من زاويتي- مفهوم كش ملك مات !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ٢٢ مارس ٢٠٢٠ الساعة ٠٥:١٧ مساءً

 

منذ ايام و انا افكر ان العالم انفق ١٨٠٠ مليار دولار في شراء سلاح في سنة ٢٠١٨ يقتطع ذلك من الضرائب و يستعد ليحمي نفسه من السلاح, الذي ينتجه بنفس السياق كل كم سنة و لكم تصور انفاق العالم ل ١٠ سنوات و الارقام الفلكية لذلك. عني اجد ذلك ك كش ملك مات, فالادخار في اماكن مهمة تخص حياة الانسان يقود لكارثة وما فيروس كورونا الا مثال بسيط . الدول دخرت في البحث العلمي و الصحة و التعليم بنسب متفاوتة, لكن تنفق في السلاح دون تردد. فموظف علوم الاحياء و الكيمياء هنا في المانيا كباحث يستلم في مشاريع البحث من الدولة اقل من ٢٠٠٠ يورو شهريا عكس المهندس او علوم الحاسوب, و اذا كان بوست دوك يمكنه استلام وظيفة كاملة.

و ايضا نجد ان فنان او لاعب كرة يستلم ملايين و العالم تنظر اليه باعجاب و صوره في كل مكان بينما هو يجري بعد كرة مسكها أو لم يمسكها لن تتغير حياة البشر, بينما الباحث الذي يحترق ينتج معرفة و حلول لمشاكل تغير حياة البشر, ليس مهم و يجب ان يفكر كيف ينفق مرتبه دون اسراف ويقدم مشاريع ترفض اكثرها ويعيش الخوف انه سوف يكون عاطل عن العمل. مشاريع بحثية يتم رفضها كون المجال لايهتم بالصناعة أو لاينطبق مع الشروط أو صاحب المشروع عنده عقد قصير لا يمكنه من الاستمرار .

جامعات تقلص وتلغي وظائف بحكم ليس لذلك ضرورة و المحزن ننظر اليوم للباحثين "بعد تطنيشهم لعقود" وننتظر منهم معجزات في ايام و على ثقة لو قالوا خلوا الثورة الصناعية تنفعكم او لاعبين كرة القدم او السلاح لكان عدل لتتعلم الدول اين الغلط. ادخار في مجالات مختلفة مثل الطب ابعد الاطباء من البحث العلمي كون لم يبقى امامهم وقت الا للمرضى. سنوات طويلة اعمل معهم و هذا انطباعي عنهم.

الان سوف تتغير مفاهم ولو أن الثمن مرتفع لهذا الدرس. ففيروس كورونا يجب ان يعيد ترتيب اولويات الانفاق و كون البشر لا تتعلم فعواقب كورونا الاقتصادية لا يمكن تصورها, فشركات سوف توقف الانتاج و اخرى سوف تعلن الافلاس و معدلات بطالة مرتفعة في الطريق وقطاع خدمات توقف و ديون سوف ترتفع للاشخاص والشركات والدول ومساعدة العالم الثالث سوف تقل وتضخم وقلق نعيشه الان و غير ذلك , و لم نشاهد من الجمل الا اذانه كما نقول.

من فترة طويلة و انا ادرك اهمية الابحاث بخصوص استنباط مشاكل البشر الصحية عن طريق المراقبة عن بعد وقد قدمت و نفذت مشاريع مختلفة، و امس ارسلت لي برفيسورة المانية من قسم الطب في جنوب المانيا رسالة مضمونها, هل في شغلك اجهزة لتحليل الوجه و استنباط درجة الحرار والالم و تدقيق ذلك مع خفقان القلب والاضطرابات و قياس تردد التنفس عن بعد, تقصد ان هناك شركة تبحث عن ذلك. و قبل اسبوعين كنت مع برفيسورات في المستشفى الجامعي و الهدف نريد نجرب ما وصلنا اليه في مراقبة مرضى وكان انطباعي أنه ليس لديهم وقت كونهم في استنفار مع المرضى، وقبل ٦ سنوات طرحنا ذلك في مشروعات كبيرة , و لكن الانظار لم تتحمس لهم وتم الرفض. و بصراحة كورونا اثبتت انني على حق في ما طرحت من مشاريع, و لازلت انفق على هذا المجال برغم قلة مشاريع هذا المجال مقارنة بالصناعة.

فقد وصلتني قبل ٥ ايام جهازين تحسس بصري من فرنسا دفعت فيهم ما يقارب ٤٠ الف يورو و قبل شهرين كاميرا صنعت حواسها و مواصفتها حسب رغبتنا و بعد نقاش ٣ اشهر مع شركة المانية و ايضا كلفتني ٣٨ الف يورو و جهاز اخر ٧ الف يورو و جهاز كمبيوتر باكثر من ٥٠ الف يورو و انسان الي ب ٧٩ الف يورو صنع حسب رغبتنا خلال ٣ اشهر في اسبانيا وصل قبل ٣ اسابيع و رجعت بذاكرتي الى قبل قبل ١٠ سنوات, حيث كان هدفنا انتاج نظام الي لمراقبة الحالة الصحية للمرضى في غرف العناية المركزة او مراقبة المطارات او العمل و طرحت عدة مشاريع و مرات و لم نجد دعم لذلك بحجة انهم غير واقعي ولا يناقش مشكلة ذات اولوية و اضطرينا ان نقسم عملنا الى مشاريع صغيرة مختلفة مثل محور الالم و محور استنباط القيم الطبية مثل نبضات القلب و التنفس و الارهاق و التركيز و تم دعم ما ذكرت لكن ليس بحجم الطموح, بحيث يكون لدنيا قدرة نطرح جهاز الان. نشرنا بعض النتائج في مجلات محكمة و بيانات المعلومات نشرناها و تستخدم من اكثر من ٨١ مركز بحث و جامعة في العالم . اليوم العالم يبحث عنما طرحناه قبل ٨ سنوات كفكرة و رؤية.

الان لم يعد هناك حماس ان نكون في المقدمة, كون دخلت الان شركات قطاع خاص بميزانيات فلكية هذا الحقل, و كش ملك مات اقلها لي من زاويتي. الرؤية لما نريد, طرحنها بهذا الفيديو قبل ٨ سنوات, و برغم اننا كنا اول من طرح ذلك لكن قلة الدعم للفكرة عرقل الانطلاق بسرعة , لكن مقتنع و متصالح مع نفسي في ما قدمناه في هذه النقطة .

قبل بضعة أيام فقط سأل جونسون رئيس وزراء بريطانيا مصنعي السيارات, إذا كان يمكنهم من بناء اجهزة تنفس طبية و بسرعة كون بريطانيا ليس لديها الا ٤ الف جهاز للكبار و ٩٠٠ جهاز للاطفال. بريطانيا ادركت انها بصدد كارثة كونها تحتاج ٢٠ الف جهاز تنفس . الادخار في النظام الصحي البريطاني في العشر السنوات الاخيرة كارثة و خروجها من الاتحاد الاوروبي جعل الكثير من الاطباء يهاجرون منها, و المضحك ان حصول الشخص على موعد مع طبيب الأسرة يتطلب الكثير من الصبر وهذا في الأيام الطبيعية ومن دون أمراض فيروس كورونا.

ايضا يتطلب الكثير تأجيل العمليات مرارا و تكرارا بسبب نقص الموظفين في الجهاز الصحي البريطاني, وكل ذلك من بوابة الادخار. الان الهدف للحكومة البريطانية هو "إبقاء حصيلة القتلى أقل من ٢٠ الف شخص" و هذا يعتبر نتيجة جيدة كما قال باتريك فالانس و هو الطبيب, الذي يقدم المشورة للحكومة.

ومختصر الموضوع كورونا الان درس عنيف ومؤلم للدول فالاهتمام بالانسان و البحث العلمي والقطاع الصحي و عدم الادخار في هذه النقط اقل ما يجب أن تتعلمه الدول لاسيما و فيروس كورونا قد يكون الحلقة الاولى في مسلسل طويل. الاتحاد الاوروبي بدوله المختلفة بدوره مستنفر الان ويفتح الخزائن اي ماتم ادخاره لسنوات ويحاول أن يقلل حدة الارتطام بالارض للوح الزجاج وعلى ثقة سوف يتجاوز ذلك لكن بعد دفع ثمن كبير اثاره سوف ترافقنا و لعقد من الزمن.

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي