ثلاث قضايا تحتاج لمواقف.. لا لتكرار الحديث عن وقوعها ...؟!

د. علي العسلي
الخميس ، ١١ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٩:٥٠ مساءً

من هذه القضايا التي تصدرت وما كان ينبغي أن يضيع الوقت والجهد والعمل الدبلوماسي بشأنها؛ أو التبرير والدفاع عن أفعالها ومن أهمها الآتي:-

_ القضية الأولى الذي تصدرت المواقع وبيانات الأحزاب وفتاوى الدين جريمة  "نهب الخُمُس": فإصدار قانون من حكومة انقلابية غير معترف بها أصلاً هو جريمة تضاف إلى جريمة الانقلاب وما ترتب عليه من جرائم ولا تسقط بالتقادم، والانتقاد له أو حتى التنكيت عليه ، او التعبير بالنقد له والتحفظ او حتى الاعتراض عليه كونه فقط عنصري تميزي  سلالي والتوقف عند ذلك يعد ضرب من  الجنون ..؛ و التداول لمجرد التداول  يعد اعترافا بسلطة الأمر الواقع في صنعاء التي هي سلطة انقلاب لا يزال اليمانيون يقاومنه بكل السبل؛ إن قرارات الانقلاب  و قوانينها هي جرائم يجب التصدي لها  ، اقول مجرد التداول يعد  تطبيعا حتى ولو كانت صيغ الكلام تحمل النقد او الرفض..!؛ فالمفروض من كل الكتاب والمعلقين والمتفاعلين أن  يدعون لرفض الإذعان لقانون الإذعان "الجريمة" ومقاومته وعدم تنفيذه وبمختلف الاساليب المتاحة..!؛ 

_ القضية  الثانية هو الافتراء على الشرعية بأنها تركت القتال باتجاه الحوثة واتجهت بقتالها نحو الجنوب: فقد كثر الحديث عن أن الشرعية  بأنها تركت القتال باتجاه صنعاء واتجهت في قتالها نحو مناطق الجنوب، وطبعاً هذا افتراء ما بعده افتراء، فالشرعية لا تزال تقاتل الانقلاب في أكثر من جبهة ابتداء من صعدة مروراً بحجة والحديدة وتعز والضالع والبيضاء ولا ننسى طبعا أن أم المعارك "نهم والجوف وصرواح" ،لا تزال الشرعية  تقاتل وبقوة باتجاه استعادة العاصمة وانهاء الانقلاب واستعادة المؤسسات وهذه هي الأهداف لأساسية من كل المعركة الدائرة باليمن ،صحيح أنها تتقدم حينا، وتتكتك حينا اخر؛ وتخفق أحايين كثيرة بسبب المنافقين الكثر الموجودين في وسط الشرعية وعلى رأس المنافقين المجلس الانتقالي "المتمرد _الانفصالي"، فهؤلاء القوم  يؤمنون بالشرعية في وجهها أي وجه النهار، ويكفرون بها في أخره، أي في وجه  الشرعية والتحالف، فهم من يمدون بالباطن "بالسر" واحيانا بالعلن كل المعلومات والاحداثيات للطرف المنقلب في صنعاء ؛ولذلك ينبغي على الدولة المعلومة من دول التحالف أن توقف دعمها لمثل هؤلاء المتمردين، وعلى الشرعية والتحالف أن يفكرا بالنصر على المنقلبين، لا أن يسود فيما بينهما المناكفات والصغائر، كي لا يسجل النصر في نهاية المطاف للحوثين؛ وبالتالي يسجل على لتحالف "هزيمة نكراء"، والسبب هو المناكفة من  بعض الدول على حساب الأهداف الرئيسة للتدخل ؛وعلى الشرعية أن تقنع التحالف بأنها لا تستطيع السير باتجاه الأمام دون أن تطهر معها ما يجري من خلفها، فهناك من الخلف من يطعنها ويستهدفها ويستنزف قادتها وجنودها من بعض  الافراد المنتمين للشرعية والموالين للانتقالي المتعاملين مع الحوثة ،فذلك اصبح حقيقة لا لبس فيها .. وعلى التحالف أن يكون واضحا وصادقا مع الشرعية وإن له طلبات معقولة ومنطقية فليصارح بها الشرعية ويضغط عليها لتنفيذها، لا أن يترك الأمور تسير باتجاه اضعاف وانهاء الشرعية التي استنجدت بهذا التحالف، عليه ان يوقف بعض دوله التي صارت تخدم الانقلاب بدعمها للمتمردين المتعاملين مع المنقلبين...!؛ .. حقيقة..  

فإن القول بأن الشرعية تركت جبهات القتال مع الحوثة واتجهت بعديدها  وعتادها نحو الجنوب المحرر؛ أكبر فرية في التاريخ..!؛ ألستم  جميعكم  تابعتم تمرد الانتقالي  وانقلابه في أغسطس من العام الماضي على الشرعية،؟!؛  ألم تسمعوا بعدم السماح لأغلب وزراء الشرعية بالعودة لعدن لممارسة مهامهم منها ؟!؛ ألم تسمعوا بهيئات وقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي والجمعية الوطنية الجنوبية ،ومن بعدها إعلان الإدارة الذاتية للجنوب والقرارات التي تصدر باسمها ؟؛ وتحرك الوحدات العسكرية باتجاه ابين وشبوة وكل المناطق الجنوبية ؟!فمن يقاتل من.. ؟! وكل ذلك يحدث أمام عين التحالف وعلى عين "اتفاق الرياض" الذي لم ينفذ منه حرفا من قبل المتمردين، ولذلك وجب على الشرعية القوة والحزم والعزم لتطهير الخلف، فقدرها أن تتقدم باتجاه الأمام وتطهر الجيوب الخلفية وتؤمن المحرر ...!؛

_القضية الثالثة هشتاج رواتب الموظفين التي لم تدفع منذ اربع سنوات: هذه هي الأخرى تحتاج من التحالف والشرعية أن تضعها في سلم الأولويات وأن تدفعها ولا تنتظر حتى يتكون لوبي ضغط فاعل، فقد بدأ بهشتاجات وتوقيعات وكتابات واعلان التضامن مع الموظفين، وعلى الموظفين أن لا يكتفوا بتكرار الحديث في المجموعات والتوقيعات، بل عليهم أن يشكلوا وفودا ويقابلوا الأمم المتحدة صاحبة الوصاية الدولية على اليمن بعد حدوث الانقلاب وانهيار الدولة، تكون المقابلة بغرض الضغط عليها لإيجاد الحلول العملية باتجاه دفع الرواتب..!؛ أختم بالقول: جمعتكم مباركة مقدماً..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي