مكنسة تكنس الوضع !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
السبت ، ٣٠ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠٤:٥٤ صباحاً

 

اليمن ليست بخير فالاخبار التي تصلني محزنة و الموت و الفقر دخل إلى كثير من بيوت الناس و حتى المستشفيات لم تعد هي الهدف لدفع الضرر كونها تفتقر للأطباء و الإمكانيات و التجهيزات. الأمراض و الأوبئة منتشرة و بؤر المرض في كل مدينة و قريبا في كل عزلة و قرية اذا لم نحتاط و نحن أنفسنا اقلها بالتباعد أي لازال هناك إمكانية لتخفيف حدة الضرر.

٣ اشهر كان معنا وقت لمكافحة مرض لا يحتاج تقنية و لا فلسفة و لا افتعال فهم لوجود تجارب الآخرين أمامنا أي المرض ليس بتلك الخطورة التي نسمعها و يمكن الانتصار عليه بالتباعد. الموضوع كان سوف ينجح لو هناك إجراءات بسيطة تخفف معاناة الناس بصرف الراتب و تمنع انتشاره بحجرهم في البيوت و ينتهي الأمر في اسابيع دون أن نرهق المجتمع؛ كان المرض موجود أو غير موجود كون ذلك ليس مهم لتجنب كارثة لكن الجهل في السلطات و العناد و التعتيم للمعلومة مع عدم وجود معرفة ولا اطلاع يدمر مجتمع .

الوضع اليوم في اليمن اليوم هو الأسوأ على مستوى العالم و هذا ليس جديد ولكن ان تسمعون ذلك اليوم فقط هو الجديد؛ فلا يوجد الا ٣ دول بعدنا في قائمة من ١٥٠ دولة في العالم ، فعلى ماذا نتصارع و نحن أمام العالم أفشل الناس.

عقود و سنوات و نحن نشاهد العالم يتنافسون بينهم ببناء مدن طبية و مدن تعليمية و مصانع انتاج و مدن سكانية و مطارات و مواني بحرية و نقل المعرفة و نحن تنافسنا كيف نسرق الغلابة و الان كيف تسرق سلات الغذاء و كيف نتحايل و نتفنن النهب لمقدرات البلد و الغلابة. و عندما لم يبقى شيء ذهبنا إلى الزكاة و الضرائب و الدعم الحربي و المساعدات ألاجنبية و قبلها كانت أيضا القروض . و عندما ننتهي بذلك سوف نتاجر بالبشر و بيع الوطن كما نشاهد من البعض الان. إنجازاتهم إلى الان فقط أما أن يكون اليمني مغترب أو مقاتل أو شخص يلمع لهم الحذاء أو مرتزق للخارج و الغريب نجد متعلمين عملهم تلميع الحذاء للمليشيات و للسلطات بحجة نعرفهم كونهم اصحاب البلاد و القرية بدل من تقويم الاعوجاج وإصلاح قيم المجتمع .

كل يوم و الاخبار تصلني مزعجة و يطلع امامي اخبار محزنة حول انتشار المرض أو الفقر و برغم أن اليمن ليس فقيرة بأبنائها ولا إمكانياتها. فعندنا تقريبا ١٠٠٠ طبيب يمني في المانيا بمعنى مؤهل تأهيل عالي و لم أتحدث عن بريطانيا أو ماليزيا أو أمريكا أو غيرها و رغم ذلك لدينا بنفس الوقت في اليمن أسوأ نظام صحي في العالم و السبب الحكومة لم تتعامل مع أبنائها و تستفيد منهم. و عندنا ما يقارب ٥ ألف دكتور و برفيسور و خبير مهني عالي مهاجر في المملكة و الخليج و بقية العالم و في نفس الوقت لدينا جامعات اليمن هي الأسوأ ليس في العالم و انما في المنطقة و بنظام تعليم لا يواكب العصر و السبب الدولة لا تريدهم امامها . و عندنا ليس اقل من ١٠٠ برفيسور و دكتور يقودون مراكز و مجموعات بحثية في جامعات و شركات عالمية ولم تستفيد الدولة منهم و لم تتخاطب معهم اصلا و لن تتخاطب. و زاد تم تصنيفهم موطنين يمنيين درجة ثانية في الحوار الوطني بحجة أنهم يحملون جوازات سفر اخر. هولاء كان يمكنهم أحداث ثورة صحية بالنظام الصحي اليمني و ثورة تعليمية بالنظام التعليمي و إعادة تأهيل من هو هناك و ثورة مهنية و فنية و ثورة تنموية و بناء جسور نقل المعرفة و توطينها.

حتى كلمة علماء من مزحة الأقدار رفض علماء الدين أن يطلق دكاترة الجامعات اليمنية على أنفسهم علماء ايام الرئيس صالح و بعد جهد وافقوا يكونوا الدكاترة في الجامعات علماء بس يربط ذلك بكلمة الطبيعة. علماء الدين هم علماء لكل شيء و المصطلح محجوز.

هاجر أيضا رجال المال و تجنسوا و استوطنوا في الخليج و المملكة و أثيوبيا و جيبوتي و أفريقيا و شرق آسيا واخر رحيل كان إلى تركيا ومصر وهم لديهم ليس اقل من ١٠٠ مليار دولار ثروة ولم تنتهج السلطات نظام شفاف بحيث تستقر و تستقطبهم . هاجر رجال الفكر إلى الفيس بوك خوف من المليشيات و تركوا الفشلة يتصدرون المشهد و يتحكمون بمصير بلد ب ٣٠ مليون يمني .

ما يقارب من ٦٠ سنة من الثورة و لازلنا نوزع الدولة و مفاصلها بين أسوء ما في البلد كون لازلنا ننظر لها كغنيمة و ليست كسفينة نجاة نبحر بالمجتمع بها إلى المستقبل. الان بيطلع واحد يقول و الحل. الحل بالمختصر ثورة بقاعدة صلبة من القيم و الثوابت و التعايش تكنس كل العبث و الفساد هذا اذا كنا نريد اليمن لا تنتظر لسلات الغذاء و عطف الأمم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي