إكرامية شملان

كتب
الاربعاء ، ١٨ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١١:٢٤ مساءً
  بقلم : محمود الحمزي رحمة الله تغشاك أيها القائد العظيم وأسكنك ربي فسيح جناته، فلقد كنت أبرز الرجال الذين عرفهم اليمن الحديث وكنت لا تخاف ولا تهاب أحد في زمن اتسم بالبحث عن المصالح الشخصية والذاتية ، والبحث عن مشروع الأنا.... إنه الراحل والمرحوم بإذن الله تعالى/ فيصل بن شملان رائد التغيير وأبرز من قاد واحدة من مجموعة مسببات قادة في النهاية إلى ثورة شعبية عارمة لم تنتهي بعد ، أو تحط رحالها. وبعيداً عن الحديث عن مناقبه وصفاته ، ولندخل في صلب الموضوع، ففي حين احتدم السباق الرئاسي في 2006م. وبدت علامات واضحة بأن خطراً حقيقياً يهدد عرش صالح وعائلته ، اتجه صالح للمنازلة بأدوات ووسائل ساذجة كي يحسم الموقف لصالحه، ولم ينجح في ذلك رغم استخدامه كل الوسائل المشروعة والغير مشروعة، فلقد قام صالح بتوزيع راتب شهري على كل موظفي الدولة قبيل عملية الاقتراع بأيام قليلة ، في صورة بشعة تدل على مدى انتهاك النظام والقانون ، وحينها تساءل الكثير عن مدى شرعية صرف ذلك المبلغ فأسموه إكرامية رمضان،في الوقت الذي لم تصرف مثل هذة الإكرامية في أي عام مضى ، وحينما عاد رمضان الذي يليه طالب الموظفون بتلك الإكرامية والتي مثلت قمة الإحراج للرئيس السابق -آنذاك- فتم صرف نصف المبلغ ومع العام الذي يليه تبخرت وذهبت أدراج الرياح. اليوم وبعد الثورة الشبابية تعود حكايات وأماني الموظفين وأحاديثهم الكثيرة عن تلك الإكرامية ، بل ذهب الكثيرين للتأكيد بأن الحكومة ستصرفها كي تخفف معاناة الشعب ، لأن الثورة من أبرز أهدفها الاهتمام بالجانب الاقتصادي على المدى البعيد ، ولطالما عانى الشعب من تبعات الثورة ومازالوا ، فإن حكومة الوفاق والرئيس ملزمون أخلاقيا بالنظر بجدية في معاناة الناس خصوصا في شهر رمضان المبارك ، اليوم وقبل مجئ رمضان الجميع يدرك الكارثة التي يعيشها الشعب فلابد من العمل وإيجاد حل يخفف ذلك ولا زال الكثير من الموظفين يعلق آماله بصرف إكرامية رمضان والتي أطلق عليها شعبياً إكرامية شملان لارتباط صرفها – آنذاك – نكاية بالراحل فيصل بن شملان. لا يمكن قبول مبررات الحكومة والرئيس عن عدم صرف إكرامية شملان لان أحوال الناس صعبة للغاية وشديدة التعقيد والمواطن يريد أن يلمس خيرات الثورة والحكومة الجديدة ، اذ لا يهم المواطن مماحكات الساسة واختلافاتهم ، وباعتقادي لو كان صالح مازال رئيساً والثورة مازالت قائمة ، فإن صالح في مثل هذا الظرف ، سيوجه بصرف راتب شهري في أول رمضان ليس حباً في أبناء الوطن وشعور بمعاناتهم ، بقدر ما يهمه أن يوجه ضربة قاسية لخصومه وللثورة بدرجة رئيسية ، وأثق انه سيدبر حاله للمبلغ حتى من "أم الصبيان" ، وبما أن صالح ليس في رأس السلطة وقد تغير المشهد نوعاً ما ، فلا بد أن يهتم هادي وحكومة الوفاق بقضية حساسة وغاية في التعقيد، ألا وهي الشعور الذاتي لمعاناة المواطنين، وبما أن حكومة الوفاق والرئيس قد حققوا بعض النجاحات في الجانب السياسي وأخفقوا كثيراً في الجانب الاقتصادي والإنساني، فعلى أقل تقدير بأن إكرامية شملان وصرفها سيخفف الاحتقان نوعاً ما ...، ويشفع لهم عند المواطنين فشلهم الاقتصادي الذريع .ولابد للحكومة أن تنظر إلى بقية أفراد الشعب اذ ليس كل الناس في سلك التوظيف ، فعلى الأقل تعفي المواطنين من فاتورتي الماء والكهرباء وتصرف راتب لكل أصحاب الضمان الاجتماعي وعليها أن تفكر بجدية في سبيل تخفيف معاناة الشعب ، اذ لا يمكن أن تختزل قضية تخفيف معاناة الناس براتب لا يسمن أو يغني من جوع ، لكنه أقل ما يمكن أن تقوم به الحكومة. وعلى الرئيس والحكومة أن تلتزم سنويا بصرف راتب شهري بشكل ثابت قبيل شهر رمضان كما تفعل بقية الحكومات في سائر البلدان وتجعل ذلك في ميزانيتها السنوية مثل هذا الراتب أمر لابد منه . المهم من الجن من الإنس ، من الغرب أو الشرق .......يدبروا حالهم ويصرفوا إكرامية شملان وبالطول بالعرض لابد من إكرامية شملان وإيجاد حلول عاجلة لمعانة الشعب بطريقة مختلفة عن معالجات النظام السابق وإن طال الانتظار.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي