نظرة في تفجير دمشق

كتب
الاربعاء ، ١٨ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٥٢ مساءً
  بقلم : صالح بن عبد الله السليمان تفجير مبنى الآمن القومي في دمشق عملية كبيرة . ومؤثرة ولن يختلف على ذلك اثنان , ولكن وكما يقال أن منفذ العملية هو احد الحراس المقربين لبشار , فيكون السؤال هنا , لماذا يوجد هنا , ليس لها إلا احتمالان 1) أن يكون بشار موجودا أو احد من عائلته, 2) أن يكون بشار قد خرج من دمشق فيكون الحارس قد التحق بالمبنى للحماية . أنا أرجح الخيار الثاني , حيث أن هناك أنباء تواترت عن هروب بشار بمجموعة سيارات, وبهذه العملية المفاجئة في التوقيت يكون النظام السوري قد فقد 80% من قياداته المؤثرة حسب ما ذكرت الواشنطن بوست , وهي ما كان يسمى بخلية معالجة الأزمة , منهم وزير الدفاع ووزير الداخلية ورئيس الأركان ورئيس المخابرات . وعدد كبير من القادة الآمنين . ماذا يعد ؟ هل يستمر النظام السوري بالمكابرة ؟ ويستمر في قتل وقصف وتدمير سوريا حتى ينال مصير القذافي ؟ أي عاقل يقول لا , ولكن هل النظام السوري عاقل ؟ هل بشار عاقل ؟ هذا ما أشك به . فالنظام السوري يعتمد في بقاءه على تحالفات طائفية داخلية وخارجية , ومثل هذا النظام لا شرعية حقيقية له . فهو يعتمد على الطائفة العلوية , وليس كلها ولكن وبصراحة الكثير منها , وتحالف مع الجارين الشيعيين نظام المالكي في العراق وحزب الله في لبنان , من خلال تحالف الجميع مع الولي الفقيه في طهران , على مده بالمال والرجال , وعلى نظام بوتين في روسيا , لأن روسيا بفقدها للحليف الوحيد على البحر المتوسط ستكون معزولة نهائيا عن المياه الدافئة. ولكن هذه النوعية من الشرعية هي اقرب للاشرعية , فهي واهنة كبيت العنكبوت , فهاهو وزير الخارجية الروسي يتراجع عن دعم نظام بشار ويعلن ان معركة حاسمة تدور. هذا درس لجميع الحكام , الشرعية الحقيقية تنبع من الداخل , من الشعب , وليس من الخارج , وأي حاكم يحاول الخروج على الشرعية الشعبية فبقاءه في السلطة مؤقت , طال الزمان أو قصر , قد يختلف السيناريو من دولة إلى أخرى ولكن النتيجة النهائية واحدة , نتذكر ما قال أبو الغيط وزير خارجية مصر عندما سئل , مصر ليست تونس . ونتذكر ما قال سيف الإسلام القذافي قوله , ليبيا ليست تونس أو مصر , ونتذكر قول على صالح , اليمن ليست مصر أو تونس , ونتذكر قول بشار ووزير خارجية وليد المعلم , سوريا ليست تونس أو مصر أو ليبيا . كلهم تصوروا أن سيناريو الثورات واحد , ولكن الحقيقة أن المنشأ والنهاية واحده ولكن الطريق مختلف , وكل الطرق تؤدي إلى روما . هذه هي الحقيقة التي رفض بشار الاستماع لها كما رفض القذافي من قبله , وهذه هي النتيجة . رحم الله ملك ليبيا الملك الصالح المغفور له بأذن الله إدريس السنوسي , الذي تنازل عن الحكم ورفض عروض بعض قطاعات الجيش محاربة الانقلاب الذي قام به القذافي ورفض عروض جاءته من بعض القوى العربية بإعادته للسلطة , رافضا إراقة قطرة دم واحده . وكذلك البطل السوداني الرئيس سوار الذهب , عندما رفض التمديد لنفسه , مع وجود الكثير من المطالبات ببقاءة , ونقل السلطة للشعب . السلطة لله ثم للشعب , ومن الشعب تستمد الشرعية السياسية , وعندما يسقط الشعب الشرعية السياسية عن الحاكم , يجب عليه أن يتنحى , هذا إذا كان يحب وطنه ويحب شعبه , أما من يقاتل ويدمر شعبه من اجل السلطة , فهو مجرم وقاتل . ومغتصب للسلطة , أتمنى أن يكون فيما حدث ويحدث وسيحدث درسا واضحا , وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي
الحجر الصحفي في زمن الحوثي