فرص أو وقت مهدر و عمر ضائع!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاثنين ، ١٣ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ٠٥:٢٨ مساءً

 

يتواصل معي الكثير يريد مني نصائح او كما افهمها طلاسم للنجاح في اوروبا و كونهم في بداية حياتهم فيها او في الطريق اليها فقناعتي انه يمكنهم الاستفادة من تجارب الاخرين كانت فشل أو نجاح فذلك أفضل الطلاسم لنتعلم حتى لا يتحول الأمر من فرصة اغتراب لبناء الذات و الوصول للسعادة كما نهدف إلى عمر ضائع و سعادة غير موجودة و ملل بكثرة الفراغ والهموم, و هذه وجهة نظري ليس شرط تعجبكم لكنها لي ترتكز على ثلاثة مفاهيم اولا الاغتراب بشكل عام كرؤية شخصية و ثانيا العوامل الداخلية المغيرة للنجاح كمنهج و ادوات نكتسبها و ثالثا العوامل المؤثرة الخارجية التي يقتضي فهمها كقواعد لعب بمعنى حقل للتنفيذ.

افهم ان من اغترب ترك الاهل و الوطن لهدف نظر اليه (نقول عنه رؤية) و هو استغلال عمره اي راس ماله الوحيد المهم بما يحقق له السعادة و الاستقرار المادي و النفسي مع الاستقلال بحرية الاختيار. هنا نفهم ان الاغتراب يجب ان يضيف شيء للمغترب يظل لا ينتهي و ليس من الحكمة اهدار الوقت و العمر في امور جانبية لا تستمر معك لاسيما مع تقدم العمر تقل الامكانيات. نستثمر اليوم الوقت في تعلم مهارات " تقنية و فنية ومهنية و ثقافية" لمرحلة تقل فيها الصحة و الحركة و الوقت و المال, و لمرحلة قادمة تزيد الاعباء و القلق و الهموم فيها. نستثمر القوة و النشاط الان في العمل لنغير واقعنا الى الافضل و ليس العكس بمعنى نبني في انفسنا و اسرنا و بيوتنا, لاننا نريد ان نرتاح ما بقي العمر و نتجنب مشاكل حياة قادمة. نستثمر علمنا في بناء مشاريعنا الخاصة, التي توصلنا للاستقلال و الاستقرار الوظيفي كونها وتد الخيمة. نحافظ على صحتنا كون السعادة لا تأتي من بوابة المرض. و اذا فهمنا ان الصحة و التأهيل و المال و الاسرة اهم عوامل الاستقرار المادي, يكون الجانب الديني و الروحاني مهم لتشعر باستقرار نفسي ايضا. مهم ان تستمتع في الطريق, الذي يوصلك للهدف كونه جزء من راس مالك اي عمرك سوف تفقده و ليس توقف حياتك لتستمتع فقط عندما تصل للهدف. هنا نتحدث عن النجاح فقط من هذه الابواب, فان كنت سعيد و مرتاح في بلدك فقلة عقل ان تبحث عن شيء هو موجود عندك.

و نبدأ من الخوف من الفشل في حياة الاغتراب كون الفشل مرتبطة بكل شيء حولنا على المستوى التعليمي او الوظيفي او الاسري او المالي (نقول عنه المشكلة و التحدي) . الفشل لا اجده مشكلة كونه محطة و نقطة انطلاق جديدة و حتى لو ارتكس الشخص من مكان مرتفع ليس مشكلة, اذا تعلمنا من كل اخفاق شيء جديد يرافقنا كدرس, كون راس المال الى هذه النقطة لازال بيدك و ذلك بقصدي بقية عمرك, اي لم تتوقف انفاسك بعد و نحن نقول استمر و لا تكرر الخطأ. ابدأ ثانية من الصفر بلا أي حرج. المشكلة دخول معتركات حياة جديدة في عمرك لا تحكم انت عواملها او تهرب اليها بسبب الضغط او الفراغ و فوق ذلك تظل متذبذب او نائم دون ان تتعلم ان وصولك لهدفك يرجع اليك انت فقط و اقول فقط.

نجاحك في غربتك في تحقيق اهدافك يعود الى عاملين يمكن تبسيطهما بعوامل داخلية متعلقة بك (نقول عن ذلك ادوات المعالجة و التحفيز للطريق), اي تتعلق بقدرتك مثل علمك و اجتهادك و مثابرتك و صلابتك و التي تقتضي اقلها وجود قاعدة صلبة يمكن تبسيطها ب ان لا تكون متذبذب لا بشخصيتك ولا منهجك و لا دينك. تقتضي أن لا تنبهر بالغير هنا و لا تجامل بقيمك و لا تشغل نفسك بالفشخرة و الهدرة الفاضية او النظر للخلف. فان شربت خمر او صرت مرتد فلن يضيف ذلك شيء و لن يفتح لك ابواب و لن يجعلك اشقر و ليس لها مكان في سلم السيفي و سوف تعيش صراع داخلي بموجبه لن تبحث الا على من يشرب مثلك, و ان كنت مرتد سوف تبحث عن مرتد مثلك لتقنع ذاتك ان عالمك هو الصح و بعد سنوات سوف تشعر انك مثل المنبوذ من محيطك. اعرف انك سوف تقول لا يهمني ذلك و لكن سوف تجد نفسك معزول كون الالمان مثلا مجتمع مغلق ليس عنده وقت و سوف تضطر تكون في عالم افتراضي لتحس انك عايش و لك ان تفهم كلامي كما تحب, لكن سوف تجده امامك.

و اذا فصلنا العوامل الداخلية للنجاح اكثر, فهذه يمكن فرزها الى عدم اتباع المنهجية في ادراك الامكانيات, و عدم الالتزام في تقسيم الهدف الى اهداف قريبة صغيرة ممكنة و بعيدة, مع تحديد عامل الزمان, و تحليل المخاطر لكل هدف; و إساءة تفسير المحيط المؤثر و التأثر بالمهذيف و الانشغال بكثرة الكلام, و انتظار معجزات سريعة و عدم الصبر و فوق ذلك قلة الأدب و الاخلاق و عدم احترام الاخرين كما هم و ليس كما تريدهم انت, و الافتقار إلى معرفة تقنيات و عمليات و قوانين حل المشكلة. و عدم كفاية المعلومات حول الهدف, الذي تسعى اليه و ان وجدت فهي اصلاَ تعتبر معلومات سياحية, أو عدم صحة نظرتك او عدم قدرتك على دمج التفكير التحليلي بالتفكير الإبداعي, او عدم قدرتك على ضمان التنفيذ الفاعل للخطوات البسيطة, او انتظار المساعدة من الاخرين للسرعة في تحقيق الهدف.

و حتى تستطيع ان تعرف اول خطوة مهمة لتخفيف معاناتك (نقول عن ذلك الانطلاق) في معتركات قادمة فعليك تعلم اللغة في البلد, الذي تعيشه و حتى و لو كنت كبير او تجد صعوبة او عدم حافز. و اذا كنت في بلدك كنت شيء مهم انت هنا دون تاريخ بمعنى يجب ان تنسى ذلك فان لم تكن معك مهنة فعليك بمهنة تتعلمها بدل ان تظل على الرعاية الاجتماعية و قلتها, و ان كنت في بلدك برفيسور او دكتور او مهندس ليس ذلك مهم بقدر, ماذا يفيدك ذلك هنا لتنطلق؟ و ان كان معك مال فشتري بيت كبير بشقق مختلفة تصرف عليك اقلها, و لا تصدق من يقول لك ساهم بشركة و انت لا تعرف شيء لا بالقانون ولا الاسواق. و اذا كتت شاب تعلم و اقول تعلم مهنة او تأهيل او جامعة فالمانيا بلد لن تكون فيها غني ولن تكون غني اصلا دون ان تكون الافضل. كن منهجياً و اعمل بشكل منظم, و قارن خطواتك كل شهر مع الشهر السابق في تحقيق الهدف, فان لقيت ان حالك المالي و الوظيفي لم يتحسن و انك غير مرتاح و قلق فيجب ان تغيير الكثير في نفسك (نقول عن ذلك التحسين و التعديل و التحقق من صحة المسار). فإذا لم تفهم لغة المشكلة أو إذا لم تملك المعرفة المناسبة لها اعمل مع شخص اخر او اخرين حتى من دون مقابل لديهم قبل التفكير في البحث عن بدائل او بلد جديد لان الامور سوف تكون سجن ممل .

و نصيحة لمن أراد أن يفهم اوروبا (نقول عن ذلك خلاصة تجارب الاخرين), اولا ارتكز بشخصيتك و ثقافتك و دينك كون التقلب سوف يجعلك مثل قصاصة الورق مرة هنا و مرة هناك و تعاني من أمراض نفسية. لا تصدق من يقول أن دينك و ثقافتك يجب تركهم خلف ظهرك, فلي ٣ عقود لم أجد الا ذلك قلة عقل لن تقنع الأوروبي بذلك, لكي يحترمك ولا العربي, بمعنى لا داعي لمثل ذلك معترك. ثانيا اللغة و التأهيل المستمر, و استغلال الوقت و الابتعاد عن الفراغ, و فهم تركيبة القانون و السوق و المجتمع, و البحث عن الإمكانيات في عقولنا و جيوبنا و محيطنا قبل كل شيء, كل ذلك هو الطريق الآمن في الحياة, حتى تستطيع ان تعيش الواقع بعيد عن أحلام اليقظة و تبريرات الفشل. ايضا اذا دخلت اوروبا و كانت عندك اموال معك او في بلدك لا تحدث احد عنها مهما كان لطيف و صديق لك هنا و لو كان تقي و زاهد ولا تفكر بمشروع قبل ان تتعلم لغة و تفهم كيف تدير مالك و ما قلت لك, فباب العلم هو مفتاح الافق. كن حريص على من تشارك حياتك و علمها و درسها لغة لتحمل الاطفال اقلها. مع السنوات سوف لن تجد احد بجانبك الا هي, حتى الاولاد لن يكونوا لك ان لم تحسن تربيتهم و لا يصمد هنا مع اجنبي مسلم الا أسرة على اساس ديني متين لاسيما بعد أن تذهب الصحة و الشباب و الجمال و تظهر مشاكل الحياة مع الأطفال و الشيخوخة أي أبحث عن امرأة تريد أن تعجز و تموت معها, و هذا هو ما قاله رسولنا فاظفر بذات الدين تربت يداك.

و الى هنا كان الحديث عن عوامل داخلية مغيرة انت تتحكم بها, اما العوامل المؤثرة فهي العوامل الخارجية حولك, و التي تتعلق بالسوق كاقتصاد حر يوافق ما بين الخدمات و العرض و الطلب و منظومة القانون و المجتمع و دهاليز الضرائب والاوراق و مؤسسات الدعم للمشاريع للعامة مثلك مثلا و متطلبات الاطفال و الاسرة و الوظيفة, اي خارجية في الاطار المحيط بك لا تتحكم به و لكن الاخيرة يمكن تستفيد منها, اذا فهمت لغة و القانون,او اقلها تخفيف حدتها على انها تعتبر فقط مؤثرة بينما الاولى مغيرة, و العوامل الخارجية تحتاج منشورات مفصلة.!!!!!

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي