مارتن غريفيث والسلام المنشود

د. عادل دشيلة
الثلاثاء ، ٢٨ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ٠٦:٢٢ مساءً

 

أصبح الملف اليمني في أروقة الأمم المتحدة  ملف إنساني بامتياز وكأنّه لم يكن هناك إنقلاب على السلطة الشرعية من قِبل المليشيات الحوثية المسلحة وحلفائها  الذين كانوا جزءًا من الدولة وشركاء في مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي انعقد بين عامي 2013-2014 وتم التوصل إلى مسوّدة للدستور ومخرجات الحوار بمباركة إقليمية ودولية، ووقعت على ذلك جميع الأطراف بما في ذلك الحركة الحوثية التي انقلبت على كل ما تم التوصل إليه وأدخلت البلاد في نفق مُظلم لا نعلم متى سيخرج الشعب منه. 

 كان مجلس الأمن الدولي صارمًا في قرارته عندما اجتاحت الحركة الحوثية العاصمة صنعاء نهاية العام 2014 وطالبها بتسليم السلاح والخروج من المدن والخضوع للقرارات الدولية. لكن، اليوم وبعد مرور أكثر من خمس سنوات على الحرب، ونتيجة للمغالطات التي يسردها المبعوث الدولي الحالي مارتن غريفيث لمجلس الأمن الدولي نهاية كل شهر خفّت نبرة المجلس تجاه الانقلابين، وهذا تطور خطير في الموقف الدولي تجاه الأزمة اليمنية لا ينبغي تجاهله من قبل السلطة الشرعية، أمّا المبعوث الأممي مارتن غريفيث فقد ذهب إلى أبعد من ذلك وأصبح يطالب الحكومة اليمنية بالجلوس مع المتمردين دون شرط أو قيد وتناسى مهمته الأممية التي انبثقت من قرارات الشرعية الدولية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والمتمثلة بتطبيق قرارت مجلس الأمن الدولي والمرجعيات المحلية والإقليمية المُعترف بها.

يحاول المبعوث الدولي الحالي التغطية على فشله الذريع في الملف اليمني من خلال التذرع بالأزمة الإنسانية وتناسى أنّه لا يُمكن حل الأزمة الإنسانية بالعبارات الدبلوماسية المكررة التي يستخدمها في كل إحاطاته لمجلس الأمن. حل الأزمة الإنسانية في اليمن يبدأ من خلال إنهاء الانقلاب المليشاوي ولن يتم ذلك إلا بالضغط الأممي على المتمردين بالخضوع للقرارت الدولية  أو السماح للدولة اليمنية بالقيام بواجباتها وإنهاء التمرد بكل الوسائل المتاحة التي كفلها لها الدستور اليمني والقرارات الدولية. 

من وجهة نظر كاتب هذه السطور، المبعوث الدولي والسلام الذي ينشده حسب رؤيته لن يتحقق لأن الأجندات التي يعمل من أجلها هذا المبعوث  ليست قابلة للتطبيق مما يعني أنّه سيستمر في فشله ولن يحقق أي تقدم في المسألة اليمنية. السلام الحقيقي يبدأ من خلال وضع النقاط على الحروف وتوضيح الطرف المعرقل وهو ما لم ولن يقم به غريفيث.

تاريخيًا، لم تستطع الأمم المتحدة حل النزاعات المحلية عبر الوساطة، ولكنّها سجلت بعض النجاحات البسيطة عبر التفاوض في حل الصراعات الدولية وخصوصًأ في أفغانستان عندما انسحب السوفيت منها، وكذلك حل الخلاف بين العراق وإيران بعد حرب دامت لسنوات حيث قبلت إيران وكذلك العراق بالقرار الدولي  "رقم 598 الذي صدر في منتصف العام 1988 " وقد قادت الأمم المتحدة التفاوض بين الدولتين وتم تطبيق هذا القرار في نهاية المطاف، أمّا بالنسبة للنزاعات المحلية فلم تنجح سِوى في إنهاء الحرب الأهلية في السلفادور ولا يتذكر ا

الحجر الصحفي في زمن الحوثي