .. هذه أبين يا سادة إن إهتزت شوكتها إنعدل الميزان .

     خرجت جماهير أبين الشماء وأعلنت كلمتها وأطلقتها مدوية أسمعت من به صمم بأنها يمنية الأصل والفصل ومع شرعية فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي ومع الوحدة والجمهورية ، ورفع أبناء أبين في إحتشادهم علم الجمهورية اليمنية وصور قائدها وفارسها أبو جلال وهتفوا بأعلى أصواتهم عبارة يهتز لها الوجدان وتقشعر منها الأبدان : بالروح بالدم نفديك يا يمن ، وبهذه العبارة إحترقت قلوب تلك الدمى المملوكة لأولئك العربان الذين يسعون لتفتيت وتقزيم اليمن فإحترقت قلوبهم لهذه الصرخة المدوية من مسقط رأس إبن أبين البار وإبن اليمن المختار وفارسها المغوار فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي .

     إنتفض أبناء أبين فأعلنوا غضبهم وأعلنوا ثورتهم التي ستمتد إلى باقي محافظات الجنوب وبلا شك سيخرج أبناء المحافظات الجنوبية الأحرار التواقين لنيل كرامتهم غير منتقصة ، فأبين كما يعرف الكثير بأنها خاصرة الجنوب وشوكة ميزانه فإن إنحدرت أبين نحو المشروع الصغير المسمى بالإنفصال ستنحدر شوكة الميزان للإنفصال ، وإن قال أبناء أبين نحن مع المشروع الوطني الكبير "اليمن الإتحادي" مشروع المهندس الماهر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ستتحرك الشوكة بإتجاه المشروع الوطني الكبير .

     بعد الحشد الجماهيري الأبيني في لودر الذي رأيناه كالسيل العارم إرتعدت فرائص دمى الإنتقالي المملوكة لشياطين العربان المارقة فحركت تلك الدمى المملوكة غربانها الناعقة ليقللوا من قيمة تلك الحشود الجماهيرية ، فإدعوا أن ذلك الرعد الهادر وتلك الأمواج العاتية وذلك البركان الثائر ومعه الطوفان الغاضب ماهي إلا بضعة نفر مدفوعي الثمن ، وهم يعلمون جيداً بأن أبناء أبين لا يُشترون بأي ثمن مهما غلى مقابل بيع وطنهم وبيع مبادئهم ولا هم من الذين يبصمون بأصابعهم العشرة بكفوفهم كما هو حالهم حينما بصموا بالعشر على تسليم وطنهم لأولئك العربان .

     خروج أبناء أبين إحتشاداً لنصرة الحق وإقامته وإجهاض الباطل بقاذوراته ماهو إلا كما يُقال أول الغيث قطرة ، فغداً بعد أبين ستنتفض عدن ولحج وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى وحينها سيدرك الإنتقالي وإدارته الذاتية وأسيادهم العربان بأن مشاريعهم الصغيرة لا يقبلها أبناء الجنوب اليمانيون الأحرار بل أنهم مع المشروع الوطني الكبير ، وسيدركون أيضاً بأن من كان معهم ماهم إلا مرتزقة ذو الأثمان الرخيصة والطبقات الرثة في مجتمعنا الجنوبي اليماني .. وإن غداً لناظره قريب .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي