خطبة الجمعة مني لكم- لو مفاتيح الجنة في يدك لن يطلب احد ذلك منك!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الجمعة ، ١٧ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ٠٥:٥٤ مساءً

 

الكثير من البيت الى المدرسة الى الشارع حتى الجامع و العمل ينتقد بإسلوب عنيف لكن لم و لن نشاهد نتيجة ايجابية واضحة في الاطفال, ان صح التعبير برغم جرعات النقد اليومية و الصياح. العقاب و الانتقاد بإسلوب عنيف لا يصلح الحال ولا يترك اثر و يقود لنتائج عكسية. لكن هناك انتقاد بهدف البناء و الاصلاح للسلوك و هذا يجب ان يكون بشكل خفيف بمعنى ان تعالج الامر بما يشبه التخدير الموضعي قبل خلع ضرس المريض مثلاً. التخدير الموضعي مهم حتى تصل كلماتك الى عقل الطفل و يدرك معناها و هدفها.

يمكنك ان تصنع التخدير عن طريق الحب و الاحترام الصادق للطفل او لشخص كبير فذلك من أهم القدرات, التي تساعدك على التواصل مع المخاطب بسهولة. فان ظهر نوع من التهديد و التعالي في طرحك فلن يقبل منك, و لو حتى انه يقلد انه يسمعك و هو مستسلم. لا داعي تضيع وقتك, فسكوتك يكون هنا افضل. التعلم من الخطأ او الاخفاق يجب ان يكون عن طريق الرغبة, و عرض الحافز, و توضيح مصائب الاخفاق. دورك هنا يجب ان يكون مثل الطبيب, الذي يجارح و ليس مثل الجزار, الذي يخلس الضحية بعد ان تمكن منها.

كن على حذر ان الطفل مقتنع انه ليس هناك من يحب أن ينظر اليه انه غبي, و ان كنت تتعامل حتى مع عمالك او اصحابك او طلابك او زوجتك حاول تعطيهم دائما الفرصة ليدركوا أخطائهم و يتعلمون منها درس و يرغبون في التحسن, ذلك يجعلهم يقربون منك و يسمعون لك اكثر ويحسنوا انفسهم. ذلك يجعلهم يصارحوك بمشاكلهم الحقيقية كونهم سوف يجدونك محب لهم لا صياد يفترسهم, و قبل ذلك تجعلهم قادرين ان يتعاملوا مع الحياة و مشاكلها من دونك بشكل افضل, و من دون ان يفقدوا الثقة بانفسهم. الإساءة ل كرامة الشخص "جريمة" لاسيما و رأيك ليس مهم بصريح العبارة في بناء شخصية الانسان و انما سلوكك, المهم الاكثر رأي الشخص هو حتى و ان كان طفل في نفسه و هل ادرك خطاه, لانه هو او هي من يجب ان يتعلم لكي و من سوف يشق حياته و طريقه وحده من دونك. هنا يكون الكلمة الحسنة كضوء الشمس الدافئة للروح الإنسانية، و لن تستطيع أن تنمو و تزدهر بدونه.

كن صادقا في تقديرك لمن امامك عند انتقادك مهما كان لا يرضيك اعماله او غير مقتنع به. فالذكاء يكون ليس بكثرة الصياح و الزعيق و الهنجمة و اعطاء الاخرين الانطباع انهم لا يفهمون و انما في تغيير سلوك الاخرين بقناعتهم بطرح ما تريد كبضاعة و للاخرين حرية الاختيار, اي هم من يحدد و ليس عن طريق الضغط و التهديد. لا تنسى ان تحسن من تسمية غيرك كما يحب حتى و ان كنت لا تطيقه و تعطيه صورة طيبة تجعله يشعر انك احترمت ادميته و تجعله ايضا أقلها يسعي لأن يكون عند حسن ظنك وظن غيرك و ذلك بتحقيقها في نفسه, اي افترض يأخي ميزة حسنة فيه حتى إذا لم نجده فيه أو تذكر انه ليس بذلك القبح وهناك من ينظر إليه انه مهم او ضع نفسك مكانه.

لا تصور نفسك انك الفاهم و الذكي و من هم امامك دونك او اغبياء لا يفهمون, فلو كانت مفاتيح الجنة في يدك لن يطلب احد ذلك منك و انت تمارس نوع من التعالي و العجرفة او الصياح و حتى لو تغلف كلامك بقرآن, و حتى و لو كان من تنصحه ابنك او زوجتك او اخوك. و قبل الأخير لا تصف من حولك كان طفل او كبير بأنه احمق و غبي و أنه لا فرق بينه و بين الحمار كما هو حاصل في العادة في مدارسنا واعمالنا و بيوتنا فإنك تدمر بذلك جسر الاحترام بينك و بينه و تفقد ايضاَ احترام من هو جنبك و محصلة ذلك لن يسمع لما تقول و ثانيا تدمر كل حافز للتقارب و ايجاد حل لمشكلته او حتى مشكلتك معه.

المضحك من ذاكرتي من الطفولة كان هناك من يعرفني يظن و يتيقن انني سوف اكون انسان شقي ليس حق دراسة كون و انا صغير لم اترك حجر على حجر في طريقي طبعا الى خامس ابتدائي و بعدها خلصت البطارية حق اللعب و الشيطنة, واذكر انه عندما كنت صغير اطلع السقف و هات يا رجم على بيوت العمال الهنود في الليل و طبعا الحجرة تعمل ضجة فوق الزنج و تتقفز من مكان لمكان و انا استمتع, و مساكين الهنود كانوا يستحوا من ابي او احتمال قالوا جني ايش نعمل له. و بصراحة كنت اكره المدرسة و صياح و ضرب المدرسين كوني كنت لا احب جدول الضرب ولا الحفظ ولذا كنت اهرب للعب و الشيطنة. البطارية للعب و شيطنة الاطفال شكلها انتهت في خامس و السبب تشجيع مدرسان لي, لم يستخدموا الصراخ و لا الضرب و لا الانتقاد العنيف, فا نقلبت حياتي بشكل اخر في التعليم و التربية و بدل النقد و الصراخ و الضرب اخذوا بيدي بشكل مرن و سحبوني لدائرة خارج الاخفاق. و فعلا كل طفل ممكن يكون مشروع ناجح ان وجد اهتمام من مدرس و تشجيع و انتقاد بشكل ناعم و ليس عنيف ليصحح سلوكه و يتم تحفيزه , فاهتموا بالاطفال ولا تفقدوا الامل ولا توصفهم بكلمات محبطة, و كل طفل مهما كان حاله هو معجزة انتم من يدفنها او يظهرها. 

و اقم الصلاة

الحجر الصحفي في زمن الحوثي