لو كنت صاحب القرار

علي هيثم الميسري
الأحد ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ٠١:١٤ صباحاً

 

     وقيل : يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمر .. وهنا إنتهى قضاء الله وقدره ورحمته في قرية عدن المسماه بعاصمة الجمهورية اليمنية ، ولا يسعنا كعباد لله إلا أن نشكره على ما قدره لنا ويكفي رحمته بنا أن جَنَّبَ اليمن منفردة من فيروس كورونا في هذه المعمورة ، وبعد هذا السيناريو يأتي دور العباد المسؤولين على إزالة كل ما خلفته الأمطار والسيول الذين يستلمون أجورهم نهاية كل شهر نظير مسؤولياتهم على مدار الشهر ، ولكن للأسف الواضح للعيان أن أجورهم التي يأخذونها من خزينة الدولة نستطيع أن نقول عليها أنها "سُحت" سيصلونها في نار جهنم وبئس المصير .

     من يشاهد قرية عدن بعد الأمطار والسيول سيقول بأنه ليس هناك وجود للدولة المتمثل في المحافظ ومدراء المديريات ، فالحكومة برئيسها وكافة وزرائها خارج قرية عدن والسبب معروف بأن هناك من يعرقل تواجدها ويتعمد  ذلك وهو ذراع أو بالأصح أداة دويلة الإمارات وهي مليشيا المجلس الإنتقالي ولن نكرر ذكر الأسباب ، إنما السؤال هل أيضاً مليشيا الإنتقالي تعرقل عمل المسؤولين عن إزالة كل المظاهر التي خلفتها الأمطار والسيول أم أنه التقاعس والإهمال من قـِبـَل المسؤولين المكلفين في هذه المناصب ؟ فكل مخلفات الأمطار والسيول لا تزال في كل شوارع وأحياء عدن .

     في كلا الحالتين سنقول لهؤلاء المسؤولين لستم رجال دولة وعليكم لعنات أهالي قرية عدن كلهم بل لعنات الشعب اليمني عن بكرة أبيه ، ومن يمتلك ذرة إحساس أو كرامة ويدرك أنه لا يمتلك من أمره شيء فعليه أن يقدم إستقالته ويذكر الأسباب فيها حتى يخلي مسؤوليته ويرمي الكرة في ملعب المعرقل ، أما أنه يتقوقع في بيته ينتظر قدوم آخر الشهر ليستلم راتبه ويترك المواطن يذوق أصناف العذاب فهذه تسمى ملعنة ليست بعدها ملعنة ، والأمر هذا للكل في جميع الإدارات الخدمية كمؤسستي الماء والكهرباء وغيرها .

     مع إحترامي وتقديري ومحبتي لفخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي سأتجرأ وأقول لو كنت صاحب القرار لأعلنت قرار بتحويل العاصمة من قرية عدن إلى حضرموت أو شبوة أو مأرب أو المهرة ، ففي هذه المحافظات يتواجد رجال الدولة ورجال الشرعية الحقيقيون ، أما في عدن فلا يوجد إلا مرتزقة وعملاء وخونة ومليشيات تابعة لدويلة الإمارات التي تسعى لإفشال الحكومة الشرعية في قرية عدن ، وبهكذا قرار فأنا على يقين بأنني سأقطع الطريق على المتربصين لإفشال الشرعية وفي ذات الوقت تلقائياً ستعود كل الخدمات لأهالي عدن ويعيشون حياتهم كبشر ، فللأسف الشديد إستطاعت قوى الشر أن تجعل قرار تحويل عدن إلى عاصمة للجمهورية اليمنية وبال وكارثة على أهلها .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي