كورونا و مسلسل هاجس العزل!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
السبت ، ٢٣ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠٣:١٠ مساءً

 

في بداية جائحة كورونا كان عندي اجتماع مع برفيسوات كلية الطب سوف القي امامهم محاضرة من اجل مشروع مشترك المهم دخل كبيرهم غرفة الاجتماع و من لطفه و اندفاعه سلم عليا باليد و مباشرة اعتذر انه لم يلتزم و اثناء المحاضرة كنت حامل هم يدي, التي تلوثت كون الاطباء اكثر ناس معرضين للفيروس بحكم عملهم. المهم جلس يكح اثناء المحاضرة و انا حامل هم هل عنده كورونا ام لا؟. و يدي جلست مثبتها في مكان لا المسه باليد الثانية خلصت المحاضرة و خرجت اعقم يدي بشكل مكثف وقلت بعزل نفسي اسبوع من باب الاحتياط و كون بيتي كبير فقد اخترت غرفة مزودة بحمامها الخاص كغرفة عزل.

خلصنا الاسبوع و كان هناك اجتماع في البنك للمستثمرين و كنت بينهم كون وصلت لي دعوة و حفلة عشاء و كان وضع كورونا قد ارتفع و الناس متوجسة خوف لكن لم تتخذ اجراءات العزل بعد. و وقف امامي اثناء العشاء الماني نضحك و نمزح و نتعارف و كان واضح انه يرشح برغم الغرفة باردة و فجأة قال لي انه جاء من اسبانيا قبل يومين. قلت في نفسي العمى شكله معه كورونا فاسبانيا الوضع فيها ليس على مايرام فسحبت نفسي من الطاولة و ايضا عزل لنفسي اسبوع مرة ثانية كوني حريص على اهل بيتي.

و بعدها طلبت موظف يأتي لمكتبي لان هناك اشياء يجب ان اوضحها له و المسكين جلس كم شوية يسمع و فجأة اتضح لي انه يكح و مريض فقلت له ايش عندك قال نزلت برد و من باب الاحتياط ايضا اسبوع عزل. لم تمر كم يوم الا و موظفة الضرائب طلبت زيارتي كوني رفعت قضية اعتراض على حجم ضرائب مبنى عندي و لذا طلبت اعادة التقيم و فعلا جأت مع محكم يفصل بيننا و كان الاجراءات يعني مسافة متر و نصف قد اعلنت و دخلنا انا و هي البدروم و كان هناك مكان ضيق و اثناء ما لفت كانت امام وجهي و كحت اي سعلت قلت العمى المسافة ٣٠ سنتم و كمان كحت وظليت اراقبها بعد الكحة و شفت انها تكح باستمرار لم انتبه للامر. قلت شغلانة مرة اخرى عزل اسبوع.

و لم تمر الا كم يوم الا و التقيت بالمانية و جلسنا نتحدث شوية و لم انتبه لمسافة متر و نصف بيننا في الشارع, فاذا بها تقول الاعلام يغالي, فهي بنفسها كانت قبل كم يوم في تيرول في النمسا. قلت شغلانة كانت في اكثر منطقة فيها وباء وقريب من وكر كورونا في ايطاليا و رجعنا عزل لمدة اسبوع, و اقصد بالعزل ممنوع احد يقرب مني في البيت لا اريد احد يصاب بسببي لاسيما وقد منعت عليهم الخروج.

الان لنا اكثر من اسبوعين في المدينة دون ان نسجل حالة كورونا جديدة و المدينة لم يبقى فيها ولا مصاب واحد و منذ ايضا ١٠ ايام لكن على ثقة ان سلوك المجتمع هنا قد اتغير و اخذ منحنى اخر, فلا يوجد شخص عاقل يريد يدخل المرض لبيته ليفارق بعدها شخص عزيز عليه حتى تتضح الصورة بعد شهور اقلها, لذلك الوقاية خير من العلاج فكيف عندما لا يكون هناك علاج. واذا ربك اعطاك صحة و تشعر انك لن تتأثر فكر بغيرك في بيتك و شارعك فالناس لا تسقط امامنا في اليمن الا من باب الاستهتار و الغلط منهم او من هم حولهم. الفيروس لن يقفز لحضنك او يدخل بيتك و انما انت من تحمله بيدك و استهتارك و تدخله بيتك و جسمك.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي