ذكرى الزمن الذهبي" السادسة والأربعين" لحركة الــــــ 13 يونيو التصحيحية ...!

د. علي العسلي
السبت ، ١٣ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:١٠ مساءً

اذا سألت أي شخص عاصر الشهيد ابراهيم محمد الحمدي وقلت له ترى متى كان  الزمن الذهبي في اليمن؟؛ متى كان الزمن زمن الخضر في اليمن ؟!؛ لأجابك من دون تفكير وبسرعة البرق  وبنهدة إنه زمن الشهيد ابراهيم الحمدي، ويضيف قتلوه.. الا لعنة الله عليهم.. قتلوه الأوغاد، قتلوه أعداء اليمن..

قتلوه وهو في ضيافتهم.. إنه يوم الخزي والعار لهم ولفعلتهم النكراء من قاموا بالقتل ومن خططوا ومن مولوا ومن وجه.. قتلوه في الحادي عشر من أكتوبر ١٩٧٧، هذا اليوم هو اليوم الاسود..  هو يوم العيب "المحدش" بالعرف القبلي وهو يوم "الحادي عشر" في التاريخ الميلادي من أكتوبر ١٩٧٧م تاريخ لا يحب ذكره اليمنيون لأنه يوم اسود لم يأتي لهم الخير من بعده..!  

لقد حكم الشهيد ابراهيم الحمدي اليمن  من 13 يونيو 1974 وحتي 11 اكتوبر 1977 "تاريخ الغدر به وقتله" ، بقتله قتلوا وطن، وبقتله الجبناء الحقراء قتلوا اليمن .. رئيسنا الشهيد  اول عمل عمله بعد أن تولى الحكم أن منع  صُوَرِه من أن تعلق في المكاتب و يكون محلها لفظ الجلالة ..!؛ ثلاث سنوات ونصف حكم فيها الرئيس الحمدي، فحقق فيها ما لم تحققه الدول بعقود، وأهم ما حقق لليمنين رد الاعتبار لهم ولكرامتهم أينما حلوا ووجدوا في الداخل أو في الخارج، ولعلّ البطحاء في الرياض تشهد على ذلك عندما كان العامل اليمني يرفع رأسه ولا يبالي ويفرض اجوره ولا يمتهنه  أو يهينه  احد..؛ 

لقد تحقق على يد ابراهيم الحمدي النهضة الشاملة و التنمية المستدامة والتنمية الريفية المتكاملة، فارتفع معدلات النمو والانتاج، واستقر سعر العملة وارتفعت مؤشرات الاقتصاد بأرقام قياسية،اتدرون أن اليمن في نهاية عهده كان مقرضا للبنك الدولي؟! أين هي الآن؟ وأين مرتبتها في الدول إنها في ذيل القائمة.. أليس كذلك؟!.. نحق نهضة تعليمية وصحية واقتصادية  في زمنه، والسبب هو مشاركة المواطن الدولة  بصنع القرار والتنفيذ عبر لجان التصحيح وعبر هيئات التعاون الاهلي للتطوير، فتم شق الطرق بالأيدي قبل الألة، وبنيت المدارس والمستوصفات  من قبل مساهمة الأهالي والمغتربين قبل الدولة في مختلف القرى والعزل  والمديريات والمحافظات  والتي  لا تزال شاهدة على الفترة الذهبية بالرغم من محاولة تغيير الأسماء لتلك المنجزات؛ الا انها بقت محفورة في عقول وقلوب الأجيال جيلاً بعد جيل..!؛ نعم! حركة 13 يونيو التصحيحية قادها الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي الباقي حياً ما بقي الدهر بروحه في قلوب كل اليمنين شمالاً وجنوباً ،شرقاً وغرباً.. لقد تنبه الخبثاء أن اليمن سينهض بسرعة البرق لو بقي ابراهيم رئيساً، فاسرعوا وخططوا ومولوا  وقتلوا ابراهيم الذي كان رجل بأمة "رحمة الله تغشاه" نم قرير العين يا أبى اليمنيين  ..!؛  تم اغتياله في الــــ 11 من  أكتوبر 1977،وباغتياله اغتالوا الوطن والذي لا يزال يعاني ومهدد بوحدته واستقراره .. ويراد تقسيمه واستمرار اقتتال أبنائه ليس على اهداف وطنية عليا، وانما وفقا لمشاريع صغيرة وصغرى، ولأجندات خارجية " إقليمية ودولية" ..رحم الله الشهيد إبراهيم محمد الحمدي في الذكرى السادسة والأربعين على قيام حركته التصحيحية  المباركة والتي بأهدافها واتجاهاتها لا تزال مطلوبة، فاليمنيون بأمس الحاجة إليها ،خصوصا وقد وصل الحال إلى الحد الذي وصل إليه من "الجوع والحروب والاقتتال ولا يزال ينزف" ،واليمن "انساناً وارضاً وبحراً وجواً" لا يزال مهدداً بالتمزق والتفتيت، وهو فعلاً  بحاجة  لرجل استثنائي كالحمدي يعيد البوصلة، ويصحح المسار ،وينفذ أمال وطلعات الجماهير.. نسأل من الله أن يبعث الله من بين اليمنيين من يكون قولا وفعلا كالقائد ا" براهيم" فاليمن بأمس الحاجة لمثله في هذا الظرف العصيب من تاريخ شعبنا ..!؛  ولا بأس أن تستعرض معكم في الذكرى السادسة والأربعين لحركة ١٣ يونيو  بعض الانجازات الحركة للاتعاظ والعبرة والاقتداء إن كان هناك من قيادة وطنية تريد أن تقتدي..؟!؛ فقد استهدفت الحركة  من أول لحظة لانطلاقها التنمية كمنهج وطني يتفاعل مع المجتمع بكل قطاعات..!؛ فهل هذا النهج والمنهج  موجود الآن ...؟! ؛ أم أن التفكيك والتفكك والنخر في النسيج الوطني الاجتماعي هو السائد والوضع برمته يحتاج لقائد محنك يوقف المهازل ، ويوقف العبث بوحدة وتاريخ ومصير  هذا الشعب العظيم ..؟؛ لقد وصل الحال بنا باليمن  لقعر التخلف والاستعباد والتمييز وتمرير قوانين ولوائح غرضها النهب، نهب الشعب على اساس سلالي  مقيت، نعم! كل شيء بات في اليمن مستورد من الخارج من الشعار وحتى المعتقد، واليمن صار مهدد بهويته الوطنية الجامعة ، ومهدد استقراره وتطوره وازدهاره ،فاليمن السائد فيه الآن  الحرب وليس غير الحرب والاحتراب، والمجتمع كله مستنفر للحروب والاقتتال وشبابنا يذهبون ضحية هذه الحروب، و التخريب على أشده،  و التدمير بلغ ذروته، والاغتيالات والفوضى وكورونا والأوبئة تعصف باليمنيين عصفا  ،وكأن الوضع يشبه إلى حد كبير بما كان  قُبيل طلوع الحمدي و انطلاق حركة 13 يونيو التصحيحية المباركة  من العام 1974، فلقد استطاع الرئيس "ابراهيم" رحمة الله عليه أن يحوّل الطاقة السلبية الى طاقة إيجابية للبناء من خلال التعاونيات ،فقد ترك اليمنيون معاول الهدم وحملوا معاول البناء عندما وجدوا القائد الضرورة، فصدفوه وتفاعلوا معه..!؛.. أهـــ ما أحوجنا لمثلك يا شهيدنا القائد العظيم يا ابراهيم الحمدي ..!؛  نعم! تحدث عملية التنمية حين يكون الانتماء للدولة أقوى من الانتماء للأسرة والقبيلة، وحين يكون هناك تلاحم بين القيادة السياسية والمجتمع، وحين تكون القيادة هي من تصنع القرار الذي يستجيب لتطلعات الشعب ويحقق طموحاته...!؛كل هذه المفاهيم انطبقت كلياً على  حركة 13يونيو 74م ؛ المنصفون وحدهم من سيقول ذلك.. لقد حقق مستوى تنفيذ البرنامج الثلاثي الانمائي الأول 73/74-75/76م نمواً حقيقياً قدره 12.6% في المتوسط سنوياً، وهذا يزيد على ضعفي الهدف الذي توخاه البرنامج، وهو 6% سنوياً..!؛  .. لدينا رصيد إنجازات عملاقة لمن يريد أن يقتدي ويتمثل؛ وفقا لحزمة الانجازات التي حققتها الحركة، فمعظم  ما تملكه الدولة الآن  تم شراؤه وتخطيطه في فترة حكم  الحمدي وعلى الشرعية مراجعة حزمة الانجازات التي حققتها الحركة التصحيحية في شتى المجالات وتتبنى بعضها وتقوم بتطوير وتحديث البعض الأخر، فنحن بحاجة للاستذكار والاستئناس بالحركة ومنجزاتها  لنعيد ما ينبغي اعادته وتطوير ما يحتاج تطويره وخاصة ونحن نسير نحو تحقيق الدولة اليمنية الاتحادية بأقاليم ..نستذكر الفترة الذهبية عند اليمنين وهم يتطلعون لمثلها أو أحسن منها والشعب الذي يذكر الرئيس بكل حب قادر أن يتجاوز التحديات ويصنع المستحيل.. !؛

الحجر الصحفي في زمن الحوثي