الحوثي يرسخ سلطته ويعلن دولته!!

كتب
السبت ، ١٨ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٥٠ مساءً

بقلم / عبدالفتاح البتول 
عبدالفتاح البتول
عبدالفتاح البتول
حديث عبدالملك الحوثي عن إيران وإشادته بها في احتفال جماهيري حاشد وبهذه الصراحة والوضوح يحمل عدة دلالات والكثير من الرسائل والإرشادات، ومن أهمها الشعور بالقوة والزهو بالتوسع والانتشار والإيحاء بأن الحوثيين أصبحوا لاعباً أساسياً ورقماً صعباً في المعادلة السياسية والساحة اليمنية، وأن باستطاعتهم اليوم الحديث بصراحة وعلانية على ارتباطهم بإيران وعلاقتهم الوثيقة بها، والتأكيد على الدوران في فلكها والسير وفق مشيئتها.

 

وهذه الشفافية في الطرح والمصداقية في الخطاب تسهل على المتابع للشأن الحوثي والمهتم بالشأن الوطني على بينة من أمره ودراية بما يقوله ويتحدث به، وتجعل السياسيين يلعبون على المكشوف، ويتعاملون وفق ما هو حاصل وموجود، بعيداً عن الظنون والاستنتاجات، وبالتالي يكون من السهل على الناس تحديد المواقف وإعلان القناعات وإقامة التحالفات والتكتلات، بالإضافة إلى ذلك، فإن إنكار العلاقة مع إيران و الارتباط بها لم يعد مجدياً من جانب، ومن جانب آخر لم يعد خافياً، وقد كان الإعلان والتبشير بهذه العلاقة ومن قبل عبدالملك الحوثي وفي هذا الوقت والزمن والحال والظرف تأكيداً وإعلاناً على أن الحوثيين بصدد التحول والانتقال من حركة إلى دولة ومن جماعة إلى إمارة ومن معارضة متمردة إلى سلطة باطنية وقوة ضاربة.

وباعتقادي - وحسب ما يذهب إليه العديد من المحللين والمراقبين والمتابعين- فإن ذلك الحشد الكبير والحفل الشهير الذي أقامه الحوثيون بمناسبة المولد النبوي لم يكن بالأمر الاعتيادي والحفل الديني المناسباتي وإنما كان احتفالاً بتدشين الدولة الحوثية والإعلان عن الاستقلال وممارسة السيادة والسيطرة والسلطة المطلقة للمناطق التي تقع تحت نفوذهم وتدين لهم بالطاعة والولاء وسواء كانت هذه الطاعة وهذا الولاء بالرغبة والقناعة أو الرهبة والخوف من السطوة و القوة، فإن النتيجة واحدة والغاية حاصلة، ولا شك أن الإعلان عن هذه الخطوة بهذه الطريقة والصورة جاء مقصوداً قبل الانتخابات الرئاسية والدخول في المرحلة الجديدة، حيث يخرج الحوثيون من دائرة اللوم والعتاب من قبل النظام والرئيس الجديد، وإن الإعلان عن الدولة الشيعية قد تم في عهد النظام السابق.

وكل المعطيات المتوفرة والمعلومات المنثورة والمتداولة القادمة من صعدة تؤكد أن ما حدث هو مبايعة لـ" ابن رسول الله وزعيم جماعة أنصار الله"، وأن الوفود القادمة من عدة مناطق قد دخلت صعدة لتقديم الولاء والطاعة وإعلان البيعة للزعيم القائد والمؤمن المجاهد الإمام السيد/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، الذي أصبح الإمام الشرعي وفق المذهب الزيدي والحاكم الفعلي وفق الأمر الواقع والواقع المفروض.

وحسب الزميل الصحفي/ محمد غزوان الذي حضر الاحتفال، فإن كافة تكتيكات الحوثي تسير نحو بناء دولة مذهبية عرقية، ولا عزاء للجمهورية اليمنية والدولة المدينة والثورة السلمية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي