في ذكرى عاصفة الحزم

علي هيثم الميسري
السبت ، ٢٨ مارس ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٢٨ مساءً

 قبل خمس سنوات وبالتحديد في نهاية شهر مارس إنطلقت عاصفة الحزم بطلب من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي للقضاء على المليشيا الإنقلابية وإنهاء الإنقلاب وعودة الشرعية ، وحينها جن جنون مليشيا الإنقلاب التي كانت تعتقد بأنها قد تمكنت من إنقلابها على شرعية فخامة رئيس الجمهورية ، فخرج الكثير من رموز الإنقلاب وإعلام مليشيا الإنقلاب يصرخون ويولولون بأن عاصفة الحزم هي عدوان سعودي على اليمن ، ومن ضمن الصارخون الناعقون طارق عفاش الذي كان له دور كبير في قتل أبناء عدن بفرقته القناصة الذين لم يفرقوا بين رجل وإمرأة ولا طفل وكهل .

     بعد فترة من الإنقلاب إختلف طرفي الإنقلاب الحوثي العفاشي وجعل رب السماوات والأرض كيدهم في نحورهم ، وحينها إستطاعت مليشيا الحوثي أن تتصدر المشهد الإنقلابي بعد أن جعلت شركائها في الإنقلاب يذوقون الويل والثبور ، فنكلت بهم ومزقتهم كل ممزق وجعلت الناجون منهم يبحثون عن ملاذ آمن يقيهم بطشها فهي لا ترحم أحد ، ومنهم من إستطاع أن ينفذ بجلده دون أن تراه مليشيات الحوثي ومنهم من خرج بعباءة نسائية يجر خلفه الخزي والعار والذل والهوان ، وكان من ضمن الذين تَنسوَنوا وتبرقعوا طارق عفاش الذي أذله الله شر إذلال ، أما عمه علي عفاش الذي إحتضن الثعبان "مليشيا الحوثي" ورباه وكبره كانت نهايته عادلة من الواحد القهار بلدغة قاتلة من ثعبانه فنفق هالكاً .

     بعد وصول طارق عفاش لملاذه الآمن تحول من ناقد لاذع لعاصفة الحزم وتسميتها بالعدوان السعودي إلى تابع مطيع ليس للوطن اليمي الكبير ولا للمملكة العربية السعودية بل إلى العدو الحقيقي المتلبس بثوب الصديق المعين وهي دويلة الإمارات ، حتى أنه لم يعترف بشرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ولو على إستحياء بل ذهب وتآمر مع دويلة بني صهيون التي تحاول أن تظهره بالمخلص لليمن وهو لم يستطِع تخليص عمه وولي نعمته من الأسنان اللبنية لصبيان مليشيا الحوثي الفارسية ، وبعد أن تَنسوَن وتبرقع في صنعاء مكنته دويلة بني صهيون ليتفرعن ويتملعن ويتكبر ويتغطرس ببطولات وهمية في الساحل الغربي .

     ما يثير الضحك أن في بداية الأمر وأثناء إنطلاق عاصفة الحزم كان يروِّج الإعلام المليشياوي ويسخر من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بأنه لم يعلم عن إنطلاق عاصفة الحزم ، فكيف له أن لا يعلم وهو قد صَرَّحَ بأنه من طلب التدخل العسكري وعلى وجه السرعة من المملكة العربية السعودية وبالتحديد من وزير خارجيتها آنذاك الفقيد سعود الفيصل ؟ وبعدها يأتي نفس الإعلام ويصرِّح بأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي خائن للوطن بإستدعائه العدوان ، بل وحاكمته المليشيا الإنقلابية في محكمة هزلية وأصدرت بحقه حكم الإعدام بتهمة خيانته للوطن .

     دعونا من كل ما ذُكر لنذهب سوياً إلى المشهد الهزلي الذي أضحكني كثيراً والذي قام به الدنجوان يحيى محمد عبدالله صالح أخو المتبرقع المُتَنسوِن طارق عفاش ، فهذا المخلوق الذي لا نعرفه إلا من خلال الصور وهو بجانب النساء الكاسيات العاريات حتى أننا لا نستطيع التمييز بينه وبينهن إلا من خلال اللبس فهو يشبههن كثيراً بنعومته ، وفي المشهد يخاطب هذا الدنجوان الشعب اليمني وكأنه هو رئيس الدولة ، وذكر في خطابه العدوان السعودي على اليمن لخمس سنوات ولم يذكر مليشيا الحوثي الإنقلابية ولم يلمِّح بإنقلابها وحتى لم يذكر العدوان الإماراتي وهي شريك في التحالف .

     إن كان هناك عدوان فهو العدوان الإماراتي الذي  إحتضن أحد طرفي الإنقلاب وهو طارق عفاش وقناصته ، والذي صنع مليشيا إنقلابية في عدن تحت مسمى المجلس الإنتقالي وجعل من هذه المليشيات حجر عثرة لعودة الحكومة وبها قتل العديد من خيرة أبناء الوطن في عدن ، والذي قتل بطائراته العديد من أفراد الجيش الوطني في شقرة ومد يد العون لمليشيا الحوثي الإنقلابية من خلال تهريب السلاح والطائرات المسيرة وإرسال الإحداثيات لها لقتل قيادات القوات المسلحة اليمنية ، بالإضافة للكثير الكثير من الإنتهاكات والممارسات التعسفية التي قوَّضَ بها جهود الحكومة اليمنية لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة ناهيك عن محاولة إحتلال الجزر اليمنية ، وكما قيل شر البلية ما يضحك أن يأتي نصف أو شبه رجل مثل هذا الدنجوان يحيى عفاش ويخاطب الشعب اليمني العظيم بصفة رجل ورئيس دولة .. هُزِلَت ورب الكعبة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي