أبناء تعز- الصراع بوابة لنخسر المستقبل!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاثنين ، ٢٠ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ١١:٤٨ مساءً

 

الاختلاف و عدم توحد الهدف في الحاضر لن يجلب الا التهميش في المستقبل هذه قاعدة نعيشها من عقود, و خير مثال حول ذلك ماحصل مع تعزفي الماضي. فبعد هزيمة الأتراك في الحرب العالمية الأولى, و قرارهم الانسحاب من اليمن لم تتمكن تعز من الاتفاق على قيادة لها و اضطر الأتراك لتسليم تعز و المناطق الوسطى للإمام يحي حميد الدين, اي اجتمعوا وقتها و لم يخرجوا الا, و كل واحد ينظر لنفسه انه هو المعني بالقيادة و ان الاخرين تكميلة عدد, و خرجت تعز و المناطق الوسطى كلها الى يد الامام كون هناك قيادة موحدة تعرف ما تريد و بواقعية, و صار المستقبل لتعز بمناطقها المختلفة و المناطق الوسطى محسوم لعقود .

الى أبناء تعز هذه الايام يتم الشحن هنا و هناك و ترتفع الاصوات لطبول حرب في الحجرية و التخوين و الاتهام و اريد اقول لكم طريق اغلاق الحرب يبدأ من امامك انت, فلا يمكن ان ننتظر ان تنزل ملائكة من السماء لتوصف لنا الطريق, لذلك نخاطب العقل و الحكمة في الابتعاد عن طرق جربها الكثير و لم يحققوا اي هدف غير الدمار. بناء الاوطان يبدأ من البحث عن القواسم المشتركة, غير ذلك سوف يترككم العالم, تقتلون بعضكم بعض, و تدمرون محافظتكم و مناطقكم ,و ترفعون عدد المصابين, و المعاقين, و تنتظرون في النهاية سع الايتام لصدقة.

انتم في تعز بتصرفكم تجعلون حالكم كشخص جالس في باب ديوان, لا يعرف يرتاح, و لا يسمع ما يدور, ولا يؤثر في الامور, و لا ياخذ من القسمة شيء كونه في باب الديوان ليس اكثر. لذا نقول يكفي و نعيد مخاطبة العقل فيكم, فلا نفط معكم و لا غاز و لن يدعمكم الخارج و لن ينظر احد اليكم كون الحرب صارت منسية و مملة لليمنيين و المنطقة و العالم. حتى سلات الغذاء سوف يصعب وصولها و العالم يعاني اليوم و تجار تعز اكثر ناس سوف يتركونكم فلن يظل بوجود المليشيات الا الفقر و الجهل و الغباء و المناطقية و هذا طبيعي.

الى ابناء تعز تروس الصراع, اذا دارت لن تتوقف بسهولة و سوف تسحب الكل داخلها لذا فكروا قبل اي خطوة. اليوم ادرك الجميع من ال ٥ سنوات حرب ان اليمن سوف تضيق عليكم و على اطفالكم و نسائكم كما ضاقت على النازحين اخوانكم من قبل, و الخارج لن يدعم فيكم كما لم يدعم الجبهات التي قبلكم. كونوا على ثقة, ان هناك توجه كبير لجعل تعز و الحجرية مناطق صراع, فلماذا نعطيهم الفرصة؟ و لماذا ندفع في هذا الاتجاه؟. اخواني اعتمدوا على انفسكم بعد الاعتماد على الله و ابحثوا عن القواسم المشتركة, و ادفعوا في اتجاه الاستقرار و تنافسوا في ذلك.

الى ابناء تعز اليوم يجب ان تكون تعز بمناطقها المختلفة ليس بيئة للمليشيات و العصابات و الجماعات المتشددة و انما بيئة للثقافة و المشاريع النبيلة و التنموية و الأفكار النيرة, لا مكان فيها للمناطقية أو المذهبية أو الحزبية أو الصرعات العبثية, التي لن تحولها الا الى قندهار, مهما كان تبلد الكثير و التبريرات التي نسمعها.

و اخيرا الحرب تنتهي فقط, اذا توسعت رقعة الاستقرار و ظهرت مؤسسات دولة و اختفت المظاهر المسلحة, لذا يجب ان نتنافس و بالذات في هذه المرحلة مع بقية اليمن في السرعة لاغلاق الصراع و للاستقرار و الاستقطاب للمال و العقل, و هذا هو الهدف, الذي يجب ان يكون قاسم مشترك بينكم اقلها.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي