النسر العجوز لن يطير من العش!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاثنين ، ٣٠ مارس ٢٠٢٠ الساعة ٠٥:٠١ صباحاً

 

كثرة التعمق و التحليل تتعب كثير على قولة الاخ فيصل المقطري و اقنعني بسرد لطيف في صفحته لحكاية منتشرة. حيث يقول السرد, أثناء الحرب العالمية الثانية، و بينما كانت المحادثات الثلاثية تجري بين الرئيس السوفيتي ستالين ورئيس وزراء بريطانيا تشرشل والرئيس الأمريكي روزفلت في مدينة يالطا الروسية كتب روزفلت كلاماً على قصاصة ورق صغيرة وسلّمها إلى تشرشل. قرأ تشرشل ما كتبه روزفلت ثم أحرق الورقة في منفضة سجائر أمامه, بعدها خربش الإجابة وسلمها إلى روزفلت, والذي قرأها ثم رماها أيضاً في المنفضة التي بجانبه. بقيت الورقة سليمة لأن روزفلت لم يكن يدخِّن. حالما غادر الزعماء طاولة المفاوضات، سارع أفراد جهاز الأمن السوفيتي إلى التقاط تلك الأوراق وكان مكتوباً بخط تشرشل: "لن يطير النسر العجوز من العش على أية حال"!

بالطبع، فسّر الأمن السوفيتي تلك الكلمات على أنه محاولة لإغتيال شخصية كبيرة وعجوز. وقدروا أن ستالين هو المقصود. قاموا بالتحري والتدقيق عن مثل هكذا إقتباس في الكتاب المقدس، وعند شكسبير، وديكنز، وحتى "أليس في بلاد العجائب" . لكنهم لم يعثروا على اي تفسير مقنع، وأصبح الأمر أكثر وضوحاً بالنسبة لهم ثمة محاولة اغتيال. النسر العجوز هو ستالين، والعش هو قصر المحادثات في ليفاديا. قاموا بتغيير الحرس، و عززوا المراقبة و جلبوا كل ما يلزم من عتاد و ذخيرة يمكن تلزمهم في أية معركة. ومع ذلك ، لم تحدث مفاجآت غير سارة. غادر الزعماء الكبار بهدوء إلى بلدانهم. وبعد مرور عدة سنوات على ذلك الاجتماع، صادف أن وجد مترجم سوفيتي نفسه في إحدى المناسبات وهو يقف بجانب تشرشل، فسأله عما كان يقصده بعبارته تلك الغامضة والخطيرة.؟ فأجاب تشرشل: في حقيقة الأمر، كتب روزفلت لي يقول "سيد تشرشل، سحاب بنطلونك مفتوح". فطمأنته بأن "النسر العجوز لن يطير من العش".

و ختاماً نغرق انفسنا في قضايا ليست بذلك التعقيد ولا تحتاج عمق تحليل اكثر من اللازم. حرب اليمن عبثية و حلها بيد اليمنيين بالدرجة الاولى وليس الخارج, ان ارادوا بقاء وطنهم ونسيجهم موحد, و حل كورونا سهل تغسل يديك و تترك مسافة مترين بينك و بين غيرك و تتجنب التجمعات و تجلس في البيت, و ان شعرت انك مريض اعزل نفسك, او سلم نفسك لحجر صحي و يتم اغلاق البلد او فتح مراكز حجر صحي في المنافذ, و الحكومة تدفع مرتبين وسلطة صنعاء مرتب ليبقى الناس في بيوتهم . الباقي مثل تخبطات ادارة ترامب وغلطة ايطاليا و حكاية الدكتور كمون و انهيار الراسمالية و الاتحاد الاوروبي و العصر الجليدي و نجاح الصين و نهاية الاقتصاد وعذاب الله والطب النبوي مش وقته بالنسبة لك في اليمن. فكر انت كيف تحافظ على نفسك و اهلك من الحرب و من كورونا و الزيادة معك ومعنا يحفظكم الله و يجنب اليمن الفيروس.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي