لمن لا يجيد القراءة بين السطور" أوضح" ..؟!

د. علي العسلي
السبت ، ٢٧ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٧:٤١ مساءً

إن اخطاب الأخ الرئيس المشير /عبدربه منصور هادي قد جاء بعد طول غياب وانقطاع عن الظهور التلفزيوني ،وخروج اشاعات وتمنيات له سيئة من خصومه ؛ فالحمد لله على أن رئيسنا بكامل صحته قوته وعنفوانه وصلابته ولا يزال محافظا على اصالته وثوابت شعبه ..؛  ثم أن الخطاب الذي القاه الرئيس جاء أثناء لقائه بهيئة مستشاريه ورئيس وأعضاء هيئة رئاسة مجلس النواب، وبحضور نائبه الفريق الركن علي محسن صالح ورئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، هذا الخطاب وهذا الاجتماع جاء بعد أسابيع من تسريبات المواقع الصفراء من الرئيس لم يعد موجوداً ومن انه تحت الإقامة الجبرية ومن أن هناك مشاورات تجري لتمكين هذا أو ذاك ممن اجتمعوا هذا اليوم بالرئيس الشرعي الوحيد، ففيه  بحد ذاته رد على من تناول الرئيس وصحته ووضعه في اقامته وحريته الدستورية والسياسية وعلاقاته باركان حكمه وبالأحزاب السياسية وعدم مقابلتهم ومنذ أمد ؛ وفيه رد على من يقول أن صف الشرعية بات ممزقا ومنقسماً؛ ومن أن الشيخ سلطان البركاني يسعى لتنصيبه رئيسا ،ومن قائل من أن الدكتور معين عبد الملك لم يعد على توافق مع الرئيس وأنه يعمل مع الامارات والانتقالي ضد الرئيس وان هناك محاولات لنقل صلاحيات الرئيس إليه..؛ هذا الاجتماع رد على كل تلك  التخرصات  والاشاعات ..ها هم معه وها هو يلتقي بهم بكامل صحته واستقلال قراره ؛  وأظهر من أن الجميع يعمل وفق توجيهات وتوجهات الأخ  الرئيس، وبيّن الخطاب أن الرئيس هو المسؤول المسؤولية المباشرة عن كل الملفات .. السياسية والعسكرية والادارية...! يقول الأخ الرئيس: "إن غاياتنا واضحة، نريد يمن اتحادي آمن ومستقر يعيش أبناؤه في ظل دولة عادلة رشيدة، دولة المساواة، وحددنا لذلك نضالاً وطنيًا شريفاً لإنهاء الانقلاب الذي تقوده المليشيا الحوثية الإيرانية واستعادة الدولة واستئناف مسارنا السياسي التوافقي؛ سلاماً عادلاً شاملاً يقوم على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرار الأممي 2216 والقرارات ذات الصلة". لمن لا يجيد القراءة بين السطور.. أوضح:   أن الرئيس وفريقه والتحالف لهم غايات محددة وواضحة " إنهاء الانقلاب ومشروعه المستورد من خلف الحدود"  والذي فيه خطر على اليمن والمنطقة كلها ..ثم أن اليمنين يناضلون نضالا شريفا ..بمعنى لا  يخذلون ،لا يخدعون ،لا يمكرون ، لا يتآمرون  ولا يتعاملون  بوجهين او عدة وجوه..!؛  وأن نضالهم مبتغاه هدف وغايات سامية "يمن اتحادي آمن ومستقر،  يعيش أبناؤه في ظل دولة عادلة رشيدة، دولة المؤسسات" هل أحد من سواد  الشعب اليمني  الصابر المحتسب لا يرغب ولا يناضل من أجل يوم الخلاص يوم أن يتحقق هذا الكلمات المعبرة والصادقة من رئيس جمهوريتنا الذي نتمنى على يديه كل الخير لليمن واليمنين ؛ نعم! من أجل بلوغ هذه الغايات ضحى الشعب اليمني ولا يزال عنده من الاستعداد والصبر  النفس الطويل  حتى تحقق جميع اهدافه وغاياته التي اعلن عنها الرئيس في اجتماعه اليوم والتي هي خلاصة الخلاصة لحوار اليمنين في موفنبيك..!؛  ثمّ قد يقول قائل وقد يعتب أو يتهم الرئيس بالتواطؤ عندما خاطب الرئيس الانتقالي بأبنائه؛ او قد ينتقده كونهم متمردون؛ فعلى من ينتقد ..نقول له هذا رئيس كل اليمن المؤيدين والمنقلبين والمتمردين  وبالتالي لابد أن يدعوهم وهو صادق كأب لليمنين جميعهم يحب لهم الصلاح والعودة إلى جادة الصواب وإعمال العقل ،وينصحهم بخطاب غير مستفز ، وليس بغريب عليه وعليكم فقد وافق على اتفاق الرياض الذي يشركهم في الحكم فتبخلون عليهم بأن يقول لهم "ابنائي"..!

إن الرئيس وشرعيته ليسوا هواة حروب يريدون إطفاء كل الحروب بما في ذلك مع المنقلبين لو التزموا بالمرجعيات الثلاث؛  ولذلك تتعامل القيادة مع الانتقالي  بشيء من الدلال مثلها مثل المملكة ،والغرض هو سحب البساط من تحت مشاريعهم الصغرى والسعي لإعادة دولة الامارات عن خياراتها التي اتجهت بها "مناكفة" لبعض القوى المتواجدة في قلب الشرعية، ولكي يحافظ الجميع على مسار التحالف وأهدافه المعلنة ويفوتون الفرصة عن الذين يبحثون عن تفكيك التحالف العربي وإنهائه؛  لان ذلك بالمحصلة سيسهل للانقلابين القضاء على الشرعية ومن اختلف معها وخالفهم على حد سوى ..فقال الرئيس في خطابه بهذه الجزئية : "لقد جاء قبولنا لاتفاق الرياض، وضرورة تنفيذه بشكل كامل كما ورد في آخر مادة فيه دون انتقاء او تجزئة، منبثقاً من قناعتنا الراسخة بأنه يمثل المخرج الأمن لإنهاء أسباب ومظاهر وتداعيات التمرد المسلح في العاصمة المؤقتة عدن، وبعض المناطق المحررة، وبما يغلب المصلحة الوطنية العليا، ويوحد الجهود لمواجهة الانقلاب الحوثي، واستيعاب الجميع في إطار الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية ،إلا أنه للأسف تعثر تنفيذه لفترة طويلة نتيجة استمرار الممارسات التصعيدية التي كان منها إعلان ما يسمى (الادارة الذاتية) وما ترتب عليه وكان آخرها ما شهدته محافظة أرخبيل سقطرى من تمرد على الدولة ومؤسساتها واعتداءات على مواطنيها الأبرياء المسالمين ، هذه الجزيرة المسالمة الآمنة التي لم تطلق فيها رصاصة واحدة". في خطابه توصيف دقيق للانتقالي بانه متمرد ومن أنه يتلقى الدعم والاسناد بأسلحة نوعية ومتطورة لم تعطى للشرعية لقتال الانقلابين، ففي الخطاب أيضا رفض تجزئة تنفيذ اتفاق الرياض؛ ونقد للإمارات وإن لم يسميها ، وهي التي زودت الانتقالي بالسلاح النوعي في المكان الخطأ الذي لم يطلق فيه رصاصة واحدة " سقطرى" وكان الاجدر بتلك الآليات والمعدات أن تكون  للشرعية وفي مكان اخر حدده الرئيس بخطابه الهام هذا ..!؛  ثم يحلل الأخ الرئيس بأن من يحتكم الى استخدام السلاح لفرض مشاريعه أو رأيه لم ولن يحقق أي هدف أو غاية.. ثم ارسل رسالة لا تحتمل اللبس او التأويل بأن من يعتقد بان تسليحه سيسمح له بما يحلم من مشاريع؛  فإنه واهم وستتحطم  أحلامه على صخرة وصمود الشعب اليمني، صاحب الحضور الطاغي في المشهد ،وصاحب الوعي والضمير اليقظ الذي يدرك المؤامرات  ومستعد للعطاء الدائم في الدفاع عن النظام الجمهوري وكل المكتسبات الوطنية وان هذه القوى المتمردة لن تنتصر على الشعب مهما حاولت..!؛  يقرأ من الخطاب أن الرئيس والوحدات العسكرية المرابطة "موقفهم واحد" ؛ بل أن الوحدات العسكرية بكافة صنوفها لا تتلقى التعليمات والتوجيهات إلا من القائد الأعلى للقوات المسلحة ؛ وقد اصدر القائد الأعلى في خطابه اليوم "وقف اطلاق النار في ابين" وفي اعتقادي أنه جاء  بناءً على وعوداً _ربما_ تلقاها الرئيس كما يظهر ذلك في ثنايا الخطاب وبين سطوره عندما قال "وجهت بالالتزام التام بوقف اطلاق النار في ابين استجابة لجهود الاشقاء ولإتاحة الفرصة لإنهاء التمرد على الدولة ومؤسستها  واستئناف تنفيذ الاتفاق " واضح وضوح الشمس من ان توجيهه قد جاء بناء على وعد وتعهد من المملكة راعية التحالف واتفاق الرياض من انها ستنهي التمرد بدون استخدام السلاح؛  وهذا هو المطلوب والمرغوب اصلاً..!؛  بين خطاب الرئيس من أن الرئيس متابع ومدرك كل التحديات والمعاناة ،ومتابع دقيق لكل الجبهات، فحيا الجيش والمقاومة وهو يعرف بطولتهم وتضحياتهم ،ثم هو مدرك ومتابع الظروف الاقتصادية السيئة، وقصور السلطات ونقص الخدمات ويعي ويتابع تفشي وباء كورونا وكيف ان المليشيات في الجانبين تعيق مؤسسات الشرعية عن القيام بمهامها، ثم لمن يقول أنه غير ديمقراطي ففي الخطاب مطالبة لتظافر الجهود من كافة أبناء الشعب وقواه الحية والسلطات المحلية والمركزية وتعزيز وتفعيل قنوات التواصل مع الاشقاء والأصدقاء بما يأتي بالخير ويخفف وطأة المعاناة والتحديات وإرساء دعائم الدولة ويعزز من وضعها "اقتصاديا وصحيا وتنمويا وامنيا" ..!؛ واضاف "ان هذه المهددات والمخاطر التي تواجه الوطن تقتضي من كافة الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية الاضطلاع بدورها في تمتين الصف الوطني، وتعزيز لحمته، والترفع عن المناكفات الصغيرة والمواقف قصيرة النظر فالتاريخ لن يرحم أحد، وعين الشعب مفتوحة وتراقب كل شيء ،هذه بلادنا جميعاً، هذا وطننا، أمانة في أعناقنا، وواجب علينا جميعا الحفاظ عليه، شامخا، جمهوريا، اتحادياً من ميدي إلى المهرة، ومن صعدة حتى حضرموت". لا فض فوك فخامة الرئيس بقي أن نطلب منك أن تصرف رواتب الموظفين.. فالله الله عليهم فما احوجهم في هذه الظروف التي اشرت اليها لرواتبهم لمواجهتها ...!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي