لماذا نتقاتل مع الحوثي ؟

مانع المطري
الاثنين ، ٠٤ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠١:٢٦ صباحاً

نتقاتل معه لانه يريد وطن له وحده ويريد كل الشعب عبيد له ولانه يدعي الحق الالهي بالحكم ويرفض المواطنة ويدمر الهوية الوطنية ويخرج اليمن من دائرته الطبيعية كجزء من الامه العربية ويجعل من اليمن قاعدة لاستهداف الامن القومي العربي لمصلحة القوى التوسعية الطائفية في إيران ويريد ان يأخذ اليمن غصباً عن اهلها ويعيث في الارض فسادا وظلما وجوراً وينتهك الاعراض ويبطش بأهل البلد ويأخذ ممتلكاتهم لخاصته وزبانيته ليجعل من مقدرات البلد وخيراتها وسيله للسيطرة على ابناء الشعب ويستخدم في ذلك كل ما امكنه من وسائل سواء القوة العسكرية او القبضة الامنية او شراء الذمم او التغرير بابناء القبائل وجعلهم سهاما في جرابه يرمي بهم اخوانهم من ابناء القبائل الذين يرفضون العبودية ويتمسكون بالحكم الجمهورية وبإنتماء اليمن لامته العربية في مواجهة المد الفارسي وكل الاخطار التي تتهدد الامه .

مالذي يريده اليمنيون ؟ اليمنيون يريدون دولة مواطنة متساوية قائمة على الشراكة في السلطة والثروة والتداول السلمي للسلطة وحرية الرأي والتعبير وفق الصيغة الفيدرالية لليمن الاتحادي التي ارتضاها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني ويرفضون الظلم والتمييز السلالي او ان تحكمهم خرافة الحق الالهي في الحكم وفي سبيل ذلك يضحون بكل ماهو غالي ويتحملون آلام الحرب ومعاناتها وقدموا ولازالوا يقدمون التضحيات .

وواجبنا ان كل من أنكشف له انه مغرر به او انه كان مخطىء عندما ظن ان الحوثية مشروع دولة ومشروع حياة وساعدهم في مرحلة من مراحل قتالهم ضد مشروع الشعب وعاد الى وطنيته وانتمائه ورجع الى الحق ان نقف معه وننصره وننصر انفسنا ونقبل بانحيازه الطبيعي لنفسه ولخيارات الشعب وان نتوقف عن نبش ماضي هؤلاء الذين قرروا مؤخراً الانحياز الى شعبهم ومصلحتهم الطبيعية . أما اذا ظللنا نحاسب الناس على مواقفهم السابقة فستبقى قوتنا واهنه كما هي وستبقى الكتله التي أيدت الحوثي كما هي وستبقى الحرب دون استعادة دولة ولنا في التاريخ عبر فلو فكر الانصار والمهاحرين بأن لا يقبلوا كل من أذاهم واخرجهم من ديارهم وناصر قريش ومن معهم في حروبهم لما انتصر الاسلام ولا خرجت الدعوة ووحدت العرب وهزمت الفرس والروم وبنت حضارة للعرب جعلت كل الامم ترضخ لهم وتخشاهم فماذا لو ان المسلمون رفضوا قبول إسلام خالد بن الوليد وعمر بن العاص حين قدما الى المدينة ؟! لاشك ان مجريات التاريخ كانت مختلفه عن ما نعرفها ولهذا يجب ان يكون الافق الذي نفكر به واسعا بحجم آمال الشعب وطموحاته لا بحجم مصالحنا الحزبية التي نخشى ان يزاحمنا هؤلاء عليها ..

وعلى ذلك فإننا ندعوا كل شرفاء الوطن التواقون لإستعادة الدولة الى السمو فوق الجراح ونصره الدعوة التي تبنتها قبائل محافظة البيضاء في مواجهة المليشيا الحوثية النازية المدعومة من إيران ودعمها بكل ما أمكن وما توفر من إمكانات نصرة لحق ابناء اليمن في الدفاع عن كرامتهم  في وجه باطل الحوثي وخرافته والله من وراء القصد وحفظ الله اليمن شعباً وانساناً 

 

✍️ مانع المطري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي