لنكتب عن الفضائل والأخلاق

سمية حيدر
السبت ، ١٨ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ١١:٠٢ صباحاً

 

نشر أحدهم بصفحته بالفيس هذه القصة ورافقتها صورة تؤكد هذه القصة وكانت كالتالي :

الوجه المتوحش من الحياة..

هذه الصوره ألتقطها المصور ماهر عطّار في بداية يونيو1985 إبان الحرب الأهليه اللبنانيه وتظهر فيها سمر بلتاجي وهي برجل واحده تمسك بيد أبنتها نسرين التي تعاني من إعاقه هي الأخرى، هذه الصوره أصبحت من أشهر الصور للحرب الأهليه آنذاك، ولكن ليس هذا كل شيئ، ففي الأسبوع  الماضي(6ابريل2018) ألتقى ذات المصور ذات المرأه(سمر) مصادفه ولكنها هذه المره فقدت رجلها الأخرى وهي تتسول في حي من أحياء بيروت، وبعد حديث بين المصور والأم سمر قالت:  لقد تخليت عن ساقي الوحيده الباقيه لإنقاذ ساق ابنتي نسرين، كانوا بحاجه لغظروف من ساقي، وبعد وفاة والدها طردتني من البيت لأصبح مشرده كما ترى… 

 وانتهت القصة بهذا التعليق   "ياالله ماأقبح الحياة حين تتوحش".

حينها ذهبتُ لأتأمل ماذا قيل من تعليقات على ما كُتب ، فوجدتُ تعليقاً لأحد أصدقاءِ صاحب الصفحة،  كلماته  جعلتني أقف متأملة في كل حرف كتبه وكل عبارة أراد أن يعبر عنها   وكان تعليقه هو  "من فضلك هل لك أن تنشر قصة بالمقابل عن ابنه أو ابن أحسن إلى والديه  كونوا موضوعيين ،ما نركز عليه يزيد لذلك ما الحكمه التى نريدها من تأكيد أن الإنسان مخلوق بشع متوحش فاسد سفاك للدماء  ثم ماذا ؟  المزيد من كل ذلك ، ولكن للتوازن لابد أن تذكر الصورتين,لأنها واقعيا متواجدتان  أن نسعى لتغليب الخير في الإنسان يكون بتشجيع قيم الخير وإظهاره أيضا"

و تسارعت إلى ذاكرتي موقِفُ شهِدتهُ نقاشاً  دار  في مجموعة واتس تتحدث عن قصة  رجل ضحى من أجل زوجته وكافح معها حتى أصبحت طبيبة،  ثم بعد كل هذه التضحيات  تنكرت له وتخلت عنه بحجة أنه لم يعد بمستواها، وكُنتُ وقتها أجدُ تفاعل أعضاء المجموعة ضد هذه الزوجة وأنانيتها وتعاطفهم الكبير   مع الزوج حتى أن البعض منهم قالها وبصراحة  "لو كان من البداية جعلها تطبخ وتربي الأولاد لكان حاله الآن أفضل "

كل هذه المقالات والتعليقات والمواقف جعلتني أطرحَ سؤالا واحداً  لنفسي ولكم 

هل انتشرت الأخلاق الرديئة والسيئة في واقعنا لأننا بتنا كذلك فعلاً  أم لأننا أصبحنا نسلط الأضواء عليها بشكل  أكبر  في مقالاتنا وصفحاتنا وحتى إعلامنا ، مما جعلها تزداد انتشاراً ، ولأننا دون أن ندرك غرسنا بقلوبنا وعقولنا أن لاخير أصبح في مجتمعاتنا فكنا للأسف جزء منه ؟

سؤالٌ  مطروح  لنا جميعاً 

ولابد أن نعرف إجابته  لأننا بتنا  بحاجة ماسة لنعيد الأخلاق الفاضلة ، الراقية والإنسانية  وتحويلها لواقع نعيشهُ فعلياً    فكيف ذلك ؟

هل بأن نعيد صياغة مانكتب أم ماذا بالضبط ؟   لكن ما أعلمه ويعلمه الجميع مثلي إنه إذا أردنا حديقة مليئة  بأزهارٍ جميلةٍ تنشر عبيرها العطر في كل مكان ، ألا نغرس فيها  بذور الصّبار ونسقيه لينمو بها ومع الوقت يحل محلها. 

ولنتذكر  عندما أراد  الله تعالى وصف نبيه   لم يصفه بجمالة ولا بنسبهِ ، فعندما أراد الله تعالى  وصفه ومدحه قال 

" وإنّك لعلى خلق عظيم"

صدق الله العظيم 

فهل سنسخر أقلامنا وإعلامنا   ليكتب عن كل ماهو جميل وذو  أخلاق فاضلة، نرجو ذلك  فنحن بحاجة ماسة لها في وقتنا الحالى وفي كل وقت.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي