اليمن تتكون من 41 الف خلية !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاثنين ، ٢٩ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٥:٢٨ مساءً

وصل تعهدات المانحين لمساعدة اليمن منذ ٢٠١٥ الى اكثر من ٧ مليار دولار غير المساعدات الاخرى. لم يتم الاستفادة منها كونها تتحول الى سلع و مستلزمات بيد المنظمات الدولية, و نظل ندور في نفس دائرة التركيز على الجانب الاغاثي. لم تطرح الحكومة اي بعد تنموي مستدام في اي مؤتمر الى اليوم, مما جعل العالم ينظر لنا حكومة و شعب اننا نفتقر الى الرؤية و القدرة نكون ناضجين في ادارة احوالنا. حكومة متسولة تصرخ و تطلب فقط سلات غذاء و بشكل طارئ. كان يجب على الحكومة إنشاء كيان معني بالمبادرة بإدارة المنح الخارجية لاحداث تنمية مستدامة بالشراكة مع الخارج, و عني اعرف فرق يمنية بكفاءات رائعة تستطيع ان تحمل تلك الراية مع مشاركة المغترب اليمني و القطاع الخاص كمستفيد ايضا و هنا يكون مهمة الحكومة, اي من ٧ مليار لو تم اقتطاع ٣٣٣ مليون دولار لتم بناء ٦٦٦ سد في ٣٣٣ مديرية في الجمهورية بمعدل ٢ الى ٣ سدود و بذلك لا نحتاج لسلات الغذاء الطارئة, و لو انفق نفس المبلغ لشراء قوارب صيد و شبكة نقل, ان اليمن فتحت مصدر امن غذائي بحري للاستهلاك و التعليب و التصدير بمشاركة القطاع الخاص. يجب على الحكومة ان تخرج من اسلوب العمل المألوف كون المرحلة تقتضي خطط استثنائية مع ارتفاع حالة المعاناة, حيث يجب التركيز انه معنا ما يقارب ٤١ الف قرية في اليمن بمعنى الشعب اليمني في القرى, فما هو ممكن اليوم لن يكون سهل التحقيق غدا.

 

اخيرا لفهم الفكرة ابسطها ففي المخ يوجد اكثر من ١٠٠ مليار خلية عصبية, ان اشتغلت كل خلية بدون تنسيق لن يستطيع الانسان يفرق الا بين ابيض و اسود, بينما عملها و انسجامها و تشابكها هي من جعلت هذا الكائن اذكى مخلوق بعواطفه و ابداعه و تقمصه الوجداني و هذا يعني الترابط و التنسيق و التكامل من يقود الى نتيجة ان محصلة الكل اكبر بكثير جدا من مجموع ناتج الاجزاء كلها عندما تظل متفرقة و دون تكامل و تنسيق و استفادة مما يحيطها. و يمكن الوصول لنفس المحصلة لو نظرنا ان اليمن تتكون من ٤١ الف قرية ان تم الاهتمام بتحويلها الى قرى منتجة غير مستهلكة نكون احدثنا تنمية. و ترابطها هو بناء سدود و قنوات ري و دعم لإستغلال وقت فراغ الناس هناك بما ينفعهم و ينفع الدولة. المحصلة الكلية سوف تكون هنا انتاج زراعي و حيواني و سوف تكون مكافحة الفقر و محاربة البطالة و القضاء على بؤر الصراع و بؤر استقطاب شباب الريف لمشاريع القتل, المحصلة الكلية سوف تفتح طرق للحياة و التعايش و سوف تحول الريف الى خلية نحل و منتجع و سوف تجعل اليمن محمي غذائيا و يصدر ولا نحتاج سلات غذاء الى الابد, نركز بعدها على رؤية اخرى تنقل الريف الى هذه الالفية .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي