تفتيت الأمة وهوياتها الجامعة الأسباب والخروج.

د. عبده مغلس
الخميس ، ٠٤ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٧:٣٥ مساءً

المتابع لما يحدث، من مآسي وحروب، في وطننا اليمن، ويخضعه للبحث والتدبر، ويتتبع جذور ذلك، يكتشف مصابنا ومصيبتنا بغيبة الوعي والقابلية، ووقوعنا في دوامة المكر، الذي تزول منه الجبال، والذي بدأ بتفتيت الهوية العبادية، من "رب وإله واحد" إلى أرباب متعددة، من العصبيات بمختلف مسمياتها، والمال والتسلط وغيرها، لها الولاء والطاعة، وتلا ذلك  تفتيت الهوية الدينية الجامعة، لدين "الإسلام" الواحد، إلى دين المذاهب المتعددة، بتفتيت الرسالة الخاتمة الكاملة والمكتملة للإسلام الواحد، إلى المذهبية والإمامة وبالفرق المختلفة، ثم تفتيت هوية النسب والأصل الواحد "أدم" الى أجناس منها المصطفى والمتميز، وارث الاصطفاء والعصمة، والسيادة والإمامة والحكم، وجنس مسود وخاضع، وبهذا تم تحريف الاصطفاء، من منهجه الرحماني، وأساسه وشروطه، التقوى، والعبادية، والإسلام، الى المنهج الشيطاني، بعنصريته وكبره، وطغيانه وضلاله، وكراهيته وحروبه، ثم انتقل الى تفتيت هوية الأمة، بشعبها وقبائلها، القائمة على التعارف والتعايش، والوحدة والمحبة، والنسب والجوار، إلى العصبيات، القبلية، والمناطقية والقروية، والحزبية، والكراهية، ثم إلى تفتيت الهوية الوطنية الجامعة، دولة الوطن الواحد، والمواطنة الواحدة، إلى أوطان العصبيات المتعددة، والشعوب المتناحرة، بقبايلها ومناطقها، وحروبها وكراهيتها، وهذا كله بشهادة الواقع، يقودنا لأوطان العنصرية الإمامية، والقبلية، والمناطقية، والكراهية. 

ولا طريق لنا للخروج، من كل هذا ونتائجه، بدوراته المتعاقبة، من الدم والموت، والكراهية والحروب، غير تصحيح مسار التفتيت ومسبباته، باستعادة العبادية الواحدة، للرب الواحد، واستعادة دين الإسلام الواحد، ومساره تصحيح الفقه المغلوط، واستعادة أصل الإنسان الواحد، وتميز التقوى، والتعارف، واستعادة لحمة الشعب الواحد، بترك كل العصبيات، واستعادة دولة الوطن الواحد والمواطنة الواحدة.

وبوابة هذا الخروج هي شرعية فخامة الرئيس هادي التي تمثل شرعية الوطن الواحد ومشروعه الاتحادي الذي يمثل شرعية المواطنة الواحدة  .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي