لوطني ويوسُفَ ... نفسُ القصة !!

كتب
الاربعاء ، ٢٥ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٢١ صباحاً

 

بقلم:  - منال الأديمي
في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن تنسيق الحوار، وصرف أموال في سبيل التهيئة للحوار ... والمراشقات بين مؤيدي ومعارضي الحوار ومابين ثوار الأمس ومتوافقي اليوم وتنسيقية الثورة ...تزداد جموع الفقراء وساكنو الأرصفة والشوارع وتتعاظم مأساة نازحي أبين وأرحب خصوصاً بعد العودة إلى أرضهم المحروقة ، في الأولى بذريعة الانتصار للشريعة القرآنية ،والثانية الانتصار للشرعية الدستورية على الرغم من أن القرآن والدستور منهم براء .
مأساة الباحثين عن قوت لهم في القمامة أو عن خردة قد تباع بلا ثمن , حتى هؤلاء لم يسلموا فقمامة اليوم ليست كقمامة الأمس ، قمامة اليوم التي إذا رأيتها لوليت من الرائحة فراراً، ولملئت من الذباب رعباً ...
يزول رعبك وتبدأ بخفض يديك التي كادت تكتم أنفاسك من تلك الرائحة الكريهة ، تقف خجلان أسفاً، تخنقك العبارات حين ترى ذاك الطفل الجائع يبحث في القمامة عما يأكل...
لك كل دموع القلب يا صغيري وعليهم ما يستحقون من لهم كروش منتفخة مملوءة بزادك،ومستقبلك ينوء بحملها أولو العصبة، لم تكن هذه المرة الأولى التي أرى فيها من يبحث في القمامة عما يسد بهِ رمق جوعه ،لكنها المرة الأولى التي أرى فيها أحداً يستطيع الاقتراب من تلك الرائحة الكريهة هو الجوع كافر يا صغيري وهم في قصورهم شباع بجوعك غير مبالين .
لم تعد الرائحة تخنقني فقد أنزلت يدي من أنفي وتركت نفسي تعاني بعضاً مما يعانيه ذاك الصغير.
تباً للساسة ،والسياسة ، الذين لم يكن جوعك في مقدمة أجنداتهم،قبلها بأيام أستوقفني خبر الفتى الصغير (نهاري محمد علي النهاري 13 عاما) الذي اختطف عقب مجزرة بنك الدم في العام الماضي ،غُيب نهاري ،وعُذب ،ورُمي مؤخراً على قارعة الطريق لا يقوى على السير والنظر ، على جسدهِ آثار تعذيب ،يؤكد نهاري أنه لم يكن الوحيد في ذاك المعتقل حين يروي بعضاً من عذاباته في ذاك الجحيم.
أي قلوب يحملها معذبوك نهاري ،و أي وفاق هذا الذي تركك في عذاباتك كل تلك المدة من بعد المبادرة ،حتى تلك اللحظة التي رُميت فيها مغشياً عليك ، على قارعة الطريق ليلاً مع العلم أن من حمل حقيبة الداخلية سُوِق له أنه ممن جاءت به الثورة لكنهُ الوفاق نهاري ....!
ترى هل توافقوا على أن لا يتوافقوا؟؟ !!!
منذ المبادرة والمماطلة وبدء التنسيق للحوار لم تكن نهاري ومثلك الكثير من المعتقلين الذين مازالوا في الاعتقال والتعذيب من أولويات المتحاورين لم يغير عليكم الوفاق حالاً كما هو علينا واستمرار عذابكم سيصيب حوارهم في مقتل.
مع كل هذا الضجيج والضياع والخلاف وعودة تمرغ أصنام ثورية صنعتها الثورة بالصنم الأكبر الذي أسقطته الثورة يأتي صوت أمل غدا منسياً ، اسمه تنسيقية الثورة ...
حين منحت مهلة قوامها أسبوع بإقالة بقايا العائلة، هذه المهلة أعادت للتنسيقية مجداً زال وبعثت الحياة في ثورة وثوار كانوا قد يئسوا منها بعد توالي تسميات(جُمع مهلنيش)، هذه المهلة هي أيضاً فرصة لنا كشعب لنثبت أننا ماضون في استعادة وطننا الفقيد كاملاً وغير منقوص.
ليوسف , ووطني ...نفسُ القصة
كلاهما أُسقط غدراً ..الحفرة
وعشاءً تباكى عليه الإخوة !!!
وكلاهما كان الحبُ عليه ِ...أكبــرُ نقمة
ليوسف , ووطني نفسُ القصة ..
فكلاهما على بلاط الملك ....
ضاعت حقيقة أمره ,وسُجنْ زوراً حُلُمه
ليوسف , ووطني نفس القصة ....
ووحدها زليخة ببوحها الحقيقة ....
ستفكُ أبواب سجنه !!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي