ماهي النتيجة بعد خمس سنوات حرب ؟

علي هيثم الميسري
الأحد ، ١٢ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٠٢ مساءً

 

     لا يكاد يمر يوم بليلته إلا بعد أن نكون قد أصبحنا وأمسينا على أخبار المناصب الوزارية ورئاسة الوزراء وأيضاً المحافظين ومدراء الأمن في المحافظات الجنوبية وعلى الأخص المحافظة عدن ، وكل الأخبار التي نقرأها في وسائل الإعلام عادة تكون متباينة لا سيما بأسماء الشخصيات المرشحة لنيل الحقائب الوزارية ومنصبي محافظ عدن ومدير أنها ، ومن يتأمل بنظرة ثاقبة سيجد واحدية المطبخ الإعلامي مع إختلاف أسماء المرشحين ، وكأن الأمر يقبع خلفه مخطط لإشغال الشارع اليمني وبالأخص الشارع الجنوبي عن الإستحقاقات الأولية التي جاءت في إتفاق الرياض وهو الشق العسكري الذي كان الحجر العثرة في تنفيذ (( إتفاق الرياض 1 )) والذي بسببه إندلعت شرارة المواجهات العسكرية في أبين بين الجيش الوطني ومليشيات الإنتقالي ، وبذلك عدنا إلى المربع 1 ونتج عن ذلك إبرام إتفاق الرياض 2 وتذكرنا هذه الأحداث بمباحثات جنيف ومشاورات الكويت وإتفاقية ستوكهولم مما يوحي أن المخرج العالمي قد أعد سيناريو إبن كلب وأبطاله أدوا أدوارهم على الوجه الأكمل .

     قبل خطاب فخامة الرئيس وفي أثناء إشتعال المواجهات في أبين والتي كانت فيها الغلبة للجيش الوطني لإختفاء مريم المنصوري الإماراتية في الأجواء سمعنا عن مطالب ووساطات لإيقاف المعارك وعودة الطرفين لطاولة المفاوضات لتنفيذ إتفاق الرياض ، كنا حينها نسمع أن فخامة الرئيس كان موقفه صلب وقوي في هذا الشأن وإجابته كانت شرعية وواقعية وهي عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه .. وتتلخص بسقطرى والأموال المنهوبة والإدارة الذاتية ، وما نسمعه اليوم ونقرأه كله يُصب في تقاسم المناصب ويخلو من ذكر النقاط الثلاث بالإضافة إلى الشق العسكري الذي يأتي أولاً في تراتبية تنفيذ الإتفاق ، والسؤال الذي أسعى للحصول على إجابة له : هل بعد الإتفاق على وضع التشكيلة الحكومية وجاهزيتها لحيز التنفيذ سَتُنفَّذ أولاً مطالب فخامة رئيس الجمهورية الشرعية فيما يخص سقطرى والأموال المنهوبة والإدارة الذاتية بالإضافة إلى تنفيذ بنود الشق العسكري قبل الشروع بإعلان الحكومة الجديدة المتفق عليها ؟ ، من لديه إجابة على سؤالي هذا أرجو أن يحتفظ فيه ولا يخبرني به لإنني سبق وأخبرت بأنه لن ينفذ إتفاق الرياض .

     فليعلم الجميع بأنني لا أكترث لما يُنشر من أخبار ولا أقتنع بها أو أصدقها ولي رأي آخر مغاير تماماً بأن الأزمة اليمنية كلها قد وضع المخرج العالمي السيناريو الخاص لها ولفترة زمنية قد تطول أو تقصر إلا أنني على ثقة بأنها ستنتهي حتى تتحقق الأهداف المطلوبة ، وسبب المضي قدماً بتنفيذ السيناريو بكل سلاسة ليس لإتقان الأبطال في أدوارهم بل كان السبب الرئيس هو التشرذم وإنعدام الوطنية وحب الذات والسعي لتحقيق المصالح الخاصة للإثراء وترك مصلحة وطننا الحبيب وشعبنا العظيم في مهب الريح ، فهؤلاء باعوا أنفسهم بتراب الفلوس لهذه القوى وجعلوا من أنفسهم أدوات رخيصة مقابل محاربة الحكومة وعرقلة عملها ، وأولئك إرتهنوا لذلك الطرف بفتات يأتيهم مقابل تنفيذ المخطط القذر وآخرين أُطبِقَت أفواههم وإلتزموا الصمت لكل الإنتهاكات والتجاوزات التي تتم وكأن لسان حالهم يقول هذه الأمور لا تعنينا .. فتباً لكل العملاء والخونة والمرتزقة والجبناء .

     بعد خمس سنوات حرب أكلت الأخضر واليابس وشردت عشرات الآلاف من الشعب اليمني وأودت بحياة عشرات الآلاف من شباب اليمن ونسائها وشيوخها وأطفالها ، ودمرت البنية التحتية وتدهور الإقتصاد وأوقفت دور الحكومة من القيام بمهامها وتوقفت منشآت النفط من الإنتاج والتصدير وباتت المطارات والموانئ خاوية على عروشها ، كل ذلك كان في الوقت الذي كنا نحارب فيه مليشيا الحوثي الإنقلابية للقضاء عليها حتى أزفت الساعة الذي خُيِّلَ إلينا بأننا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الهدف وجدنا أنفسنا أمام مليشيا الإنتقالي الإنقلابية نتفاوض معها على تشكيل حكومة تشاركنا فيها تحت يافطة عريضة إسمها إتفاق الرياض مشابه لإتفاق السلم والشراكة ، وهنا يلوح سؤال هل كل ذلك أمر طبيعي أم أن هناك خلف الأكمه سر عظيم أو كما يقال إن وراء الأكمة ما وراءها ؟ .. للإجابة على هذا السؤال إنتظروني في مقال آخر يتحدث عن فرضة نهم في الشمال وتبة أبين في الجنوب والمجلس السياسي في الشمال والإدارة الذاتية في الجنوب .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي