خمس سنوات حرب ولا زلنا في طور الإدانة

علي هيثم الميسري
الاربعاء ، ١٧ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٥:٣٦ صباحاً

 

     خلال شهر واحد فقط نهبت مليشيا الإنتقالي 90 مليار و 500 مليار ريال يمني ولم نجد من مسؤولينا الأكارم إلا الإدانة والإستنكار .. فقبل أسابيع قلنا في مقال بأن مليشيا الإنتقالي التي أعلنت الإدارة الذاتية ستنهب البنوك بمجرد أن أعلنت حظر التجوال لثلاثة أيام متتالية وبالفعل نهبت من البنك المركزي 10 مليار و 500 مليون فكان رد الفعل من مسؤولينا المعنيين صارماً وحاسماً فأعلنوا إدانتهم لهذا الفعل المشين ووصفوا أولئك بأنهم مليشيا خارجين عن القانون .

     وفي الأمس القريب إستولت مليشيا الإنتقالي مجموعة حاويات بداخلها 80 مليار ريال يمني كانت قابعة في الميناء وأيضاً سمعنا نفس خطاب الإدانة والإستنكار ، مع أن الثمانين مليار كانت في الميناء في الوقت الذي تم فيه نهب العشرة مليار و 500 مليون من البنك ، والمعنى أنه كان ينبغي من المسؤولين المعنيين بسحب مبلغ الثمانين مليار لمكان آمن بمجرد نهب المبلغ من البنك بدلاً من الإكتفاء بخطاب الإدانة والعودة إلى المضاجع .

     عندما أعلنت مليشيا الحوثي بما يسمى الخُمس إستيقظ من مضاجعهم نفس أولئك أصحاب خطابات الإدانة والإستنكار ليمارسوا هوايتهم ويعلنوا عن خطاباتهم المعتادة ، فالتسعين مليار قد ذهبت لمليشيا الإنتقالي لتحارب بها جيش الشرعية في أبين وخّمس الحوثي قد طبقته المليشيا في مناطق سيطرتها ولا تزال خطابات الإدانة حبر على ورق في أدراج مسؤولينا الأكارم وهلم جرَّا ، وبلا شك عن قريب سنسمع خطابات إدانة أخرى لأفعال إجرامية أخرى لمليشيات الحوثي والإنتقالي ، ولن نسمع أي خطاب موجه لصانع هذه المليشيات والداعم الرسمي لهم في البقاء أقوياء حتى اللحظة .

      بعد خمس سنوات حرب وقعت بها تجاوزات من قـِبـَل أطراف في التحالف أوصلتنا إلى أكثر ما يمكننا فعله أو على الأحرى مسموح لنا فعله هو صياغة خطابات إدانة وإستنكار منمقة في إعلامنا الرسمي أو على صفحاتنا التويترية أو الفيسبوكية ، أما آن الأوان لنا أن نتجرأ ونوجه خطابات إدانة وإعتراض وإستهجان وإستنكار لمن كان سبب في إيصالنا إلى هذا الحال ؟ أما آن الأوان لنا أن نخجل ولو قليلاً ونستشعر بمعاناة الشعب اليمني الذي أنهكته المليشيا في الشمال والجنوب وأثقلت كاهله وزادته عبئاً للحصول على لقمة عيشه ومن يعيلهم ونقوم بمسؤولياتنا تجاهه ؟ .

     فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أوكل المهام لكل مسؤول ومنحه الثقة ليقوم بمسؤولياته على أكمل وجه ، فلا تقولوا لي أن المسؤولية يتحملها فخامته لإنه ببساطة لا يعلم الغيب في ضمير كل مسؤول إن كان أهلاً للثقة من عدمه ، وليس من المعقول أن نحمل فخامته إخفاقات أو فساد هذا المسؤول أو ذاك ، وقد شاهدنا خلال الفترة الماضية أن فخامته أقال الكثير من المسؤولين الذين أخفقوا أو خانوا الأمانة لمجرد أن وصلته معلومات مؤكدة ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر قيادات الإنتقالي الذين أقالهم بالجملة وليس بالتجزئة فذهبوا ليعلنوا عن تأسيس مجلسهم بإشارة من دويلة الشر .

     وأخيراً مليون تحية وتقدير لكل مسؤول رفع صوته عالياً وأسمع من به صمم لكل التجاوزات بغطرسة وعنجهية التي قام بها هذا الطرف أو ذاك من أطراف التحالف ، وألف تحية لكل مسؤول إنتقد ولو على إستحياء تلك التجاوزات بخطاب رسمي أو على صفحته بوسائل التواصل الإجتماعي ، وألف مليون لعنة من لعنات الشعب اليمني لكل مسؤول غض طرفه أو غَطَّ في نومه كنومة أهل الكهف عن كل ما يجري لسيادة بلده ، ولا يستيقظ من نومه إلا ليذهب آخر الشهر ليستلم راتبه ولا يفتح عينيه إلا ليعد راتبه إن كان ناقصاً .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي