صرخة ماقبل رمضان

موسى المقطري
الاربعاء ، ٢٢ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٠٨ مساءً

 سلطة محلية غائبة ، وخدمات منعدمة ، ومواطن يتحمل التبعات !

كتبه من وسط المعمعة : موسى المقطري 

في تعز المدينة والريف التي عانت كثيراً من تبعات انقلاب الحوثي وحربه على الوطن والمواطن تبرز معاناة جديدة متمثلة بحرب ضروس تطحن الجميع، أبطالها يعيشون بيينا في أمن وسلام ويستعرضون سيارتهم ومرافقيهم ومصوريهم في الشوارع  والمؤسسات العامة ، وتحت يافطة الشرعية ومقاومة الانقلاب يجرعون المواطن مرارات يومية لا تتوقف ، "وكله يمثل على كله" في مسرحية ممجوجة لايبدو في الأفق ما يدل على اقتراب نهايتها .

● المشهد الأول :

- شبكات الكهرباء العمومية في تعز والتربة مؤجرة ، ومحطة عصيفرة تم كنسلتها ، وعمالها دون رواتب ، وكل ذلك لصالح كهرباء القطاع الخاص التي تبيع الكيلو وات مابين 250 : 300 ريال .

- مشروع المياه في تعز مجرد ذكرى مؤلمة ، وأبار مشروع مياه التربة تحولت لتعبئة "الوايتات" للبيع ، والدعم الذي استلمه المشروع من المنظمات تبخر . أما صهاريج نقل المياه  المقدمة من مركز الملك سلمان تحت عنوان "اعادة الاعمار"  تحولت إلى ملكيات خاصة لبيع الماء للمواطنين بسعر 13000 ريال للوايت .

- المستشفى الميداني التركي في التربة "بح وطار" ومابقى منه الا محاضر استلام وتسليم  "وكانك ياسعد ماغزيت" ، والخدمات الصحية  في مستشفيات المحافظة ومراكزها الصحية صفر عالشمال ، وأغلب الأطباء والممرضين وفنيّ المختبرات يستلموا رواتبهم من الكريمي ، ثم يداومون في العيادات والمستشفيات الخاصة ، وهناك يتم السلخ والجلد والشوي للمواطن .

- لارقابة على الاسعار ولا على المنتجات ، وغدت تعز باسواقها الكبيرة المنتشرة من مدينة التربة الى تعز وتفريعاتها مكباً للبضائع التالفة الواردة من دول الاقليم والعالم ، وغير الصالحة للاستخدام في استغلال ممقوت للقدرة الشرائية المنخفضة للمواطن .

- التعليم شكلي وأغلب الفصول عبارة عن "حضائر تجمبعية" لاغير ويصل فيها الطلاب الى 160 طالب في الشعبة الواحدة ، والمدرسين وأغلب الكادر متفرغ لاعماله الخاصة ، أو مهاجر ، أو (يوقع ويروح) ، أو مفرغ مع المسؤل الفلاني ، أو مكلّف بأعمال شكلية خارج اطار عمله ، وكأن قطاع التعليم يمتلك كادرا فائضاً يستعاض منه للقطاعات والوزارات الأخرى !!  ونهاية العام النجاح للكل ، والتعليم ولا لأحد!!

● المشهد الثاني :

المحافظ المبجل وجيش الوكلاء "الكومبارس" بلا استثناء ، ومدراء المديريات ، ومدراء المكاتب التنفيذية بالمحافظة يتسابقون لالتقاط الصور في الاجتماعات والزيارات التي لاتسمن ولاتغني من جوع ، وكلهم حاليا متفرغين لادارة حملة مكافحة "كورونا" الذي لم يصل اصلا !!، وكل عيونهم على لهف الدعم المقدم باسمه ، ويتم ذلك عبر اجتماعات عقيمة ، وحملات سخيفة ينفقون عليها المحصول الذي يستقر في جيوبهم كنفقات لاغير ، وإذا لاقدر الله وصل الفيروس لن نجد منهم الا الندب والبكاء لان الموازنات قد طارت مبكراً .

مسؤلي تعز من كل الأحزاب بلا استثناء واكررها بلا استثناء هم الفيروس الأخطر من كورونا ، والمرض المزمن الذي يفتك بالمواطن باسم الشرعية ، وتحت لافتة مقاومة الانقلاب !! منذ تعييناتهم لاهم لهم الا حضور الاحتفالات والاستعراض امام الكامرات وكل مسؤل ينفق على "شلة" مصورين وكتّاب يصورونه كـ "عبده حيرو" ، ولا يستفيد منهم أي مواطن اطلاقاً سوى هذه "الشلة" ومجموعة مرافقين مفرغين من وظائفهم المدنية والعسكرية لتوفير سبل الراحة والهناء لهؤلاء المسؤلين بشكل حصري  .

كل مسؤل لايقف بجانب المواطن هو الفيروس الاخطر والذي يجب مكافحته والضحية احنا المواطنين ، ارفعوا اصواتكم واحتجوا خلو امها السياسة واهلها في تعز .

● المشهد الثالث :

حال المواطن في تعز كالتالي : - ان اراد الماء اشتراه من الوايت ، (مع العلم أن الوايت هذا ضمن معونات مركز الملك سلمان) .

- واذا اراد ان يتعالج جيدا فلايمكن ان يجد ذلك الا في المستشفيات والعيادات الخاصة (مع أن أنه يداوم فيها أصلا موظفين في القطاع الصحي الحكومي) 

- اذا اراد تعليم ابنه لابد أن يسجله في مدرسة خاصة (وسيجد كثيرا من الكادر التعليمي الحكومي موجودين بانتظاره فيها) مع الاحترام التام لمن لازال يقدس العملية التعليمية بقناعته الخاصة وليس بوجود ادارات تمارس اي رقابة .

- إذا اراد الكهرباء لابد يشتريها من القطاع الخاص باسعار جنونية (مع أنهم يستخدمون اصلا الشبكات الحكومية) أو يظل "يشقي" لجيوب تجار البطاريات والالواح الغالية جداً ، والرديئة جدا كذلك ، والتي لاتوجد اي رقابة على جودتها أو أسعارها .

● النهاية  :

انتم يامسؤلي تعز في المدينة والمديريات من كل الأحزاب والتوجهات لا لزمة ابداً لوجودكم ، ولاعمل لكم الا ألا مهمة  واحدة ممقوتة مشتركة بين الجميع : كل مسؤل يرمي الفساد على حزب المسؤل الأخر ، والأخر يرد بالمثل !! وحق المواطن المنتظر لخدماتكم ضاع  بينكم بالمناصفة ،  والغريب أن تجد من هؤلاء الضائعة حقوقهم يطبلون مع الزفة "ومامعهم حق العشاء للعيال" .

أخيراً… . في رمضان سندعوا الله ان ينتقم من الحوثي الذي اسقط دولتنا وادخل البلد في حرب لاترحم ، واستخدم اسلحة الدولة لقتلنا، وسندعوا الله عليكم كذلك لانكم تمارسون حرباً علينا باسم "الشرعية" (التي "يوتِّح" الكل في تعز خلفها) مستخدمين أسلحتكم القذرة كالاهمال والفساد والعبث وخلافه .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي