اليمن الغني الفقير  ؟

عبدالناصر العوذلي
السبت ، ١٣ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٠٨ مساءً

 

قاتل الله النظام الذي حكم اليمن لعشرات السنين الماضية كيف أوصلنا إلى حافة الفقر والعوز ونحن نمتلك من مقومات الحياة الرغيدة الكثير .

هذه بعض الجزر اليمنية التي لا يوجد مثلها في العالم من حيث الجمال الآسر للطبيعة والمناخ كنا نستطيع أن نكون الدولة السياحية الأولى عالميا وأن نحقق دخلا  قوميا من الصناعة السياحية يكفينا من خلاله  أن نشكل إقتصادا مكتمل الأركان من دخل السياحة فقط ناهيك عن ثرواتنا الأخرى من النفط والمعادن الثمينة والثروة السمكية  والحيوانية والزراعية والثروات الأخرى. 

اليمن غني بموارده فقير في إدارته  كان هذا عنوان لمقالي السابق وهو ماتؤكده الأحداث والوقائع بلد غني وشعب فقير  فما دلالة ذلك غير أنه  يدل  على أن هذا الشعب بلي بقيادة عقيمة لا تستطيع أن تصنع حاضرا ومستقبلا زاهرا لهذا الشعب الأبي .

عشرات السنين واليمنيين  يجوبون  العالم بحثا عن لقمة العيش الكريم وهم لايعلمون أنهم ينتمون إلى أغنى دول العالم وانهم لو هيأ  الله لبلدهم حاكما ربانيا مخلصا عادلا لتغيرت ملامحهم وسماتهم ولأصبحوا ممن يشار إليهم بالبنان لوصف ثرائهم. 

قاتل الله حكاما بنوا إمبراطوريتاتهم الإقتصادية الخاصة بأسرهم وعائلاتهم في كل دول العالم وتركوا الشعب يعيش في شظف العيش يجاهد من أجل لقمة العيش في دول الجوار والعالم ويعاني الأمرين بينما ثلة من المعتوهين يستأثرون بخيرات بلده ويجعلونها حكرا عليهم دون سواهم مع أنهم لو نظروا بعين وطنية لبنوا  وطنهم  وشيدوا إقتصاده وبنوا اركانه وسينعكس ذلك عليهم وسيكون لهم نصيب في تلك النهضة لكنهم أخلدوا إلى الأرض.

ويل لهم مما كسبت أيديهم  فكل  مايعصف اليوم بالبلد من حرب وويلات ودمار وتدخل لدول ومحاولة تقسيم وتشتيت  لوطن يئن ويصرخ لهو نتاج حقبة سابقة لنخبة سياسية مجرمة ارتكبت أبشع جرم  واقبح  المصائب فلقد اوصلتنا بعقمها وسياستها الهوجاء والفارغة من المحتوى الوطني إلى مسرح لصراع إقليمي .

بل  وفتحت الباب على مصراعيه لأطماع دول ماكانت لتجرؤا أن تنظر إلى اليمن بعين طامعة ولكن للأسف أن من حكمونا غلبوا مصالحهم ومصالح أسرهم على مصلحة الشعب اليمني  لدرجة أن شذاذ الآفاق من دول الطفرة صاروا يرسمون الخطط للإستيلاء على مناطق وجزر وهذا ما آل إليه وضع اليمن المأساوي نتيجة لحكم لم ينصف اليمن واليمنيين وتركنا لقمة سائغة لمعتوهي الصحراء .

يقيني بالله العلي العظيم ان اليمن سيقوم من كبوته وسيعود إلى وضعه الطبيعي ولكن عندما تخلص النوايا لكل التيارات المتصارعة وتعلم إنها لن تحقق شيء في صراعها إلا التشرذم وتعلم هذه التيارات السياسية المتناحرة  إنها مجرد أدوات لمشاريع قادمة من خلف البحار طامعة  بثروات و أراضي اليمن  لو أدركت هذه القوى السياسية اليمنية أن صراعها مع بعضها يخدم قوى الهيمنة الإستعمارية وعادت عن غيها وتخلت عن تبعيتها فسيعود اليمن السعيد إلى وضعه الطبيعي كقوة إقليمية لا تستطيع دول الهيمنة  الإمبريالية أن تفرض أجندتها عليه .

لو أن القوى السياسية المتناحرة تعلم أن صراعها يفضي إلى تشظي اليمن وتفتيته وتعود إلى صوابها وتتعامل بعقلانية من أجل الخروج من أتون حرب ضروس أكلت الأخضر واليابس وانهكت الشعب ومزقت نسيجه الإجتماعي لو أدركت القوى السياسية  ذلك فسيعود اليمن  كدولة  محورية إقليمية قوية وسيتبوأ موقعة الريادي في محيطة العربي  والدولي  ..

اليمن قوة لا يستهان بها غير انها لم تحظى بقيادة  رشيدة على مر السنين وهاهي  تدفع ثمن سوء الإدارة السابقة  التي مزقت نسيجنا الإجتماعي وجعلتنا مطمعا" لشذاذ الآفاق الذين هم في الأساس أدوات لقوى الهيمنة الإمبريالية والإستعمارية القديمة التي تريد العودة وفرض هيمنتها عبر تلك البيادق التي تتحرك وفقا لما تمليه عليها غرف الإستخبارات العالمية والمرتبطة بالصهيونية والماسونية العالمية. 

سيعود اليمن إلى  وضعه الطبيعي وستنتهي هذه الفتنة ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم  وصف اهل اليمن بالإيمان والحكمة وسيتغلب إيمانهم وحكمتهم على خلافاتهم وسيعودون إلى رشدهم  

اعتقد ان العودة الجادة إلى مشروع الرئيس هادي في بناء اليمن الاتحادي اليمن الفيدرالي الذي يتعايش فيه  الجميع تحت مظلة القانون والذي يحفظ الحقوق والحريات ويعطي المناطق حقها من السلطة  والثروة هو أفضل ما يمكن العودة اليه لأنه المشروع الوطني  الذي أجمعت عليه القوى الوطنية 

اللهم  أبرم لليمن واليمنيين أمر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر  انك انت ولينا ومولانا  انصرنا  على الطغاة والطامعين وأعد لليمن أمنه واستقراره

الحجر الصحفي في زمن الحوثي