إتفاق الرياض بين الحقيقة والخيال

عبدالناصر العوذلي
الخميس ، ٢١ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠٤:٥٣ صباحاً

إتفاق الرياض كان مخرجا حقيقيا للأزمة التي نشبت بين ما يسمى المجلس الانتقالي والشرعية الدستورية المعترف بها دوليا في أغسطس 2019 .

ولكن هل  يمكن الرجوع الى اتفاق الرياض بعد كل هذا العصف والدماء التي أريقت وهل مازالت هناك فرصة للعودة إلى الخلف والنظر في حيثيات هذا الاتفاق ومحاولة التوافق على تنفيذ بنوده  .

ام أن ما يجري اليوم  على مسرح العمليات العسكرية جعل  تنفيذ إتفاق الرياض  ضربا من الخيال وهل تجاوزته الأحداث الجارية في محافظة أبين ؟؟   في اعتقادي بعد كل هذه الأحداث الدامية بات ليس أمام الإنتقالي إلا أن ينتصر ويفرض أجندته، وليس أمام الشرعية إلا أن تنتصر وتفرض أجندتها فلا يمكن  للتيارين أن يستمران سويا على المسرح السياسي والعسكري وهما على النقيض 

فالانتقالي لن يتيح للشرعية فرصة العمل وهو يشكل قوة موازية وسيربك عمل  الحكومة على كافة الصعد وسيكون عظما في حنجرة الشرعية على غرار الحوثيين في اتفاق السلم والشراكة. 

والشرعية لايمكن  أن تقبل ان تبقى مقيدة وغير قادرة على ممارسة مهامها وهناك من يعيقها ويضع العربة قبل الحصان وينفذ مشروع خارجي يقوض سيادتها ويختزل وجودها..

وبالتالي وجهة نظري انه صراع من أجل البقاء  أو كما يقال في لعبة كرة القدم  خروج المغلوب  والبقاء للأقوى وهارد لك للمهزوم

وهنا أؤكد أن هذا يعتبر فرصة الشرعية الأخيرة  لأثبات وجودها على الأرض  وإذا ضاعت  فعليه العوض والتاريخ يسجل لمن الغلبة 

 ومن هذا المنطلق  فإن هذه الحرب إما أن تكون  تأصيل  للشرعية وإثبات وجودها أو أنها  تعتبر تجذير للإنتقالي وتمكينا له ليصبح قوة أمر واقع وبالتالي ستأتي المشاورات النهائية الشاملة في اليمن على محورين شمالي وجنوبي .

وهنا لابد للشرعية من الانتصار وإذا استطاع الجيش الوطني استعادة أبين وعدن هنا نستطيع أن نقول أن الشرعية قد افشلت مخطط اختزالها وافشلت مخطط طمس مخرجات الحوار الوطني وهدم  بناء الدولة الإتحادية  وانها ثبتت أقدامها على الأرض وعليها تقع المسؤلية الأخلاقية في عودة الأمن والاستقرار في كافة المحافظات  وتوفير سبل العيش الكريم لعموم الشعب 

و عليه فإن انتصار الشرعية يعتبر  النواة الأولى لتدشين الدولة الفيدرالية وإرساء دولة النظام والقانون دولة ذات سيادة  ..

وهزيمة الشرعية هي هزيمة للمشروع الوطني وبداية لتفكيك وتقسيم اليمن ربما ليس على حدود عام 90 بل إلى أكثر بحسب الأجندات الخارجية  المتصارعة .

عبدالناصر بن حماد العوذلي  21 مايو 2020

الحجر الصحفي في زمن الحوثي